لم يكن هذا العام موسماً سياحياً جيداً بالنسبة للكثير من الدول السياحية، مقارنة بالسنوات السابقة، باستثناء «حقبة كورونا» العصيبة على العالم.
ومن المفارقات العجيبة، أن بعض المدن السياحية، هرب منها السياح، بينما لا تُرحب بعض المدن، بالسياح، لأنها تعاني من ازدياد مضطرد في أعداد القادمين إليها والتي تتسبب بارتفاع الأسعار بصورة جنونية، لدرجة أن سكان البلد نفسه، لا يجدون الفرصة المناسبة لقضاء العطلة الصيفية مع أفراد الأسرة، مثل إسبانيا التي شهدت تظاهرات عدم ترحيب بالسياح.
باريس من جهتها، تُعاني من انتشار الفئران، إضافة إلى سوء الأطعمة خلال الألعاب الأولمبية، وانقطاع خدمة القطارات، والتلوث الكبير في نهر السين.
علماً أن فرنسا هي أكثر دولة تحظى بأكبر عدد من السياح على مستوى العالم، من دون تنظيم أي دورات رياضية، فهي عاصمة ثقافية مميزة، كما أنها بلد الفنون والأزياء، والمطعم الفرنسي يتفوق على الكثير من الدول الأوروبية.
ولم تحظ العاصمة البريطانية، بنفس المعدل المتوقع استقباله هذا العام، بسبب ارتفاع الأسعار، إضافة إلى بعض الأحداث الأمنية التي باتت تؤثر سلباً على تجربة السياحة في لندن.
وتأتي مصر، التي تعتبر إحدى أهم الدول العربية التي تحظى بإقبال شديد من السياح الأجانب، إضافة إلى العرب بشكل عام والخليجيين بشكل خاص، و«أنا واحد منهم»... فهي قريبة رخيصة وفيها تنوع كبير، سواء في القاهرة أو الإسكندرية وبورسعيد، أو غيرها من المدن العريقة.
وفي الأردن، الكل يدفع السعر نفسه من دون النظر في الجنسية، بينما يشتكي البعض من ارتفاع الأسعار في لبنان الذي يتمتع بطبيعة خلابة.
رفع الأسعار من دون ضوابط كان سبباً أساسياً في توجه السياح إلى دول أخرى، مثل قبرص وتركيا والبوسنة والهرسك، ناهيك عن التوتر السياسي مع الكيان الصهيوني والخوف من تعرض لبنان لهجمات عسكرية.
والأمر نفسه ينطبق على دول عربية، أصيبت بالجفاف وارتفاع درجات الحرارة صيفاً، إضافة إلى ارتفاع الأسعار، رغم أنها جاذبة، لتنوعها الثقافي والحضاري والسياحي.
وتأتي تركيا التي تعاني من التضخم، إضافة إلى جشع التجار وأصحاب المطاعم والمحلات، ناهيك عن مضايقات فردية للعرب عموماً والخليجيين خصوصاً.
وهناك السائح الكويتي والأخطاء التي قد يرتكبها البعض، بسبب تصرفات غير مسؤولة، خصوصاً أن كل مواطن يسافر، هو بمثابة سفير اجتماعي... لكن لا يمكن التعميم أبداً.
همسة:
السياحة منظومة متكاملة وأي خلل يفقدها تميّزها.