لا شك أن المراقب للشأن السياسي المحلي يشعر بالغموض والحيرة والتساؤل، حول ماهية اتجاهات الحكومة؟ وإلى أين المسير في ظل هذه الأوضاع الحالية خصوصاً بعد ما تكشف مَنْ نهب الدولة، سواء من قبل بعض أعضاء الحكومات وبعض القياديين، ومن بعض أعضاء مجلس الأمة السابقين، إضافة إلى فضيحة المعاشات الاستثنائية والتي فاجأت الكثير من المخلصين الشرفاء، الذين أفنوا حياة عملهم في خدمة بلادهم، من دون مطامح أو أهداف خاصة، وهم يرون أن المناكف والسيئ والتافه يكافأ وكأنها هي السمة المطلوبة.
فهل أصبح الإخلاص بالعمل والتفاني فيه ليس له أي قيمة تذكر لدى الحكومة؟
وهل أصبح الشرفاء المخلصون من أبناء هذا الوطن أغراباً بوطنهم في هذا الزمن الذي نعيشه؟
وهل سيأتي زمن الرويبضة الذي حدثنا عنه نبينا وسيدنا رسول الله محمد، صلى الله عليه وسلم، والذي ينطبق على التافهين، ممن لا يملكون أي خلفية عن العلوم العقلية ولا الإنسانية، ولا أي قابلية للتجديد والتطوير، ولا يعرفون أهمية المصالح العامة، كأنّما يحفظون ما يرددونه للناس بلا بصيرة... فهل رأيتم أتفه منهم يتحدث في شأن العامة؟!
صحيح إن الشعب لم يُحسن اختياراته في الانتخابات لممثليه، تقابله أيضاً تساؤلات عن حكومات سابقة.
والسؤال الآن، إلى أين ستتجه الحكومة خاصة بعد التعديل الوزاري الذي جرى أخيراً؟ وهذا سؤال مستحق لكل أبناء هذا الوطن.
لقد كنت في جلسة نقاشية ضمن إخوة أعزاء حول الوضع العام للدولة، وكان السؤال الرئيسي، أين نحن ذاهبون؟
وقد سألني أحد الإخوة قائلاً إنه يتمنى أن يلتقي مع بعض شباب الأسرة والتحدث معهم بكل شفافية حول نظرتهم لمستقبل هذا البلد، وما هي رؤيتهم للإصلاح المنشود؟
وكيف يفكرون في المستقبل؟ وما هي نظرتهم في الوضع القائم لمعالجة بعض المشكلات الداخلية ووضع الكويت الإقليمي والدولي والدولة المدنية، والدور الأساسي في تصحيح الأخطاء السابقة التي حدثت خلال السبعين عاماً من تأسيس الدولة المدنية والتحالفات التي تمت مع بعض الأطراف حينها، والتي أدت نتائجها إلى ما نراه الآن في تغيير بالهوية الوطنية وبالتركيبة السكانية، وما تم من سرقات، وعلى عينك يا تاجر، كما يقول المثل.
إن المطلوب رؤية متجددة عمادها الشباب المؤهلون علمياً وعملياً وسياسياً مع فريق من الشرفاء من أهل الكويت للانتقال بالبلد من الوضع الحالي إلى وضع أفضل بعودة الكويت لأهلها بإذن الله.
والله المستعان...