استعادة تاريخ الرجال في التمريض

تصغير
تكبير

نتناول في هذا الموضوع، المفاهيم الخاطئة المحيطة بالمشاركة التاريخية، وانخراط الرجال في العمل بالتمريض، ونُقيّم بشكل نقدي السرد التاريخي الذي ميّز النساء في الغالب للعمل في التمريض.

فعلى الرغم من أن الرجال مازالوا يمثّلون أقلية في المهنة، إلا أن وجودهم في التمريض يتزايد تدريجياً. وأحد عوامل نقص تمثيل الرجال في التمريض يمكن أن يكون بسبب الإهمال التاريخي لمساهمات الذكور في هذا المجال.

وهنا ومن خلال جمع ودمج المعلومات الأكثر شمولاً لمشاركة الذكور في تاريخ التمريض، قد نؤثر بشكل إيجابي على توظيف الممرضين الذكور والاحتفاظ بهم في المستقبل.

لقد صورت الرواية السائدة حول التمريض إلى حد كبير على أنه مهنة تهيمن عليها الإناث، مما تسبّب في تحيّز كبير في فهم تاريخها.

في حين تم تخصيص الكثير من الأبحاث لدخول المرأة في المجالات التي يهيمن عليها الذكور تقليدياً مثل الطب والقانون، إلا أن الحديث المحيط بدخول الرجال في مجال التمريض لم يتم الكشف عنه بشكل كافٍ.

إن مساهمات الممرضين الذكور عبر التاريخ كثيرة ولكن يتم تجاهلها في كثير من الأحيان. وكما سنوضح، فإن تصور التمريض كمهنة (مؤنثة) يمكن أن يمنع الرجال سواء من الانخراط او الاستمرار في هذه المهنة. ومن خلال استعادة تاريخ الرجال في التمريض والاعتراف بأدوارهم، يمكننا تعزيز منظور أكثر شمولاً قد يساعد في جذب المزيد من الطلاب الذكور إلى برامج التمريض المستمرة بالتقدم والتطور في الكويت.

ولنبدأ بسرد السياق التاريخي للرجال في التمريض، فلقد انخرط الرجال في ممارسات مهنة التمريض لقرون عدة، وقاموا بأدوار أساسية في رعاية المرضى وتقديم الرعاية للمرضى وإدارة الصحة العامة.

ويؤكد الباحثون في هذا المجال مثل إيفانز (2004) وأولين (2004) على أن السرد الذي يُشكّل تاريخ التمريض يحتفل في الغالب بمساهمات الإناث، مما يؤدي إلى تهميش الرجال بالرغم من مساهمات الرجال الفعّالة في التمريض.

فعلى سبيل المثال، تشير استكشافات بولو (1994) وديتز (1963) إلى أن الرجال تولّوا تاريخياً مسؤوليات كبيرة في مجال تقديم الرعاية، بما في ذلك الأدوار في المستشفيات والتمريض العسكري.

وتستمر الصور النمطية بين الجنسين في مهنة التمريض في خلق حواجز أمام الطلاب الذكور الذين يفكرون في هذا المسار الوظيفي.

فيواجه الممرضون الذكور التصور المجتمعي بأن التمريض هو مهنة أنثوية بطبيعتها، الأمر الذي قد يثني الرجال عن الانضمام إلى هذا المجال. كما وجد ماك ويليامز وآخرون (2013)، أن الممرضين الذكور غالباً ما يشعرون بالتهميش بسبب المعتقدات المجتمعية الشاملة بأن التمريض هو دور أنثوي. وأن العديد من الرجال في التمريض يشعرون بالعزلة ونقص الدعم بسبب ديناميكيات النوع الاجتماعي الموجودة في برامج التمريض.

الاتجاهات الحالية والاتجاهات المستقبلية

على الرغم من العقبات التاريخية، شهدت العقود القليلة الماضية ارتفاعاً طفيفاً في معدل التحاق الذكور ببرامج التمريض.

وفقاً لتعداد الولايات المتحدة، زاد تمثيل الذكور بين طلاب التمريض، مما يشير إلى اتجاه إيجابي.

علاوة على ذلك، بدأت المدارس في تنفيذ استراتيجيات التوظيف التي تهدف إلى إشراك المزيد من الطلاب الذكور في التمريض، مع الاعتراف بالحاجة إلى التنوع داخل القوى العاملة (وليامز، 2006). وكذلك ما يحدث في الكويت أخيراً من تزايد أعداد الذكور تدريجياً في الالتحاق في مختلف المؤسسات التعليمية لدراسة التمريض.

في الختام، نستطيع ان نجزم بأن التقليل من أهمية المساهمات التاريخية للرجال في التمريض والتغاضي عنها، سوف يؤديان الى نقص تمثيلهم في المهنة اليوم.

إن معالجة الصور النمطية المتعلقة بالجنسين وتعزيز السرد التاريخي المتوازن سيكون أمرًا ضروريًا لتعزيز ثقافة تمريضية أكثر شمولاً. كذلك الإمكانات غير المستغلة للممرضين الذكور يمكن أن تفيد المهنة بشكل كبير، مما يؤدي في النهاية إلى تحسين رعاية المرضى ورضاهم. ولكي يكون مستقبل التمريض مؤشراً حقيقياً لممارسيه من الجنسين، فمن الضروري أن يتم دمج كل من الروايات التاريخية والمعاصرة لمساهمات الذكور في مناهج التمريض والسرد المجتمعي، إضافة الى احتواء الكتب التي تدرس في مناهج التمريض المختلفة على نبذة عن دور الرجال في التمريض وعلى الحقائق التاريخية التي تدل على هذه الأدوار الفعّالة التي قام بها الرجال كمساهمات في عمل التمريض.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي