غزة التي تتعرض لحرب إبادة صهيونية منذ «طوفان الأقصى»، يتناولها مرشحو الرئاسة كموضوع رئيسي في مزايداتهم الانتخابية وكأنها قضية مصيرية للولايات المتحدة.
الرئيس جو بايدن «الصهيوني»، أثبت دعمه لحرب الإبادة الصهيونية على غزة من خلال فتح مستودعات الأسلحة الأميركية للإرهابي بنيامين نتنياهو منذ بداية عدوانه على غزة، وأمر غواصاته وحاملة طائراته «فورد» بالتواجد في المتوسط لحماية العدوان، ما عزّز من دعم منظمة «إيباك» الصهيونية له في حملته الانتخابية قبل انسحابه من الترشّح بسبب شيخوخته وعدم قدرته على منافسة خصمه دونالد ترامب، الأمر الذي دفع حزبه إلى الامتناع عن ترشيحه.
نائبته المرشحة الديموقراطية للرئاسة كامالا هاريس، زوجها يهودي، ويعمل مستشاراً للرئيس بايدن في مكافحة معاداة السامية، تحاول تجنّب التصريح العلني بدعم «حرب الإبادة» على غزة، حتى لا تغضب العديد من أعضاء حزبها الذين يطالبون بوقف «حرب الإبادة»، مثل النائب بيرني ساندرز.
كما أن هناك عدداً لا يستهان به من الجمهور الديموقراطي خصوصاً في ولاية ميتشيغن يطالبون بقطع الدعم العسكري عن الصهاينة.
وفي تناقض صارخ، فإن هاريس التي امتنعت عن حضور جلسة الكونغرس التي ألقى فيها الإرهابي نتنياهو خطابه التافه، قد استضافته في مكتبها.
ومن المعلوم أن كامالا تحرص على حضور المؤتمر السنوي لـ «إيباك»، حتى تضمن دعم المنظمة لها. وقد صرّحت في مؤتمر المنظمة 2017 بأن «الولايات المتحدة وإسرائيل تجمعهما قيم مشتركة، وروابط غير قابلة للكسر».
كما صرّحت لمستشارها الأمني فيليب جوردان، بعد لقائها مع مجموعة من الناخبين الديمقراطيين المطالبين بقطع المساعدات العسكرية عن الصهاينة، بأنها تعارض فرض حظر السلاح على الصهاينة.
ويبدو أنها تحاول جاهدة خداع الناخبين الديموقراطيين، الذين يراقبون مواقفها عن كثب من حرب غزة.
مرشح الرئاسة، المنافس لكامالا، الرئيس السابق ترامب، اتخذ من تأييد العدوان الصهيوني على غزة فرصة لدعم حملته الانتخابية.
فرغم الدعم المفتوح عسكرياً وسياسياً وإعلامياً الذي قدّمه الرئيس العجوز بايدن للصهاينة على مدى الشهور العشرة الماضية، إلّا أن ترامب يرى أن بايدن قد قصّر في دعم الكيان الصهيوني، وادّعى أنه لو كان رئيساً حينها لما تجرّأت «حماس» على تنفيذ هجومها!
ولتعزيز موقعه الانتخابي، وجمع المزيد من دعم «إيباك» المالي، استضاف ترامب الإرهابي نتنياهو وزوجته في محل إقامته، بعد يومين من خطاب نتنياهو في الكونغرس، في مشهد رومانسي «كلٌّ يدّعي وصلاً بليلى».
لم يكتف ترامب بهذه المجاملات الحميمية، وأخذ يصعّد من لهجته الانتخابية بتوجيه تهديداته، معتبراً أن كل من يكره إسرائيل غير مرغوب به في أميركا، وسوف يعتقل ويرحّل الداعمين لحركتي «حماس» و«الجهاد».
يشعر المرء بالذهول من موقف هؤلاء المرشحين لرئاسة أميركا من غزة، الذين فرضهم مال «إيباك» على الشعب الأميركي.
فأحدهم عجوز يداه ملطخة بدماء أطفال غزة، فقد صلاحيته بالترشّح، ونائبته ذات الأصول الجامايكية الهندية تسير على خطاه، وثالثهم جرّب الشعب الأميركي حماقته العنصرية، ويريد حزبه الجمهوري العنصري إعادته للرئاسة كي يمارس حماقاته من جديد.