مشاهد كثيرة ومواقف عديدة في مسيرة الإمام الحسين، عليه السلام، الذي يمعن الفكر فيها يستلهم كثيراً من العِبر والمواقف التي تعمل على شحذ الهمم في مسيرة الحياة وطرقها المختلفة.
فالإمام الحسين عليه السلام، دَقّ بيده الكريمة باب الحرية الحمراء الذي لا يُدق إلا باليد المضرجة بالدماء.
سار في مسيرته الخالدة والطرماح يحدو المسير
يا ناقتي لا تذعري من زجري
وامضي بنا قبل طلوع الفجرِ
في خير ركبان وخير سفرِ
آل رسول الله آل الفخرِ
يا مالك النفع معاً والضرِ
أيّد حسيناً سيدي بالنصرِ
هكذا سار أبو الشهداء مع ثلة كريمة من أصحابه وأهل بيته وعياله.
ضحى عليه السلام بكل ما يملك في سبيل الله، حرموه من الماء وهم في شمس الصحراء المحرقة، اشتد بهم العطش فطلب لرضيعه جرعة من الماء عرضه على الأعداء كي ترق قلوبهم ويسقوه شربة ماء.
خاطب القوم بقوله:
نبؤوني أأنا المذنب أم هذا الصغير
لاحظوه فعليه شبه الهادي البشير
لكنهم بدلاً من أن يسقوه ماء رموه بسهم محقق فذبحه من الوريد إلى الوريد
قست القلوب فلم تمل لهداية
تباً لهاتيك القلوب القاسية
جاهد أبو الأحرار عليه السلام مع أصحابه وأهل بيته حتى أخته زينب التي كفلت العائلة في مرحلة السبي فهي بطلة كربلاء.
حقاً:
وتشاطرت هي والحسين بدعوة حكم القضاء عليهما أن يندبا هذا بمشتبك النصول
وهذه في حيف معترك المكاره في السبا
نعم لقد تعلم كثير من الحكماء والبلغاء والمفكرين والمظلومين دروساً من الإمام الحسين عليه السلام حتى قال غاندي:
تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوماً فأنتصر.
ما أوفى أصحاب الحسين
وما أبرّ أهل بيته
كلهم أصبحوا سوراً يحمي أبا الشهداء والكل يقدم جميع ما يملك.
هَمّ أخوه أبوالفضل العباس ليجلب الماء إلى الأطفال ولكن سدّدوا سهاماً نحو القربة فأراقوا الماء.
نعم الأخ المواسي لأخيه الراغب في ما زهد فيه غيره من الثواب الجزيل والثناء الجميل.
سلامٌ عليك يا سيدي
يا أبا الأحرار كل يوم تطلع
فيه الشمس وعلى المجاهدين
بين يديك ورحمة الله وبركاته