أطباء الهند يكثّفون احتجاجاتهم بعد اغتصاب زميلة لهم وقتلها

تصغير
تكبير

نزل آلاف الأطباء الهنود الى شوارع مدينة كالكوتا، اليوم الجمعة، مطالبين بإحقاق العدالة بعد اغتصاب زميلة لهم وقتلها، في هجوم وحشي سلّط الضوء على العنف ضد النساء المزمن في المجتمع الهندي.

ومع الغضب الذي أثارته هذه الجريمة، كثّف الأطباء احتجاجاتهم وإضراباتهم. وأقيمت تظاهرات الجمعة في العاصمة نيودلهي ومدن أخرى.

وأثار العثور على الجثة المدماة للطبيبة البالغة 31 عاما في التاسع من أغسطس في مستشفى تديره الدولة في كالكوتا (شرق)، احتجاجات في أنحاء البلاد.

وهتف الأطباء في كالكوتا «نريد العدالة»، ملوّحين بلافتات كتب عليها بخط اليد «لا أمان، لا خدمات!».

وأبدت المتظاهرة سوميتا داتا (59 عاما) صدمتها لوقوع اعتداء عنيف كهذا «في مستشفى معروف في قلب المدينة».

أضافت داتا «العديد من الناس خرجوا للمشاركة في الاحتجاجات، أشعر بأن الأمل عاد من جديد».

وتجمّع مئات الأطباء وغيرهم من العاملين في قطاع الرعاية الصحية للمطالبة بالتحرّك، فيما نُظّمت تظاهرات أيضا في نيودلهي ونانغبور في ولاية مهاراشترا.

ودعمت نقابات أطباء في القطاعين العام والخاص الإضراب.

وعلّق العاملون في المستشفيات الحكومية في عدد من الولايات الاثنين الخدمات غير الطارئة لمدة «غير محدودة» احتجاجا على الحادثة.

وقال سوفرانكار داتا من مستشفى «جميع معاهد الهند للعلوم الطبية» All India Institutes of Medical Sciences (AIIMS) الحكومي في نيودلهي «نكثّف احتجاجاتنا.. للمطالبة بالعدالة لزميلتنا».

ودعت الرابطة الطبية الهندية إلى «إيقاف الخدمات في أنحاء البلاد» مدة 24 ساعة اعتبارا من السبت مع تعليق جميع الإجراءات الطبية غير الأساسية في المستشفيات الخاصة.

طالب الأطباء أيضا بتطبيق «قانون الحماية المركزية» الذي يحمي العاملين في مجال الرعاية الصحية من العنف.

وإضافة الى الأطباء، نزلت جموع من الهنود إلى الشوارع في مدن عدة على مدى هذا الأسبوع، منها كالكوتا حيث أقيمت مسيرات ليل الثلاثاء الأربعاء لإدانة الجريمة فيما نظّم تجمّع بالشموع عند منتصف الليل مع بدء الاحتفالات بعيد استقلال الهند الخميس.

وذكر الإعلام الهندي أنه عُثر على الطبيبة المقتولة في قاعة الندوات التعليمية، ما يدل على أنها كانت في المكان لأخذ استراحة قصيرة خلال فترة دوام طويلة.

وأكّد تشريح للجثة أنها تعرّضت لاعتداء جنسي، وفي شكواهم أمام المحكمة، أفاد ذوو الضحية بأنهم يشتبهون بأن ابنتهم تعرّضت لاغتصاب جماعي، وفق شبكة «إن دي تي في» الهندية للبث.

ورغم توقيف الشرطة لرجل عمل في المستشفى لمساعدة المرضى على إيجاد طريقهم في الطوابير الطويلة، اتُّهمت الشرطة بالتعامل مع القضية بشكل سيء.

واقتاد عشرات من عناصر الشرطة المسلحين الرجل الذي غُطي رأسه بكيس أبيض الجمعة للخضوع لفحص طبي.

يعد العنف الجنسي ضد النساء مشكلة واسعة الانتشار في الهند، إذ سُجّلت بالمعدل حوالى 90 حالة اغتصاب يوميا عام 2022 في بلد يعد 1,4 مليار نسمة.

وبالنسبة لكثيرين، أعادت طبيعة الاعتداء إلى الذاكرة حادثة الاغتصاب الجماعي المروعة التي تعرضت لها امرأة في العام 2012 في حافلة في نيودلهي.

باتت المرأة رمزا لفشل الدولة المحافظة اجتماعيا في التعامل مع العنف الجنسي ضد النساء.

وأثار مقتلها تظاهرات ضخمة اتسمت بالعنف أحيانا في نيودلهي ومناطق أخرى.

وعلى وقع الضغوط، شددت الحكومة العقوبات في حق المغتصبين وفرضت عقوبة الإعدام على من يعيدون الكرة.

كذلك، أدرجت سلوكيات أخرى ضمن الجرائم بينها الملاحقة والسجن للمسؤولين الذين لا يسجّلون شكاوى الاغتصاب.

والخميس، أمر رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بمعاقبة الأشخاص الذين يرتكبون سلوكيات «وحشية» ضد النساء.

وقال «هناك غضب من الفظائع التي ارتُكبت في حق أمّهاتنا وأخواتنا. هناك غضب في الأمة حيال ذلك».

وتابع «يجب المعاقبة سريعا وبشدّة على السلوكيات الوحشية ضد النساء».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي