أرهقها التحليق في فضاءات الثقافة والأدب ولم تلقَ مستقراً لها
«مكتبة نون»... فقدتْ عُنوانها وتاهَت في سراديب الوعود !
- دعاء الدريس لـ «الراي»: متفائلة بأن تجد «مكتبة نون» مقراً لها... بقرار من «الإعلام»
- المكتبة قامت بتصفية جميع الكتب لديها... لعدم وجود مكانٍ يحتويها أو جهة حكومية ترعاها وتتبنى مشروعها
- هاشم قاسم لـ «الراي»: مشروعنا وطني غير ربحي وبإدارة شبابية... هدفه نشر الثقافة لكل المجتمع
كما لو أنها لم تكن، تبدّدت أحلامها فجأة وتبعثرت أوراقها في مهب الريح...
إنها «مكتبة نون» التطوعية المجتمعية غير الربحية، التي استسلمت أخيراً لقدرها، بعدما أرهقها التحليق في فضاءات الثقافة والأدب ولم تلقَ مستقراً لها، ففقدت عُنوانها وتاهَت في سراديب الوعود!
وأعلنت مُؤسِسة المكتبة دعاء الدريس عن إغلاقها والقيام بتصفية جميع الكتب فيها، لعدم وجود مكانٍ يحتويها أو جهة حكومية ترعاها وتتبنى مشروعها، «الهادف لمصلحة المجتمع أولاً وأخيراً، وتعزيز حقول العلم والمعرفة في الميادين كافة».
«البيروقراطية المملة»
وقالت الدريس لـ «الراي» إن المكتبة التي تأسست في العام 2018، تنقّلت في أكثر من مقرٍ موقتٍ كان احتضنها تطوعاً، من باب التثقيف المجتمعي، حتى أرهقها الترحال والتحليق في فضاءات الثقافة والأدب من دون أن تلقَى مستقراً دائماً لها، بعدما تاهت بلا عنوان في سراديب الوعود والبيروقراطية المملة، «حتى أصابنا ما أصاب الكثيرين من يأسٍ وإحباطٍ، فكان قرار إغلاقها هو القطرة الأخيرة التي أفاضت الكأس، إثر محاولات دامت 4 سنوات لإيجاد مكان مناسب يستضيف المكتبة، ولكن من دون جدوى».
«الجهود باءت بالفشل»
وأضافت الدريس أن «قرار إغلاق المكتبة وتصفية كل ما تحتويه من كتب ومنحها للزوّار بالمجان، لم يأتِ إلا بعدما باءت بالفشل، جميع جهودنا ومحاولاتنا المستمرة مع الجهات المعنية بدعمنا وتوفير مكان دائم لنا، حيث سبق وأن خاطبنا العديد من جمعيات النفع العام، بالإضافة إلى أننا خاطبنا المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، فخصّص لنا إحدى القاعات في المكتبة العامة بالجابرية، واشتغلنا بها لفترة من الزمن، قبل أن تواجهنا بعض المشاكل المتكررة، منها تعطّل التكييف، فضلاً عن أمور أخرى دفعتنا للتوقف عن مزاولة نشاطاتنا والبحث عن مكان آخر».
«التكافل الثقافي»
ولفتت إلى أن فكرة «مكتبة نون» تُعنى بتكافل المجتمع ثقافياً، وتسهم في غرس الثقافة في نفوس الأطفال والناشئة والشباب من خلال فعالياتها الأسبوعية المتنوّعة، مثل فاعلية «قراءة القصة» للصغار، وفاعلية «النقاش في الكتب»، كما تُتيح لكل أفراد المجتمع إيداع واستعارة الكتب التي بلغ عددها قبل التصفية 5500 كتاب متنوع، «حيث إن الكثيرين كانوا يأتون إلينا لوضع ما يمتلكونه من كتب لتعم الفائدة على الجميع، وهي حديثة ومُعاصرة يتم تداولها بين الشباب من أبناء الجيل الحالي، على عكس ما تحتويه المكتبات العامة من كتب قديمة أو تالفة أحياناً».
«مبانٍ مهجورة»
واستغربت الدريس من عدم إتاحة مقر للمكتبة في ظل وجود العديد من المباني الحكومية التي أصبحت مهجورة، بسبب فراغها من أي نشاط، مبدية في الوقت نفسه ثقتها وتفاؤلها بوجود وزير الإعلام والثقافة عبدالرحمن المطيري لتذليل الصعوبات التي تواجهها «مكتبة نون» وإصدار قرار بتوفير مقر لها، «خصوصاً وأننا على أعتاب الاحتفال (بالكويت عاصمة للثقافة العربية)».
«نشر الثقافة»
من جهته، وجّه المتطوع في «مكتبة نون» هاشم قاسم عبر «الراي» رسالة إلى وزارة الإعلام بالالتفات إلى «مكتبة نون» كونها غير ربحية وبإدارة شبابية وطنية، هدفها نشر الثقافة لكل المجتمع، متمنياً توفير مكان مناسب لها، يليق بتاريخ دولة الكويت، في دعمها لأوجه الثقافة والفنون، والتي تُعد مرآة الدول وتقدّم الشعوب.
«بصمة كويتية»
أكدت الدريس أن «مكتبة نون» تطوعية للمجتمع وغير ربحية، حيث تُتيح للزوّار استعارة الكتب عبر اشتراك رمزي لا يتجاوز الـ 10 دنانير في السنة، أو بالطريقة المعمول بها في المكتبات العامة، ولكن بأسلوب عصري متطوّر يواكب التقدم العلمي في الدول المتقدمة، وببصمة كويتية صرفة غير مستوردة.
«وعود بلا عقود»
تحدّثت الدريس في معرض حديثها عن الوعود الحكومية، قائلة: «لقد أخطأنا في التزامنا بالوعود الشفهية وعدم إبرام العقود، حتى يكون عملنا رسمياً مع الجهات المعنية بالثقافة»، مشيرة إلى أن كثرة التنقل من مكان إلى آخر أصاب الكثير من المتطوعين في المكتبة بشعور من الإحباط.