رأي نفطي

هل من رؤية في الاستثمار في البتروكيماويات!

تصغير
تكبير

هل من رؤية في الاستثمار في البتروكيماويات؟، هذا السؤال يطرح نفسه، خصوصاً في ضوء نجاح تجربة شركة صناعة الكيماويات البترولية الكويتية في شراكتها واستثمارها مع «داو» عبر مشروع «ايكويت» الذي مازالت تحقق منه الأرباح سنوياً. وهي المشاركة التي غطت من خلالها جميع مصاريفها واستثماراتها في أقل من 10 سنوات، ومازالت تعطينا ربحاً سنوياً بمقدار مليار دولار «سنة تنطح سنة». ولكن كيف ولماذا تراجعنا بين دول مجلس التعاون؟، ومن دون مردود، ولا صناعة ولا توظيف في هذا القطاع المهم والرافد المالي المنافس إلى جانب النفط، خصوصاً أنه مازل لدينا اللقيم الأرخص من تكرير نفطنا الخام الكويتي.

ومادة النافثا اللقيم المتوفر حالياً من مصافينا الثلاث المحلية، إلى حين أن نكتشف ونحصل على الغاز المرتقب والموعود، الذي يمكن استغلاله بدلاً من بيعه مباشرة، وأن نحصل على قيم مضاعفة، كما يعمل ويفعل معظم مشتريي هذه المادة المثلى للصناعات التحويلية، في حين نحن لا نستغله على الإطلاق سوى كمادة مثل النفط الخام الذي يتم تحويله الى مئات من أصناف المواد المكررة كقيم مضافة، في حين نكتفي بالأقل جداً.

لقد بنينا أخيراً أكثر من 3 مصافٍ محلية ومشتركة ولم نفكر قط في إضافة وحدات بتروكيماوية، ولكن ما إن انتهى المشروع سرعان ما بدأ القطاع النفطي يفكر في إضافة وحدة البتروكيماويات في مصفاة الزور الكويتية والتي تبلغ طاقتها نحو 625 ألف برميل في اليوم. في حين بنينا مع المصفاة وحدة لإنتاج وقود الزيوت لوزارة الكهرباء لتتراجع عن استخدام وقود الزيوت. وتطالب القطاع النفطي التصرف فيه. و أن هذا الوقود ليس لوزارة الكهرباء وليس للاستهلاك في محطاتها.

وحدث نفس الشيء مع مصفاتنا المشتركة في الدقم، حيث لم نستثمر ولم ننظر في بناء وحدة بتروكيماويات فيها إلا أخيراً، لنبدأ بالنظر واستقطاب شريك أجنبي عالمي للاستثمار وقد يكون عالي التكاليف، لكي نحقق عوائد ونتائج مالية مجزية. حتى ومع استخدام مادة النافثا كلقيم.

أليس من الأفضل أن ندخل في صناعة جديدة لها مردود مالي عال في المدى البعيد؟. ولنتوسع ونكتسب خبرات متنوعة ومداخيل مالية جديدة واعدة. والأهم خلق عمالة وخبرات متقدمة متنوعة متجددة ومدرة للمال.

في حين نحن في الكويت حتى الآن نبحث عن الرؤية والنظرة الاستراتيجية لقطاع البتروكيماويات بعد أن كنا من الأوائل. وكنا المثل والمثال في مشروع ايكويت المربح، ولكن أين نحن الآن؟ وأين المستشارين والخبراء العريقين؟ ومتى سنتعلم ونستفيد؟

في نفس الوقت نشتري ونستثمر في شركات في الخارج في قطاع البتروكيماويات وتحقق الأرباح المالية. من دون قيمة حقيقية مضافة ومن دون خلق وظائف... متى سنتعلم ومتى نستفيد؟

وهنا يأتي دور شركة البتروكيماويات بأن تفصح وتعلن عن مقدار الأرباح بسبب شرائنا للشركات الخارجية، والعوائد والنتائج المالية وبكل شفافية، بدلاً من أن تحشر ما بين صفحات التقرير النهائي السنوي.

هذا هو المطلوب ولب الموضوع حتى نشعر ونحس بسياسة البتروكيماويات، بل هو أقل من المطلوب. مثلما نفعل مع شراكتنا في ايكويت مع داو، بعد أن استرجعت خلال 8 سنوات جميع أموالها منذ تأسيسها. والآن تدر علينا مليار دولار أرباحاً سنوية. وكذلك أرباح الشركات البتروكيماوية التي اشترتها المؤسسة في الخارج.

المطلوب نشر معلومات أرباح هذه الشركات بكل شفافية سنويا وليس من خلال التقرير السنوي لشركة صناعة البتروكيماويات وما بين السطور.

نحن نعلم بأن شركات البتروكيماويات في حالة غير مريحة وتحاول أن تتخلص من شركاتها سواء في آسيا أوفي أوروبا، وهي في حالة تخمة، وتسعى لاستعادة مكانتها وإيجاد اللقيم الرخيص المطلوب لمنافسة الشركات الأميركية التي رتبت أمورها ودخلت في مشاركات لتحمل العبء المالي وفي نفس التوسع الإستراتيجي المطلوب في ظروف متقدمة جديدة، وبعد أن أعادت هيكلتها وخفضت عدد العمالة المتخمة التي كانت لديها ودخلت في مشاركات.

الكويت بحاجة إلى رؤية في الاستثمار في قطاع البتروكيماويات ولدينا اللقيم الموجود في مصافينا الثلاث. والأرخص محلياً بدلاً من بيعه في الخارج لتستفيد الشركات الخارجية.

أليس من الأفضل استغلاله محلياً؟، مثلما نعمل مع النفط الخام، حيث نكرره في مصافينا ونحقق عوائد مالية ما بين 3 إلى أكثر من 10 دولارات للبرميل في بعض الأحيان؟ حيث أننا نمتلك خبرات وعمالة مدربة في قطاع المصافي تعتبر من الأفضل عالمياً.

وهنا يأتي دور مؤسسة البترول الكويتية ومجلس إدارتها والمجلس الأعلى للبترول، حتى وان كنا لا نمتلك الخبرات لكن الشركات والبيوت الاستشارية موجودة لهذا الغرض. والشريك الأجنبي في الانتظار للاستثمار في هذا القطاع المدر للمال وبعوائد عالية، والدخول في صناعة جديدة وخبرات متقدمة... هل من متابع؟

naftikuwaiti@yahoo.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي