إسرائيل تُطلق أوسع عملية منذ «السور الواقي»... وخشية من تهجير جديد
«رعب المخيمات» تتصدّى لـ «المخيمات الصيفية» في الضفة
- سقوط عشرات الشهداء والجرحى... والمستشفيات تحت الحصار
- رام الله: العدوان سيؤدي إلى نتائج وخيمة وخطيرة
- كاتس: يجب التعامل مع الضفة كما نتعامل مع غزة ولبنان
بموازاة جبهة الحرب المشتعلة في كل من قطاع غزة ولبنان، فتح الجيش الإسرائيلي، جبهة ثالثة، في شمال الضفة الغربية المحتلة، تعد الأوسع منذ عملية «السور الواقي» في العام 2002، أسفرت حتى مساء أمس، عن سقوط نحو 12 شهيداً وعشرات الجرحى، وسط إدانات عربية واسعة، للعدوان.
وفي حين ادعت إسرائيل، أن عملية «المخيمات الصيفية» تستهدف إحباط «بنية تحتية إسلامية - إيرانية»، أكدت فصائل المقاومة أن عناصرها «سيذيقون العدو رعب المخيمات وسيعلم جنوده ما ينتظرهم من جحيم»، بينما ظهرت على السطح مخاوف من تهجير الفلسطينيين من الضفة، خصوصاً أن العملية تستهدف المناطق التي تمتاز بالكثافة السكانية المرتفعة.
وأفاد الجيش الإسرائيلي وجهاز «الشاباك»، في بيان مقتضب، فجر ليل الثلاثاء - الأربعاء، بأن العملية التي ستستمر لأيام عدة، «تهدف لاعتقال المطلوبين وتدمير البنية التحتية في شمال الضفة، في مخيمي جنين ونور شمس للاجئين بالقرب من طولكرم».
وأضاف «في الوقت نفسه، تجري أيضاً عملية كبيرة أخرى في مخيم الفارعة للاجئين في الأغوار، وكجزء من عملية كبرى على مستوى فرقة عسكرية، يحاصر الجيش المستشفيات القريبة من هذه المخيمات لمنع المسلحين من الوصول إليها»، مشيراً إلى «إمكانية إجلاء منظم للسكان وفقاً لمواقع القتال المتوقعة».
وقال الناطق العسكري نداف شوشاني، إن العملية الجوية البرية، «جاءت في أعقاب ارتفاع حاد في النشاط المسلح في الأشهر الماضية، شمل أكثر من 150 هجوما تضمنت إطلاق نار من طولكرم وجنين»، مضيفاً أن التقديرات تشير إلى وجود «تهديد مباشر» للمدنيين.
ونقلت إذاعة الجيش عن المؤسسة الأمنية، أن «الحملات السابقة لم تحقق نتيجة، وقررنا أن نفعل شيئاً يغير الواقع في الضفة، ولا نريد أن تصبح الضفة جبهة تعرقلنا عن القتال في غزة ولبنان».
وشدّد المسؤولون الأمنيون على أن «مسألة العبوات الناسفة هي المحرّك الأساسي لإطلاق العملية».
ويشارك في العملية، بحسب القناة 12 الإسرائيلية، 4 كتائب تابعة لحرس الحدود، كما دفع الاحتلال بمروحيات ومقاتلات ومسيرات لتوفير غطاء للقوات البرية خلال عمليته التي فرض خلالها حصارا كاملاً على مدن جنين وطوباس وطولكرم.
حصار المستشفيات
وفي رام الله، أعلنت وزارة الصحة، استشهاد 12 فلسطينياً في جنين وطوباس.
وبحسب وزارة الصحة، «قطعت قوات الاحتلال الطرق على مستشفى ابن سينا بالسواتر الترابية، وحاصرت مستشفى الشهيد خليل سليمان ومقر جمعيتي الهلال الأحمر وأصدقاء المريض».
وحذرت من «تداعيات حصار الاحتلال لمستشفيات جنين، وطولكرم، وطوباس وتهديداته باقتحامها».
«رعب المخيمات»
من جانبها، أطلقت «سرايا القدس» على المعركة التي تخوضها المقاومة اسم «رعب المخيمات».
وأوضحت أن مقاتليها «سيذيقون العدو رعب المخيمات وسيعلم جنوده ما ينتظرهم من جحيم».
وأكدت «كتائب شهداء الأقصى - شباب الثأر والتحرير»، «أننا نخوض اشتباكات عنيفة مع قوات الاحتلال يتخللها إلقاء عبوات ناسفة، بمخيم بلاطة في نابلس».
واعتبرت حركة «حماس»، أن «عملية الاحتلال في الضفة توسيع لحرب الإبادة الوحشية القائمة في غزة لتشمل مدن وبلدات الضفة المحتلة.
من جانبه، قال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبوردينة، إن «الحرب المتصاعدة في الضفة، إلى جانب حرب الإبادة في غزة، ستؤديان إلى نتائج وخيمة وخطيرة سيدفع ثمنها الجميع».
تهجير الفلسطينيين
ومع بدء العملية، ظهرت على السطح مخاوف من تهجير فلسطينيي الضفة.
وقال وزير الخارجية يسرائيل كاتس، إنه يجب على إسرائيل التعامل مع الضفة «تماماً كما نتعامل مع غزة، بما في ذلك إخلاء موقت للسكان وأي خطوات قد تكون مطلوبة».
واتهم «إيران بالعمل على إنشاء جبهة ضد إسرائيل في الضفة، وفقاً لنموذج غزة ولبنان، وذلك من خلال التمويل والتسليح وتهريب الأسلحة المتطورة من الأردن».
ومنذ اندلاع حرب غزة في 7 أكتوبر، استشهد ما لا يقل عن 660 فلسطينياً في الضفة، بينما قتل ما لا يقل عن 20 إسرائيلياً، بينهم جنود، بهجمات للمقاومة خلال الفترة نفسها.