السنون تتوالى والأيام تمشي وشعب يناضل ويقدم الشهداء من أجل القضاء على الظلم والظالمين واندحار الصهاينة الذين عاثوا في الأرض فساداً ودمروا أرض بيت المقدس وقتلوا كهولها وشبابها ونساءها وأطفالها حتى الذين هم في حضّاناتهم روت دماؤهم أرض وطنهم الجريح أزماناً طويلة.
والحناجر تدوي عاشت فلسطين والبنادق تقبض عليها أكف قوّتها الأزمات فأصبحت أقوى من الحديد وقلوب استبصرت الألم فأصبحت دروعاً في خضم المعركة.
كل يومٍ تشرق فيه الشمس تسطع على نوع من أنواع البطولة في أرض بيت المقدس وتكشف عن مظاهر مختلفة من الرجال والنساء والولدان نهلوا من حب الوطن فزادهم إصراراً في التحدي للوصول الى غاية النصر.
وإن النصر لقريب بإذن الله الكريم وذلك باستخدام اسلحة التحدي والنصر ولثم تربة الوطن والمحافظة عليها والدفاع عنها وتقديم كل غالٍ ونفيس من أجل هذا الوطن.
نشاهد كثيراً من الشهداء حتى وصلت أعدادهم في الهجوم الأخير بعد مرور 243 يوماً من 5 يونيو 2024 نحو 36586 شهيداً، هم أحياء عند ربهم يرزقون وإصابة نحو 83074 نتمنى لهم الشفاء والصحة والسلامة حتى يعودوا ويضموا جهودهم الى جهود اخوانهم المناضلين ويسيرون في طريق التحرير المؤزر بإذن الله الكريم.
وإزاحة شراذم البغي والطغيان الذين يعيثون في ارض الأقصى فساداً وتعود فلسطين أهلها مشرقة أبيّة.
ولنقرأ ما قالهُ بشارة الخوري:
سائل العلياء عنا والزمانا
هل خفرنا ذمةً مُذ عرفانا
المروءات التي عاشت بنا
لم تزل تجري سعيراً في دِمانا
يا جهاداً صفق المجد له
لبس الغارُ عليها والأرجوانا
شرف باهت فلسطينُ به
وبناءُ للمعالي لا يُدانى
إن جرحاً سال من جبهتها
لثمتهُ بخشوعٍ شفتانا
وأنينا باحت النجوى به
عربياً رشفتهُ مقلتانا
قم الى الأبطال نلمس جرحهم
لمسة تسبحُ بالطيب يدانا
قم نجعْ يوماً من العمر لهم
هْبهُ صوم الفصح هبهُ رمضانا
إنما الحقُّ الذي ماتوا له
حقنا نمشي إليه أين كانا
عاشت فلسطين
وعاش أهلها
من أجل النضال في طريق العودة