رفع سعة الأقسام إلى 70 سريراً... مقارنة بـ 30 سابقاً
فاطمة الكندري لـ«الراي»: نحو 1000 مراجع لـ «الطوارئ»... يومياً
- تصنيف الحالات بحسب درجة خطورتها... وهناك 5 فئات وفقاً لنظام الفرز الكندي
- معاينة مباشرة للحالات شديدة الخطورة والحرجة... وانتظار للفئات المستقرة أقل 50 في المئة عن المعدل العالمي
- 80 في المئة من أقسام الطوارئ تعمل عبر النظام الرقمي المتكامل
- تجهيز على مستوى عالٍ لطواقم الإسعاف وزيادة طاقتها الاستعابية
- تفعيل الربط الآلي بين أقسام الطوارئ والطوارئ الطبية في الأزمات والكوارث
- زيادة البورد الكويتي لطب الطوارئ 10 مقاعد سنوياً لتعزيز الاعتماد على العناصر الوطنية
أكدت رئيسة مجلس أقسام الطوارئ في وزارة الصحة الدكتورة فاطمة الكندري، أن أقسام الطوارئ دائمة الاستعداد والجهوزية، مشيرة إلى أن متوسط معدل الزيارات اليومية في بعض أقسام الطوارئ العامة، يتراوح بين 800 إلى 1000 مراجع يومياً.
وقالت الدكتورة الكندري، في حوار مع «الراي»، إن أقسام الطوارئ تتبع نظام تصنيف الحالات بحسب درجة خطورتها، لافتة إلى أن الحالات شديدة الخطورة والحرجة تتم معاينتها مباشرة وبشكل فوري، في حين أن معدل الانتظار للفئات المستقرة أقل بنسبة 50 في المئة عن المعدل العالمي.
وفيما أشارت إلى أن أقسام الطوارئ تتعامل مع جميع الحالات، دعت إلى أهمية تعزيز الوعي بأن أقسام الطوارئ هي للحالات الطارئة، لافتة إلى أن عدد المراجعين لاقسام الطوارئ العامة بلغ 715.972 ألف مراجع خلال الـ6 أشهر الأولى من العام الحالي.
وذكرت أن طب الطوارئ يعتبر من التخصصات النادرة، كاشفة عن زيادة أعداد مقاعد الملتحقين ببرنامج البورد الكويتي لطب الطوارئ إلى 10 مقاعد جديدة سنوياً، بهدف تعزيز الاعتماد على العناصر الوطنية.
ولفتت إلى ما شهدته أقسام الطوارئ من توسعة، في سبيل مواصلة جهود الارتقاء بالخدمات الطبية التي تقدمها، مشيرة إلى متوسط السعة السريرية في أقسام الطوارئ في المستشفيات العامة، يترواح بين 60 إلى 70 سريراً حالياً، مقارنة بـ 30 سريراً في السابق.
وفي ما يلي تفاصيل الحوار:
• في البداية، ماذا عن طبيعة طب الطوارئ؟
- طب الطوارئ من التخصصات النادرة في دولة الكويت، حيث تخصص له طبيعة خاصة، من حيث كيفية وآلية العمل، وطبيعة الحالات والاجراءات التي يقدمها، حيث تعد أقسام الطوارئ بوابة خدمات مستشفيات الوزارة، التي تعمل على مدار 24 ساعة خلال فترات العطل والإجازات الرسمية.
• كيف يسير العمل داخل أقسام الطوارئ؟
-أقسام الطوارئ تتعامل مع جميع الحالات بمختلف أسبابها وتنوعها، كما تتعامل مع مختلف الفئات العمرية من مواطنين ومقيمين، وعالمياً، تعد من أكثر الاقسام الطبية استقبالاً للمراجعين، ولذلك فان النظام المتبع هو تصنيف الحالات بحسب درجة خطورتها، حيث يتراوح عدد مراجعي هذه الاقسام عالميا، بين 200 و300 مريض يومياً، وفي بعض مناطق العالم قد يصل العدد لما بين 500 و600 مريض.
• كم يبلغ المتوسط اليومي المحلي لعدد المراجعين لأقسام الطوارئ؟
- متوسط معدل الزيارات اليومية لأقسام الطوارئ لدينا، يتراوح بين 800 و1000 مراجع باليوم الواحد، فعلى سبيل المثال عدد المراجعين لجميع أقسام الطوارئ العامة في شهر يناير 2024، بلغ 122 الفاً، كما بلغ 152 الفا خلال الشهر الماضي.
• هل هناك إحصاءات عن الحالات التي تم استقبالها خلال النصف الأول من العام الحالي؟
- استقبلت أقسام الطوارئ 715.972 ألف مراجع، خلال الاشهر الستة الاولى من العام الحالي، بمعدل نحو 120 الفاً شهرياً، وبموجب تصنيف الفرز نحاول تقليل ساعات الانتظار، لكن خطورة الحالة، هي من تحكم ساعات الانتظار.
الفرز والتصنيف
• كيف يتم التعامل مع هذه الأعداد الكبيرة من المراجعين؟
- اعتمد مجلس أقسام الطوارئ، سياسة الفرز والتصنيف، ونتبع في ذلك النظام الكندي للتصنيف CTAS، الذي يقسم المرضى 5 فئات، الاولى فئة الحالات شديدة الخطورة ويجب معاينتها مباشرة، ومثال على ذلك حالات توقف القلب أو حوادث السيارات، التي قد ينجم عنها فقدان الوعي والنزيف الحاد. أما الفئة الثانية، فهي الحالات الحرجة، والثالثة، هي الحالات المستقرة، ولكن تحتاج فحوصات وأشعة، للوصول الى التشخيص والعلاج المناسب، فيما الفئة الرابعة، هي الحالات المستقرة جداً، والتي تحتاج فقط لمعاينة الطبيب، وأخيرا الفئة الخامسة، وهي الحالات المستقرة، والتي لا يوجد لديها عارض طارئ، والتي تراجع أقسام الطوارئ لامور روتنية. ونشير بهذا الشأن، الى ان حالات الفئتين الرابعة والخامسة، يفترض ان تتوجّه في معظم الاحيان، الى مراكز الرعاية الاولية، ولكن يتم استقبالهما في اقسام الطوارئ، وفقاً لسياسة العمل الوزارية.
معدل الانتظار
• على ماذا يعتمد معدل الانتظار في أقسام الطوارئ؟
- تعتمد فترة الانتظار على تصنيف الحالات، وفق سياسة التصنيف المعتمدة من مجلس أقسام الطوارئ، ووفقاً للمعايير العالمية، فإن حالات الفرز من الدرجتين الاولي والثانية، وهما الحالات «شديدة الخطورة والحرجة» تتم معاينتها مباشرة وبشكل فوري في منطقة الإنعاش، أما الحالات المستقرة، والتي يتم نقلها عن طريق الاسعاف، وتستلزم دخول غرف الملاحظة، فتتم معاينتها خلال نصف ساعة، حسب البروتوكول، مع أخذ جميع العلامات الحيوية، والتأكد من استقرار الحالة فور الوصول، أما حالات الفئتين الرابعة والخامسة، فإن معدل الانتظار في الكثير من الدول المتقدمة يصل الى 8 ساعات أو حتى 12 ساعة، ولكن في الكويت فترة الانتظار أقل بنسبة 50 في المئة من المعدل العالمي، مع وجوب الإشارة هنا، إلى أنه قبل فترة الانتظار، يتم أيضا أخذ جميع العلامات الحيوية، والتأكد من استقرار حالتهم.
• كيف يسير التنسيق بين أقسام الطوارئ والطوارئ الطبية؟
- الطوارئ الطبية، هي حلقة الوصل بين أقسام الطوارئ والميدان، وهنا نشير الى أن طواقم الإسعاف تم تجهيزها على مستوى عالٍ كما تمت زيادة طاقتها الاستعابية، بالاضافة الى تفعيل الربط الآلي بين أقسام الطوارئ والطوارئ الطبية، في حال الأزمات والكوارث.
التحديات والكوادر الوطنية
• ما أبرز التحديات التي تواجه أطباء أقسام الطوارئ وكيف يتم التغلب عليها؟
- إلى جانب الأعداد الكبيرة التي تستقبلها أقسام الطوارئ، والتي يتم التعامل معها عبر سياسة الفرز والتصنيف، تعد مهارات التواصل أحد التحديات في أقسام الطوارئ، لاسيما وأن التخصص من التخصصات النادرة ويضم كوادر من مختلف مدارس الطب والجنسيات، ويستقبل مرضى من جميع الجنسيات، وعليه ولتفادى هذا الجانب، فقد تم العمل على تطوير مهارات التواصل، الى جانب وجود الانظمة الرقمية، حيث إن نحو 80 في المئة من أقسام الطوارئ تعمل عبر النظام الرقمي المتكامل، حيث كل المعلومات والبيانات محفوظة الكترونيا، الى جانب الربط الالكتروني بين أقسام الطوارئ والعيادات والاجنحة وأقسام المختبرات والاشعة.
• هل من آلية لزيادة الكوادر الوطنية في هذا التخصص؟
- تعتبر ندرة التخصص أحد التحديات، ولكن بالتعاون والتنسيق بين وزارة الصحة، ومعهد الكويت للاختصاصات الطبية، تمت زيادة أعداد الملتحقين ببرنامج البورد الكويتي لطب الطوارئ، حيث هناك 10 مقاعد جديدة سنويا، إذ في اكتوبر 2024، يبلغ إجمالي الملتحقين ببرنامج طب الطوارئ في مختلف سنوات التدريب 53 طبيباً، بهدف تعزيز الاعتماد على العناصر الوطنية.
الطاقة السريرية
• كيف تمت الاستفادة من توسعة أقسام الطوارئ العامة؟
- في السابق، ومع بداية تأسيس الاقسام، كانت عبارة عن غرفة باطنية وغرفة جراحة، ولكن الآن لدينا أقسام متكاملة تحتوي على غرف إنعاش مجهزة بأحدث المعدات والتجهيزات الطبية، وغرف الملاحظة والفحص السريع، وغرف العزل، وغرفة الاجراءات المساندة. ومع التوسعات الجديدة لاقسام الطوارئ في المستشفيات الجديدة، كان هناك زيادة في متوسط السعة السريرية، والتي تتراوح حاليا بين 60 الى 70 سريراً في كل قسم مقارنة بـ 30 سريراً في السابق، وهو ما يعني مضاعفة الطاقة السريرية.
5 مهارات لطبيب «الطوارئ»
عن المهارات المطلوبة في طبيب الطوارئ، قالت الدكتورة الكندري إن طب الطوارئ من التخصصات المميّزة، ومن الأسس التي يحتاج إليها طبيب الطوارئ امتلاك القدرات التالية:
1 - سرعة التشخيص واتخاذ القرارالصحيح.
2 - الدراية الكافية بأسس العلاج ومستجداته.
3 - إدارة الوقت وساعات العمل.
4 - التعامل مع مختلف الحالات.
5 - التواصل مع الزملاء من مختلف التخصصات لتقديم الخدمة الطبية المطلوبة.
وحدات للطوارئ... مستشفيات مصغّرة
أكدت الكندري مواصلة جهود الارتقاء بخدمات أقسام الطوارئ الحالية والمستقبلية، وذلك من خلال:
- توفير أحدث الاجهزة والمعدات الطبية والتوسعات الانشائية في الاقسام.
- إنشاء مراكز متخصصة، كمركز الكويت لمراقبة السموم.
- إعداد مختبرات محاكاة إكلينيكية، للحالات الطارئة في اقسام الطوارئ، ووحدات الاصابات والكسور.
- إنشاء وحدات مفردة للطوارئ، تعمل كمستشفيات مصغرة، ومثال على ذلك مركز طوارئ مدينة صباح الاحمد.
- العمل على إنشاء مركز مدينة المطلاع ونتوقع أن يرى النور قريباً.
5 أنواع من الحوادث تستقبلها «الطوارئ»
بيّنت الكندري أن أقسام الطوارئ
تستقبل جميع الحالات الطارئة، مثل:
1 - حالات توقف القلب أو الأزمات القلبية.
2 - مختلف أنواع الحوادث. كحوادث السيارات أو السقوط من علو، أو غيرها.
3 - حالات التسمم على أنواعها.
4 - الحالات الموسمية كالاجهاد الحراري في الصيف.
5 - الالتهاب الرئوي والتهاب الشعب الهوائية في فصل الشتاء.
جهوزية عالية في الأعياد والمواسم
عن استعداد أقسام الطوارئ، في فترة الاعياد والمواسم، أكدت الكندري انها على مستوى عالٍ من الجهوزية، وفي فترة الاعياد والمناسبات نعمل بكامل طاقتنا التشغيلية، كما أن خلال الحوادث الكبرى الاستثنائية لا قدر الله، يتم تفعيل خطة الطوارئ التابعة لمجلس اقسام الطوارئ ويتم استدعاء الفرق المساندة.
الفارق بين «الطوارئ» ومراكز الرعاية
عن نصيحتها لمراجعي أقسام الطوارئ، ذكرت الدكتورة الكندري أن أقسام الطوارئ تستقبل الجميع وتتعامل مع الجميع، لكن ينبغي تثقيف المجتمع، إزاء مبدأ أن الطوارئ للحالات الطارئة، إذ إن شريحة من المراجعين، قد تكون لديها نزلة برد بسيطة أو ألم في الحلق، وهي حالات ينبغي أن تراجع مراكز الرعاية الأولية حتى لا تتسبب بضغط على أقسام الطوارئ، لاسيما وأن علاجاتها متوافرة في مراكز الرعاية، التي توفر الخدمة في بعض مراكزها على مدار 24 ساعة.