تكلم وكتب العديد عن انحدار مستوى التعليم بالبلد، والحق يذكر أن الخوف من ما وصل إليه مستوى التعليم لم يكن وليد اللحظة، لأننا إذا تتبعنا هذا الموضوع الشاق، فإننا سنلاحظ بكل بساطة أن التحذيرات كانت مبكرة جداً والمطالبات العلنية لإنقاذ مستوى التعليم منذ أكثر من عقدين من الزمن.
كانت عادة، أنه كلما جاء تشكيل وزاري جديد أن يتم تشكيل وفد لزيارة الدول المتقدمة بالتعليم.
وكانت الوفود غالباً ما تقوم بزيارة سنغافورة لأنها مثال يحتذى به لتطور التعليم. و يبدو أن التقارير والتوصيات التي كتبتها تلك الوفود كان مصيرها الأدراج والحفظ بسبب الخوف المستشري داخلنا من التغيير، والأكثر هو خوفنا من المصادمات المحتومة مع من يرفض تطوير المناهج أو حتى التفكير بتغيير طرق التدريس المعتمدة على التلقين!
التاريخ يذكر بكل صراحة بأنه لا توجد دولة استطاعت أن تنهض أو تتطور من دون أن تبدأ بتطوير التعليم وطرق التدريس، فهل نحن قررنا كتابة سابقة تاريخية !
كل من تكلم وسيتكلم... وكل من كتب وسيكتب لا يطالب بالمستحيل، إنما انحدار مستوى مخرجات التعليم كان المحرك الأساسي لما طالبوا به، وهم أنفسهم من شكر القائمين على التعليم عندما حاربوا الغش، وأيضاً هم من أثنوا على حملة القضاء على الشهادات المزورة، وهم من طالب بمنع شهادات الجامعات الضعيفة غير المعترف بها.
إن ضعف مستوى مخرجات التعليم ملف شائك، طرح أكثر من مرة، فهل سيبقى مطروحاً للمناقشة فقط، أم اننا سنمتلك الشجاعة ونبدأ بالتغيير للأفضل؟.