إسرائيل تمعن في ضرب البقاع وتطلّ على الضفة الغربية من صيدا وتتوعّد المدنيين

جبهة لبنان تطغى على غزة وتنزلق إلى حافة الحرب الأوسع

سيارة المقدح بعد استهدافها بغارة إسرائيلية في صيدا أمس (رويترز)
سيارة المقدح بعد استهدافها بغارة إسرائيلية في صيدا أمس (رويترز)
تصغير
تكبير

- مروان حمادة: لديّ معلومات من مسؤولين على علاقة مباشرة بالمفاوضات أنّ الحرب واقعة خلال أيام قليلة أو ساعات
- اغتيال قيادي في «كتائب الأقصى» في صيدا وإسرائيل تربطه بنقل المال والسلاح إلى الضفة
- نتنياهو حوّل تردُّد «حزب الله» وإيران في «الردّ» فرصةً لمزيدٍ من القضم على جبهة الجنوب

... من منطقة بعلبك البقاعية، وعاصمة الجنوب صيدا، إلى الجولان السوري المحتلّ. مثلثُ تصعيدٍ خطير عمّق التوجُّس المتصاعدَ من أن مرحلةً جديدةً بالكامل بدأتْ على الجبهة اللبنانية مع إسرائيل ويُخشى أن تكون ديناميتُها المتدحرجة سبقتْ المفاوضات الشائكة لبلوغ هدنة في غزة و«تجاوزت» الردّ «المعلَّق» من «حزب الله» وإيران حتى الساعة على اغتيال كل من فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت وإسماعيل هنية في طهران.

وتطايرتْ المخاوفُ أمس في أكثر من اتجاه في ضوء الأبعاد الخطيرة لِما بدا قرْع طبولِ «حربٍ أوسع» شقّتْ طريقَها بين ألغامِ مفاوضات هدنة غزة وممرّاتها غير السالكة، والكوابح التي تضعها إيران و«حزب الله» لأي اندفاعةٍ غير محسوبةٍ والتي باتت خلفياتها «مكشوفةً» لبنيامين نتنياهو الذي حوّل تردُّدَ المحورَ الإيراني فرصةً لمزيد من القضم على جبهة لبنان - التي صارت «الرقعة الأهمّ» في الصراع المشتعل والتي تُدار كل محاولات وقف حرب غزة بخلفيةِ منْع انفجارها - وذلك بعدما أرسى ما يَعتقد أنه أرضية لـ win-win situation بحال تجرّع الحزب ضرباته «التوسعية» أو اختار مقابلتها بما هو أعنف فتكون «دقتّ ساعة» الاصطدام الكبير الذي يريد جرَّ الجميع إليه «مُحْتمياً» بـ «الدرع» الأميركية الحديدية في المتوسط.

ضربات في العمق

وفي هذا الإطار توقفت أوساط واسعة الاطلاع عند 3 تطورات نوعية:

- الأول إمعان إسرائيل في تسديدِ ضرباتٍ موجعةٍ وفي العمق اللبناني وتحديداً في البقاع مستهدفةً (منتصف ليل الثلاثاء – الاربعاء) ولليوم الثاني على التوالي ما أعلنتْ أنه مخازن أسلحة لـ «حزب الله» وذلك بغاراتٍ شنّها الطيران الحربي والمسيّر تباعاً على محلة مزرعة الضليل عند أطراف بلدة بوداي، والمنطقة السهلية بين سرعين التحتا والسفري، ومنطقة مأهولة بالسكان في بلدة النبي شيت، ما تسبّب بانفجارات هائلة وأدى في حصيلة نهائية إلى سقوط مواطن لبناني وإصابة 30 شخصاً بجروح (بينهم 4 سوريين وتسعة أطفال) أحدهم حاله حرجة.

اغتيال خليل المقدح

- والثاني إطلالة إسرائيل من صيدا على محاولةِ «خنْق» مَلامح تصعيدٍ في الضفة الغربية ربما يلامس مستوى انتفاضة ويستعيد نمط العمليات الانتحارية على شاكلة «أول الغيث» في تل أبيب (قبل أيام)، وذلك باغتيالها القيادي في «كتائب شهداء الأقصى» - الجناح العسكري لحركة «فتح» - خليل المقدح (شقيق القيادي في فتح منير المقدح) قرب مخيم عين الحلوة بغارةٍ على سيارته.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أن المقدح «كان ينقل الأموال والأسلحة إلى الضفة الغربية وكان يعمل مع الحرس الثوري الإيراني» وأنّه «في مارس 2024 تم الكشف عن كمية كبيرة من الأسلحة التي تم تهريبها إلى مناطق يهودا والسامرة، وجرى تسليمها للمجموعات التي تم تجنيدها وكان المقدح مسؤولاً عنها».

وفي حين اعتبر عضو «فتح» في رام الله توفيق الطيراوي تعليقاً على الاغتيال «أن إسرائيل تحاول توسيع الصراع وإشعال حرب إقليمية واسعة»، نعت كتائب «شهداء الأقصى» المقدح معلنة أنه «استُشهد أثناء قيامه بواجبه النضالي ضمن معركة طوفان الأقصى»، مشيرة إلى أنه «لعب دوراً مركزياً في إسناد الشعب الفلسطيني ومقاومته خلال هذه المعركة، كما كان له دورٌ كبيرٌ في دعم خلايا المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي على مدار سنوات طويلة في الضفة الغربية».

وكذلك قال منير المقدح إنَّ شقيقه «كان مسؤولاً عن إمداد المقاومة في الداخل الفلسطيني».

ويشار إلى أن هذا الاغتيال هو الثاني في أقلّ من أسبوعين يطول مدينة صيدا، إذ استهدفت إسرائيل في التاسع من أغسطس الحالي مسؤول الأمن في حماس بمخيم عين الحلوة سامر الحاج.

- والتطور الثالث إيحاء تل أبيب بأنها «لن تمرّر» ارتقاء «حزب الله» في عملياته إلى ما قالته إنه استهداف للمدنيين وأحياء سكنية كما زعمت أنه حصل أمس في الجولان المحتل وتحديداً في مستوطنة كاتسري خلال ردّه على غارات بعلبك.

وكان «حزب الله» أعلن صباحاً أنه «ردّاً على ‏اعتداء العدو الإسرائيلي الذي طال منطقة البقاع قصف مجاهدو المقاومة الإسلامية قاعدة تسنوبار اللوجستية في الجولان السوري المحتل بصليات من صاروخ ‏كاتيوشا»، موضحاً أن هذه القاعدة «تتموضع فيها قوات المشاة أثناء فترة تدريبها في الجولان السوري المحتل، وتضم مركزاً لذخيرة المدفعية يتبع لوحدة التسليح الإقليمية في جيش العدو محمية بمنظومة القبة الحديدية، وهي تُستهدف للمرة الثانية».

وأعلن في بيان آخر أنّه في الإطار نفسه شنّ هجوماً جوياً «بأسراب من المسيّرات الانقضاضية على المقر الاحتياطي للفيلق الشمالي وقاعدة ‏تمركز احتياط فرقة الجليل ومخازنها اللوجستية في عميعاد»، مستهدفاً «مراكز القيادة وأماكن تموضع ‏ضباطها وجنودها، وأصابت أهدافها بدقة».‏

ولم يكن عابراً أنه بعد الهجوم على الجولان، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه «مثل أي دولة عليها أن تدافع عن مواطنيها، ستتحرك إسرائيل في لبنان رداً على استهداف حزب الله المدنيين في القصف الأخير الذي أصاب بلدة كتسرين»، متحدثاً عن «50 قذيفة صاروخية أطلقت في اتجاه البلدة وبشكل عشوائي نحو المدنيين الإسرائيليين». وكتب الناطق باسم الجيش افيخاي ادرعي: «مثل كل دولة تدافع عن مواطنيها - سنتحرك بالشكل المناسب»، ناشراً صورة لِما قال إنه «أحد منازل عدة تم تدميرها للتو في الهجوم الهمجي الذي شنه حزب الله على المدنيين الإسرائيليين في كتسرين (...) وكانت هذه المنطقة تخلو من أي أهداف سوى حي مدني وأطفال يقضون عطلتهم الصيفية».

وعبّرت الأوساطُ المطلعة عن قلقٍ بالغ من المنحى غير المسبوق من التجرؤ من قِبل نتنياهو في الاستهدافِ اليومي لبعضٍ مما يتضمّنه «بنك الأهداف» الإسرائيلي في ما خص البنية التحتية لـ «حزب الله» ومستودعات أسلحته، وسط انطباعٍ بأن هذا المسار هو بمثابةِ إطلاقٍ ضمنيّ للضربة الاستباقية ضدّ الحزب المتريِّث في الضغط على زرّ ردٍّ (على اغتيال قائده الكبير شكر) قد يسرّع بتحقيق غايات رئيس الوزراء الإسرائيلي سواء بـ «غَسْلِ يده من دم» إجهاض الفرصة الأخيرة لوقف النار في غزة أو في جرّ المحور الإيراني إلى صِدامٍ «لا عودة عنه وربما منه» يكون عملياً مع الولايات المتحدة وأساطيلها في المتوسط، وذلك على قاعدة محاولة تل أبيب جعْل «التمهّل بالردّ» بمثابة انتظارٍ مُكْلِفٍ لحزب الله وفسحة لإيلامه أكثر.

وما عزّز المخاوفَ هو الاقتناعُ بأن جنوب لبنان تحوّل «الجبهة الرئيسية» في الصراع - بعدما انتهت واقعياً حرب غزة بمعناها العسكري الواسع - وربما في محاولةٍ من نتنياهو لاستدراج تصعيدٍ كبير تعقبه تهدئة تمهّد لاتفاقٍ حول ترتيبات أمنية لهذه الجبهة على قاعدة المسودة التي بحثها الموفد الأميركي آموس هوكشتاين مراراً بين بيروت وتل أبيب وترتكز على مراسيم تطبيقية للقرار 1701 تراعي متغيرات 8 اكتوبر (فتح جبهة الإسناد من جنوب لبنان) وتكون ممرحَلة بدءاً من تراجع «حزب الله» عن الحدود بما بين 8 و10 كيلومترات، وبحيث أن الفصل الذي تصرّ عليه تل أبيب بين جبهة الجنوب وغزة (في أي هدنة بحال حصولها أو عدمه ) يَرْمي إلى فرض «وحدة حلّ» على الجبهتين بعدما بات إطار الحلّ للقطاع واضحاً رغم الشروط المستحيلة من إسرائيل.

وفي حين استوقف الأوساط نفسها ما أعلنته وزارة الدفاع الأميركية عن «أننا أعدنا تموْضع قواتنا في الشرق الأوسط تحسباً لأي تصعيد من جانب إيران ووكلائها، وللمساعدة في الدفاع عن إسرائيل»، مشيرة إلى أن «لدينا أكثر من 30 ألفاً من قواتنا في الشرق الأوسط يعملون مع شركاء وحلفاء متعدّدين ولا ننظر في تغيير ذلك»، توقفت أيضاً عند كلام وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت عن «ان الهجمات التي نفذناها في عمق لبنان هي استعداد لأي تطورات قد تحدث»، واعتباره «أن مركز الثقل ينتقل بشكل تدريجي من الجنوب إلى الحدود الشمالية مع لبنان»، قبل أن تنقل «سكاي نيوز عربية» عن مصدر عسكري أن إسرائيل مستعدة للهجوم والدفاع في لبنان ونعرف أنه لا يمكن الانتصار بالدفاع فقط ونحن نوجه ضربات مهمة للبنى التحتية لـ«حزب الله»، وزاعماً«أن حدود إسرائيل مع لبنان ستتغير ولن تعود لما كانت عليه قبل الحرب».

معلومات حمادة

وفيما كانت«قِطع بازل»الحرب الأوسع تتجمّع تباعاً، برز موقف للنائب اللبناني مروان حمادة قال فيه عبر محطة«ام تي في»:«لديّ معلومات من مسؤولين على علاقة مباشرة بالمفاوضات أنّ الحرب واقعة خلال أيام قليلة أو ساعات».

في ملف العتمة الشاملة... القضاء اللبناني استمع إلى إفادتيْ وزير الطاقة ورئيس«الكهرباء»

باشر القضاء اللبناني، تحقيقات غير مسبوقة في قضية العتمة الشاملة التي قبضتْ على«بلاد الأرز»يوم السبت ووضعتْ مَرافق حيوية أمام خطر وشيك بالانهيار المتدحرج.

وقد استمع النائب العام التمييزي القاضي جمال الحجار أمس، تباعاً، إلى إفادتيْ كل من وزير الطاقة وليد فياض ورئيس مجلس إدارة مؤسسة كهرباء لبنان كمال حايك.

وكان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي طلب من التفتيش المركزي فتْح تحقيق فوري في موضوع الانقطاع الكلّيّ للكهرباء«مع كلّ المسؤولين من دون استثناء، بغية ترتيب مسؤوليات قانونية بناء على نتيجة التحقيقات»، وأحال نسخة من الكتاب على النيابة العامة التمييزية.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي