«السياحة الخليجية لم تعد مجرد طموح بل أصبحت حقيقة واقعة تفرض نفسها على الخارطة العالمية بقوة»

فاطمة الصيرفي لـ «الراي»: مشاريع سياحية مشتركة بين الكويت والبحرين

تصغير
تكبير

- زيارتي للكويت ستسهم في الترويج لمنطقة الخليج كوجهة سياحية واحدة ومتكاملة
- اتفاقية التعاون ليست مجرد وثيقة... بل هي تجسيد لرؤيتنا الطموحة في التسويق السياحي
- 181 ألف كويتي زاروا البحرين في النصف الأول من العام
- نسعى لتنويع المنتج السياحي لتعزيز مكانة البحرين كوجهة سياحية رائدة عالمياً
- نتعاون مع القطاع الخاص لتقديم تجارب مبتكرة وعالية الجودة تجذب السياح
- السياحة الخليجية تشهد نمواً مستمراً في البنية التحتية وتنوع المنتجات وتسهيل الإجراءات
- 7 في المئة نسبة مساهمة القطاع السياحي في الناتج المحلي الإجمالي
- البحرين نموذج عالمي في التسامح والتعايش الديني والعرقي

باقتدار وحنكة، ينمّان عن الخبرة العالية، تقود وزيرة السياحة رئيس مجلس إدارة هيئة البحرين للسياحة والمعارض فاطمة بنت جعفر الصيرفي، ملف الترويج السياحي لبلادها، التي تشهد نمواً ملحوظاً في استقبال أعداد متزايدة من السياح.

وتسعى «بنت البحرين» لتعزيز السياحة، ولاسيما العائلية الخليجية، في بلادها المليئة بمواقع حضارية تعتبر قبلة للسائحين. ولذلك تنشط بزياراتها الخارجية، والتي كانت من بينها الكويت، حيث وقعت اتفاقية تعاون مشترك في القطاع السياحي.

في حوار مع «الراي»، قالت الصيرفي «نسعى إلى تعاون مثمر وشامل مع الكويت، يشمل كافة جوانب قطاع السياحة. سنعمل على تعزيز وتشجيع السياحة البينية بما فيها مجالات التدريب».

وأكدت أن زيارتها إلى الكويت ناجحة، وستسهم في تعزيز الترويج لمنطقة الخليج كوجهة سياحية واحدة ومتكاملة، لما تمكله من مقومات والإمكانات السياحية الاستثنائية التي تتميز بها المنطقة.

ورأت أن تطوير القطاع السياحي في البلدين يحتاج إلى عوامل جذب، وتشجيع إقامة مشاريع سياحية مشتركة، تتوافق مع خطط التنمية السياحية في كلا البلدين، والمشاركة الفعالة في الملتقيات والمعارض الاستثمارية، لعرض الفرص المتاحة للاستثمار في القطاع السياحي.

وإذ لفتت إلى أن 181 ألف كويتي زاروا البحرين في النصف الأول من العام، أكدت على التنوع الذي يلقاه السائح في بلادها والتي هي نموذج عالمي في التسامح والتعايش الديني والعرقي. كما حرصت على تطوير البنية التحتية السياحية، ما مكنها من استضافة الفعاليات الكبرى بنجاح، وساهم في تشكيل قطاع سياحي متكامل بالتعاون مع القطاع الخاص.

وفي ما يلي نص الحوار:

اتفاقية التعاون السياحي

• في مستهل هذا اللقاء، نود أن نستوضح المزيد حول اتفاقية التعاون السياحي، التي تم توقيعها أثناء زيارتكم لدولة الكويت؟

- يمثل توقيع البرنامج التنفيذي لاتفاقية التعاون السياحي، للأعوام 2024 و2025 و2026، مع الأشقاء في الكويت، خطوة إيجابية في مسيرتنا المشتركة نحو تعزيز الروابط الأخوية وتوثيق التعاون السياحي بين بلدينا. هذه الاتفاقية ليست مجرد وثيقة، بل هي تجسيد لرؤيتنا الطموحة في التسويق والتنشيط السياحي المشترك والترويج لمنطقة الخليج كوجهة سياحية واحدة متكاملة. نهدف من خلالها لرفع معدلات السياحة البينية خليجياً، وتعزيز العمل المشترك على تطوير عوامل الجذب السياحي، وتشجيع الاستثمارات المشتركة في هذا القطاع الواعد، لنرتقي أكثر بمكانة المنطقة على خريطة السياحة العالمية.

أوجه التعاون السياحي

• ما أوجه التعاون السياحي المأمول بين البلدين الشقيقين؟

- نتطلع إلى تعاون مثمر وشامل يشمل كافة جوانب قطاع السياحة. سنعمل على تعزيز وتشجيع السياحة البينية بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وتعزيز الترويج لمنطقة الخليج كوجهة سياحية واحدة ومتكاملة، مستفيدين من المقومات والإمكانات السياحية الاستثنائية التي تتميز بها المنطقة. يشمل ذلك التعاون في تطوير عوامل الجذب السياحي، وتشجيع إقامة مشاريع سياحية مشتركة، تتوافق مع خطط التنمية السياحية في كلا البلدين، والمشاركة الفعالة في الملتقيات والمعارض الاستثمارية لعرض الفرص المتاحة للاستثمار في القطاع السياحي.

كما يُغطي البرنامج التنفيذي للاتفاقية، مجالات الترويج والتسويق والتنشيط السياحي، وتدريب وتأهيل الكوادر الوطنية في القطاع، وتبادل الخبرات والمعرفة في مجالات التدريب السياحي والفندقي والتعليم السياحي. ويشمل التعاون أيضاً تبادل التشريعات والأنظمة المتعلقة بالأنشطة السياحية والفندقية، وتبادل الوثائق والمعلومات ذات الصلة بالسياحة والاستثمار السياحي.

• هل هناك إحصائيات حول عدد السياح الكويتيين في مملكة البحرين سنوياً؟

- يسعدني أن أشارككم، أنه وفقاً لمسح السياحة الوافدة الذي تجريه هيئة البحرين للسياحة والمعارض، بلغ عدد الزوار الكويتيين الذين قدموا إلى مملكة البحرين خلال النصف الأول من العام الحالي 181 ألف زائر، بزيادة تقارب 10 في المئة، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي 2023. وهذا يدل على تنامي الاهتمام بالسياحة في البحرين بين الأشقاء في الكويت، ويعكس نجاح جهودنا المشتركة في الترويج للبحرين كوجهة سياحية جاذبة للأشقاء في المنطقة. نأمل أن تستمر هذه الزيادة في السنوات المقبلة، وأن نرى المزيد من التعاون والتبادل السياحي بين بلدينا.

مقومات البحرين السياحية

• على ماذا تعتمد مملكة البحرين في السياحة؟

- تتميز مملكة البحرين بمقومات سياحية فريدة ومتنوعة، تجعلها وجهة مثالية للسياح من مختلف أنحاء العالم. فهي الجزيرة الأرخبيلية الوحيدة في المنطقة، ما يمنحها سحراً خاصاً، ويجعلها مركزاً للسياحة البحرية. إلى جانب ذلك، تتميز البحرين بتراثها الغني وثقافتها العريقة، حيث تزخر بالمعالم الأثرية والمواقع التاريخية التي تعكس تاريخها العريق. كما تمثل البحرين نموذجاً عالمياً في التسامح والتعايش الديني والعرقي، ما يعزز جاذبيتها كوجهة سياحية متميزة.

وقد أَولَت مملكة البحرين اهتماماً كبيراً بتطوير قطاع السياحة، كجزء لا يتجزأ من مسيرة التنمية الاقتصادية، وسعياً للمزيد من التنوع الاقتصادي، كما حرصت على تطوير البنية التحتية السياحية، ما مكنها من استضافة الفعاليات الكبرى بنجاح، وساهم في تشكيل قطاع سياحي متكامل بالتعاون مع القطاع الخاص.

• ما الفعاليات التي تقدمها الوزارة لاستقطاب السياح؟

- تحرص وزارة السياحة ممثلة بهيئة البحرين للسياحة والمعارض، على تنظيم ورعاية مجموعة واسعة من الفعاليات السياحية والترفيهية المتنوعة، على مدار العام، والتي تلبي احتياجات مختلف الزوار من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ومن خارج المنطقة. يشمل ذلك المهرجانات الثقافية والفنية والخاصة بالطعام، والمعارض التجارية، والمؤتمرات والفعاليات الرياضية، والحفلات الموسيقية، والعروض الترفيهية، وغيرها الكثير. بالإضافة إلى ذلك، نحرص على تقديم خدمات سياحية متطورة، ومقومات ضيافة وترفيه استثنائية، تلبي احتياجات جميع السياح على اختلاف أذواقهم ورغباتهم السياحية.

ونتعاون مع القطاع الخاص، لضمان تقديم تجارب مبتكرة وعالية الجودة تجذب السياح من جميع أنحاء العالم، وتثري الروزنامة السياحية للمملكة على مدار العام. وتحرص الهيئة على إطلاق باقات سياحية حصرية، تشمل عروضاً وباقات فندقية ورحلات سياحية مميزة، مع التركيز على تنويع المنتج السياحي، لتعزيز مكانة مملكة البحرين كوجهة سياحية رائدة إقليمياً وعالمياً، لكافة الأفراد والعوائل.

السياحة الخليجية

• هل بدأت السياحة الخليجية تأخذ وضعها على الخارطة العالمية؟

- السياحة الخليجية لم تعد مجرد طموح، بل أصبحت حقيقة واقعة تفرض نفسها على الخارطة العالمية بقوة. فها هي اليوم تشهد نمواً مستمراً في قطاع السياحة، مدفوعة باستثمارات في البنية التحتية، وتنوع في المنتجات السياحية، وتسهيلات في إجراءات السفر. لم تعد المنطقة مجرد وجهة للسياحة الدينية والتراثية، بل أصبحت تقدم تجارب عالمية المستوى في الترفيه والرياضة والمغامرات والأعمال. ونجحت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي في استقطاب أعداد متزايدة من السياح من جميع أنحاء العالم، بفضل حملات الترويج المكثفة واستضافة الفعاليات والمؤتمرات والبطولات العالمية الكبرى. وسنسعى من خلال استمرارية التنسيق والتعاون المشترك لتطوير التعاون والارتقاء بالسياحة الخليجية نحو آفاق أرحب من التطور والنماء، مع إبراز الهوية الخليجية وما تتميز به دول المنطقة من تاريخ عريق وتراث ثقافي غني.

السياحة والتنمية

• ما العوائد الاقتصادية من السياحة وكيف تسهم في دعم التنمية؟

- لا شك أن السياحة تمثل دعامة مهمة في هيكل اقتصادنا الوطني، حيث تسهم بشكل فاعل في دفع عجلة التنمية في مختلف المجالات. فهي ليست مجرد مصدر للدخل الوطني وتوفير فرص العمل، بل هي محفز لتنويع مصادر الدخل وتحسين البنية التحتية والخدمات العامة، ما يسهم في بناء مجتمعات أكثر ازدهاراً واستدامة.

وتتجلى هذه المساهمة بوضوح في الأرقام، حيث تشير البيانات المحدثة إلى أن أنشطة خدمات الإقامة والطعام في القطاعات غير النفطية سجلت أعلى نمواً، وارتفعت بنسبة 10.7 في المئة. كما حرصنا عند صياغة إستراتيجية السياحة للأعوام 2022-2026 على وضع مؤشرات أداء معلنة للتحقق من العوائد الاقتصادية ورصد وتيرة النمو في قطاع السياحة، وقد تخطت مؤشرات الأداء الأهداف الموضوعة، حيث بلغت نسبة مساهمة القطاع السياحي في الناتج المحلي الإجمالي 7 في المئة.

وتنعكس العوائد الاقتصادية للسياحة في زيادة عدد الزوار، ومتوسط إنفاق الزائر اليومي، بالإضافة إلى زيادة متوسط عدد الليالي السياحية. ويعكس هذا النمو المتسارع مدى نجاح الجهود المبذولة في دعم المشاريع والأنشطة السياحية ذات القيمة المضافة للاقتصاد الوطني، ومساندتها، من أجل النهوض بدورها في تعزيز التنمية الاقتصادية، وإبراز الصورة المتقدمة لمملكة البحرين، كبيئة حاضنة للشركات الاستثمارية والمشروعات السياحية.

مشاريع حالية

• ما أهم المشاريع السياحية التي تعمل عليها المملكة في الوقت الحالي؟

- تواصل مملكة البحرين نهضتها السياحية، ونعمل حالياً على تنفيذ مجموعة المشاريع السياحية الطموحة التي ستعزز مكانتها كوجهة سياحية رائدة في المنطقة. ومن أبرز هذه المشاريع تطوير الواجهات البحرية المتوقع إنجازها خلال العام الحالي، لتحويل الواجهات البحرية إلى مناطق نابضة بالحياة، مليئة بالأنشطة الترفيهية والمرافق السياحية المتنوعة، بالإضافة إلى افتتاح عدد من الفنادق والمنتجعات الراقية التي يقوم بتنفيذها القطاع الخاص خلال هذا العام أيضاً.

كما تتطلع المملكة إلى تدشين مشروعات سياحية أخرى خلال العام المقبل، والتي ستسهم في تنويع المنتج السياحي وتطوير القطاع السياحي بشكل عام، وتعزيز مكانة البحرين كوجهة سياحية جاذبة للزوار من مختلف أنحاء العالم.

وجهة متميزة للسياحة العائلية

قالت الوزيرة فاطمة الصيرفي إن البحرين تمثّل وجهة عائلية متميزة، حيث تجمع بين سحر التاريخ، وثراء الثقافة، ومتعة الترفيه. وتمتاز المملكة بتنوع معالمها السياحية، بدءاً من المواقع الأثرية العريقة، وصولاً إلى المنتزهات المائية الحديثة والأنشطة العائلية المتنوعة.

تجارب تسوق فريدة

أشارت وزيرة السياحة إلى أن البحرين تقدم تجارب تسوق فريدة تجمع الأسواق التقليدية والمجمعات التجارية الفاخرة. وتحرص المملكة على تنظيم فعاليات ومهرجانات عائلية على مدار العام، مثل مهرجان صيف البحرين للألعاب الذي نظمته هيئة البحرين للسياحة والمعارض في مركز البحرين العالمي للمعارض، على مدى شهر كامل، بشراكة استراتيجية مع القطاع الخاص، واستقطب آلاف العائلات من داخل وخارج البحرين.

موسم «أعياد البحرين»

لفتت الصيرفي إلى أن موسم «أعياد البحرين» المرتقب، يعد فرصة ذهبية للعائلات من مختلف أنحاء العالم للاستمتاع بأجواء احتفالية مميزة، واكتشاف ما تقدمه المملكة من فعاليات وأنشطة سياحية تلبي جميع الأذواق.

مركز حضارة دلمون القديمة

أكدت الوزيرة أن مملكة البحرين تزخر بتراث ثقافي غني ومتنوع يعود إلى آلاف السنين، حيث كانت مركزاً لحضارة دلمون القديمة، التي تعتبر من أقدم الحضارات في منطقة الخليج العربي. كما تتميز بامتلاكها العديد من المواقع السياحية والقلاع والمواقع الأثرية والتاريخية، والمعالم الحضارية الشاهدة على تاريخها وحضارتها، التي تمثل نافذة زمنية على حقب مختلفة.

قائمة «اليونسكو»

ذكرت الوزيرة أن بلادها نجحت في إدراج 3 مواقع على قائمة التراث العالمي لليونسكو، تشمل «قلعة البحرين»، التي تعد واحدة من أهم الحصون العسكريّة التّاريخية المعروفة في منطقة الخليج العربي، و«مسار اللؤلؤ»، الذي يمثل شاهداً على اقتصاد جزيرة، باعتباره متحفا مفتوحا يروي حكاية تجارة اللؤلؤ في البحرين، بالإضافة إلى موقع «مدافن دلمون الأثرية»، والتي تمثل شاهداً على ازدهار حضارة دلمون، وتكشف عن طبيعة التركيبة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية للبلاد في ذلك الوقت.

متاحف ومعارض ... معالم بارزة

تحدثت الصيرفي عن معالم ثقافية أخرى بارزة، مثل معبد باربار ومسجد الخميس، الذي يعتبر من أقدم المساجد في البحرين. كما تقدم البحرين مجموعة متنوعة من المتاحف والمعارض، مثل متحف البحرين الوطني وبيت القرآن ومتحف اللؤلؤ ومتحف الغوص، التي تعرض تاريخ وثقافة البلاد الغنية.

الحرف والصناعات التقليدية

أكدت وزيرة السياحة البحرينية الحرص على المحافظة على التراث الثقافي غير المادي، الذي يشمل الحرف والصناعات التقليدية، مثل الفخار والنسيج ودلال الرسلان وصناعة السفن. كما نفخر بفنوننا الشعبية الخاصة التي تشمل العرضة، وفن الفجري المدرج على قائمة التراث العالمي غير المادي لليونسكو.

الرحلات الجوية

ذكرت الصيرفي أن شركة «طيران الخليج»، الناقل الوطني لمملكة البحرين، تسيّر حالياً 4 رحلات يومياً بين البحرين والكويت، معربة عن الثقة بحرص شركات الطيران من البلدين على تلبية الطلب وتوفير خيارات سفر مرنة وملائمة للمسافرين، تبعاً لمتطلبات السوق. وأكدت الالتزام بالتعاون، لضمان تلبية احتياجات المسافرين، خاصة خلال فترات الذروة مثل المناسبات الوطنية والأعياد، بما يضمن تجربة سياحية مريحة وسلسة لجميع المسافرين.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي