ضحايا تحت الركام وموائد بلا طعام، بهذه المأساة يعيش أهالي غزة في مخيمات لا تقيهم سعير الحر ولا تمنع عنهم قصف الطائرات وضرب المدافع بعد استمرار الإبادة الجماعية وسياسية الأرض المحروقة التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023.
فقد كسَر عددُ الشهداء في غزة عتبة الـ 40 ألفاً، بالإضافة لإصابة ما يزيد على 92537 مدنياً، منذ السابع من 7 أكتوبر الماضي.
وبهذا، تدخل حربُ غزة، التاريخ - في مساحة لا تتجاوز 360 كيلومتراً مربعاً - كأكثر الحروب دموية في القرن الحادي والعشرين. فإن وفاة اثنين في المئة من سكان غزة في أقل من عام، هو حدث استثنائي للغاية وفق التقارير الرسمية.
كما أنّ الأرقام المسجلة حتى الآن، تجعل من الحرب في القطاع تتجاوز دموية النزاعات في كل أصقاع العالم، في العراق وأوكرانيا وميانمار (بورما سابقاً) وغيرها.
وفي السياق نفسه يقول البروفيسور مايكل سباغات، وهو باحث في الحروب والنزاعات المسلحة ومراقب لعدد الضحايا «إذا أخذنا بعين الاعتبار مقدار الوقت الذي استغرقه قتل واحد في المئة من هؤلاء السكان، فقد يكون ذلك أمراً غير مسبوق».
ويعد الفرق الأبرز، بين بقية حروب القرن الـ 21 والحرب في قطاع غزة هو حجم الأراضي التي تدور فيها المعارك وعدم قدرة المدنيين على الفرار بسبب قيود الاحتلال العدوانية عليهم.
وعلى الصعيد السياسي، تواصل أطراف دولية وعربية سعيها الحثيث لإنجاح جولات جديدة من المفاوضات بعد تصعيد غير مسبوق للاحتلال في حرق الأرواح وتدمير جميع أشكال الحياة في قطاع غزة المنكوب. كما يحاول الاحتلال إفشال المفاوضات عن طريق ادخالها بمتاهات مضللة وفرض شروط جديدة في كل جولة لعرقلة الحراك الدولي والعربي من أجل إيقاف عجلة الحرب الدامية التي تديرها آلة القتل الإسرائيلية منذ 10 أشهر في غزة.
وأكدت حركة «حماس» رغم غيابها عن المفاوضات الأخيرة، استعدادها للقاء الوسطاء الدوليين بعد المحادثات، لتطلع على التطورات والوقوف على مدى جدية تل أبيب في التفاوض، متهمة بنيامين نتنياهو بالمماطلة لإطالة أمد الحرب.
ولم يحدد الوسطاء، الولايات المتحدة ومصر وقطر، سقفاً زمنياً، مع تأكيد قادة هذه الدول ضرورة التوصل إلى اتفاق.
X: @Fahad_aljabri
Email: AL-JBRI@hotmail.com