حروف باسمة

الخميس الأسود في عُيون الكويتيين

تصغير
تكبير

ديرة هادئة يأتيها رزقها بإذن ربها، أهلها باتوا في أمن الله وأمانه في الثاني من أغسطس 1990، فاستيقظوا على دوي المدافع وأزيز الطائرات وأصوات البنادق، ما الذي حصل؟

لقد هجم الجار على جاره، إنه هولاكو العراق، هجم في فتكه وطغيانه، عاث فساداً وتقتيلاً وتشريداً لأبناء الكويت، إلا أنهم تشبثوا بأرضهم، كلما أراهم صنفاً من صنوف التعذيب زادهم إصراراً وتثبتاً وتعلقاً بتربة وطنهم.

نعم... إنها الكويت

يا بلادي وأنتِ قرة عيني

طبتِ نفساً على الزمان وعينا

ستفوزين رغم أنف الليالي

عجّل الدهر بالمنى أو تأنّى

أربع وثلاثون عاماً مضت على هذا الغزو الآثم، وقلوب الكويتيين تزداد انشداداً لأمهم الكويت، وتفيض حباً لترابها الخالد.

كم من صنف من العذاب لاقاه الكويتيون من طاغوت العراق حتى الرضع منعت عنهم حضاناتهم فقضوا حباً لأمهم الكويت العزيزة فلم يزدهم إلا إصراراً على الدفاع عنها.

كم من فتى اقتادته قوات الاثم والبغي والعدوان إلى منزله وأخبروا أسرته بأن يحضروا له شراباً يحبه فاستبشرت الأسر بقدوم أبنائها، ولكن بدلاً من أن يسقوهم الشراب المفضّل أطلقوا عليهم النار، فسالت دماؤهم تروي تربة وطنهم، يا لها من قلوب قاسية غزت هذه الديرة الطيبة.

نعم قست القلوب لهداية

تباً لهاتيك القلوب القاسية

دافع أهل الكويت عن ديرتهم وسقط الشهداء الأحرار وروت دماؤهم تربة وطنهم، لتنبت أزهاراً يانعةً عطرها فوّاح تعمل بجد واجتهاد من أجل بناء أمهم الكويت، حتى تكون سفينة تمخر عباب البحر تنثر الخير فتبث المحبة وتعمل على نشر السلام.

وصدق الدكتور/ عبدالله العتيبي، رحمه الله، حين قال في رائعته:

يقولون لماذا تحب الكويت؟

لماذا أغانيك مسكونة بحب الكويت وأهل الكويت؟

فقلت اسألوا: الفجر عن نورهِ

وقلت اسألوا: البحر عن موجهِ

وقلت اسألوا: الطير عن وكرهِ

وقلت اسألوا: الورد عن عطرهِ

إذا ما عرفتم لهذا جواباً

عرفتم لماذا أحب الكويت

عاشت الكويت وعاش أهلها

وعاش كل من يحبها

وهي لؤلؤة من لآلئ الدنيا

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي