متابعة دقيقة من الوزارة لتفشي المرض... واستبعاد تحوله إلى جائحة

«جدري القرود» لا يدعو للقلق... واحتمال انتقاله للكويت ضعيف

تصغير
تكبير

- «الصحة»: تنسيق مستمر مع «المركز الخليجي» ومنظمة الصحة العالمية
- غانم السالم: لا رصد لأي حالة في البلاد... ومعظم المصابين يتعافون منه تماماً
- محمد العدواني: العثور على المصابين وتطعيم المعرضين للإصابة سهل... وعليه لا داعي للخوف
- فهد النجار: التطعيم يحمي من المرض لكن المشكلة أن كفاءته تنخفض بمرور الوقت

فيما أعلنت منظمة الصحة العالمية مرض «جدري القرود» حالة طوارئ صحية للمرة الثانية خلال عامين عقب تفشي الوباء في دول أفريقية، أكدت وزارة الصحة المتابعة الدقيقة للمرض، في حين رأى أطباء مختصون لـ«الراي، أن المرض الناجم عن الفيروس لا يدعو للقلق، واحتمال انتقاله للكويت ضعيف.

متابعة وتنسيق

وأفادت الوزارة بمتابعتها عن كثب لتطورات تفشي مرض جدري القرود في دول أفريقية عدة، على وقع الإعلان بأن تفشي المرض أصبح «حالة طوارئ صحية عالمية»، وظهور سلالة جديدة للمرض.

وأكدت «التنسيق وبشكل مستمر مع الشركاء الدوليين في المركز الخليجي للوقاية من الأمراض، وكذلك مع منظمة الصحة العالمية، لمراقبة الوضع والتأهب والاستعداد، وفقاً للمستجدات الوبائية، وأن مركز الكويت للوقاية من الأمراض ومكافحتها (CDC)، يعمل بشكل وثيق مع جميع الجهات المعنية لتعزيز الجهود الوطنية للوقاية من الأمراض المعدية والتصدي لها».

وأشارت إلى أنها ستبقى على تواصل مستمر، للتزود بالمستجدات في حال وجود أي تطورات في الوضع الوبائي.

انتقال للكويت... ضعيف

إلى ذلك، رأى استشاري الجهاز الهضمي والكبد الدكتور فهد النجار، أن تأثيرات الفيروس وتداعياته ينبغي أن تبقي تحت الملاحظة والمراقبة وعدم تساهل المجتمع الدولي في التعامل معه، وطمأن إلى أن احتمالية انتقال العدوى إلى الكويت تظل ضعيفة.

وأعرب النجار في تصريح لـ«الراي»، عن ثقته في المنظومة الصحية في اتخاذ التدابير والاجراءات الاحترازية، التي تمنع وفادة المرض إلى البلاد، لاسيما مع إعلان «الصحة العالمية» أن «جدري القرود» الحالي يثير القلق أكثر هذه المرة من التفشّي السابق، لأنه ينطوي على متحور جديد من المرض.

استبعاد الجائحة

وحول إمكانية تحول المرض إلى جائحة، استبعد الدكتور النجار حدوث ذلك، لافتاً إلى أن من غير المرجح أن يتحول إلى جائحة مثل «كورونا»، بيد أنه يعد حتى الآن طارئة صحية تثير قلقاً دولياً، ما يشير إلى إمكانية انتقاله، بعد تزايد تسجيل حالات المرض في 16 بلداً أفريقياً حتى الآن، ودخول المرض بعض دول القارة للمرة الأولى.

التطعيم

وأوضح أن التطعيم ضد مرض الجدري يحمي من جدري القرود، غير أن المشكلة ان كفاءة التطعيم تنخفض مع مرور الوقت، مشيراً الى آخر تطعيم للجدري تطعم به الكويتيون كان عام 1967، وقت انتشار المرض حيث تلقى التطعيم آنذاك 400 ألف شخص.

أعراض

من جانبه، أوضح طبيب الأمراض الجلدية الدكتور محمد العدواني لـ«الراي»، أن الأعراض الجلدية لجدري القرود في بداية الإصابة بالمرض، تشبه أعراض الانفلونزا العادية، مثل الشعور بالتعب، وارتفاع درجة حرارة الجسم، ووهن عام بالجسم أثناء (فترة غزو) المرض، أي عندما يدخل الفيروس خلايا الجسم، وبعد ذلك يحدث انتفاخ للغدد، نظراً لأن الجهاز المناعي يكثف حربه ضد العدوى ثم يحدث طفح جلدي، يمر بمراحل مختلفة من (الهياج الجلدي) الذي يبدأ بطفح سطحي واحمرار، ثم تتكون نتوءات وتقرحات، قبل مرحلة تكوين قشور تبدأ على شكل بقع حمراء فقط، ثم تتطور إلى بثور على الجلد، ثم تبدأ هذه التكتلات والنتوءات الحمراء في التقرح، وتمتلئ بسائل أبيض يشبه القيح، بعدها تذبل هذه البثور وتتقشر، وتلتئم القشرة في النهاية وتسقط.

مرض معروف

وأكد أنه ليس هناك ما يدعو للقلق، إذ غالباً ما يكون خفيفاً، كما توجد لقاحات وعلاجات، على الرغم من أنه قد يكون أكثر خطورة عند الأطفال الصغار والنساء الحوامل، والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة كمرضى السرطان ومرضى الفشل الكلوي.

انتشار بطيء

ولفت إلى أن المرض ينتشر بشكل أبطأ من «كوفيد 19»، كما أن الطفح الجلدي المميز والمؤلم يجعل من الصعب عدم ملاحظته ما يجعل مهمة العثور على الأشخاص المصابين به، وتطعيم أولئك المعرضين لخطر الإصابة به أسهل، وعليه لا داعي للخوف والقلق.

التحذير الثاني

إلى ذلك، قال استشاري الأمراض الباطنية الدكتور غانم السالم، إن إعلان منظمة الصحة العالمية حول التحذير من انتشار جدري القرود يعتبر الثاني بعد عام 2022 - 2023.

ولفت السالم في تصريح لـ«الراي»، إلى أن التحذير جاء بسبب تحور جديد للفيروس واتساع انتشاره الجغرافي، لافتاً إلى أن جدري القرود مرض فيروسي يسببه فيروس جدري القرود ويختصر عادةً باسم «MPXV»، وهو فيروس مغلف يحتوي على حمض نووي، والذي تم تغير اسمه إلى mpox بواسطة منظمة الصحة العالمية.

الغالبية تتعافى

وبيّن أن معظم الناس يتعافون منه تماماً، لكن البعض منهم يصابون بمرض شديد، لافتاً إلى أن الأطفال والحوامل والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة معرضون لخطر الإصابة بالمضاعفات الناجمة عن جدري القرود وفي هذه الحالات قد تصل نسبة الوفاة الى 10 في المئة.

لا رصد لأي حالة

وأشار إلى عدم رصد أي حالة في الكويت، وأن وزارة الصحة تبذل الجهود الكثيفة في مراقبة الوضع الصحي العام وكذلك مراقبة المسافرين القادمين من الدول الموبوءة.

ما هو «جدري القرود»؟

أوضحت وزارة الصحة أن «جدري القرود» (إمبوكس)، مرض فيروسي له نوعان فرعيان، يتسبب في ظهور طفح جلدي وبثور وآفات مخاطية، وترافقه حمى وصداع وآلام عضلية، وضعف وتضخم في الغدد الليمفاوية.

أماكن البقع الجلدية

ذكر العدواني أن الطفح الجلدي لجدري القرود، يبدأ عادة على الوجه، وأحياناً في الفم، ثم الذراعين والساقين واليدين والقدمين، وكذلك جذع الجسم وبعض الحالات يظهر الطفح الجلدي، حول المناطق التناسلية.

طرق الانتقال

ينتقل جدري القرود من خلال المخالطة الجسدية لشخص مصاب، خاصة عن طريق الاتصال الجنسي أو التقبيل وحتى اللمس. ويمكن أن ينتقل عبر الإفرازات التنفسية.

الإصابة والعلاج

يتم تأكيد الإصابة بالمرض باختبار فحص البلمرة المتسلسل (PCR).

أما العلاج فيتم من خلال الرعاية الداعمة والحد من الأعراض، أو عبر استخدام مضادات الفيروسات لبعض الحالات.

4 إجراءات وقائية

أشارت وزارة الصحة إلى 4 إجراءات للوقاية من المرض، هي:

1 - الحفاظ على نظافة اليدين بشكل مستمر، باستخدام الماء والصابون أو المطهرات الكحولية.

2 - تجنب العلاقات الجنسية المحرمة.

3 - الابتعاد عن الاتصال الجسدي المباشر مع الأشخاص الذين تظهر عليهم أعراض المرض.

4 - توخي الحذر عند السفر إلى الدول التي سجلت حالات إصابة بالمرض.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي