ألوان

إسماعيل هنيّة

تصغير
تكبير

ارتقى المجاهد إسماعيل هنية، إثر اغتياله في إيران وكانت تلك الشهادة أمنيته ليلحق بشقيقته وأبنائه وأحفاده الذين سبقوه في الشهادة، وجاءت محاولة اغتياله بعد أربع محاولات فاشلة تعرّض لها في السابق.

إن الشعوب العربية والإسلامية الشريفة تنعى هذا البطل المجاهد الذي كان حريصاً على الوحدة الوطنية وعلى حقوق الشعب الفلسطيني دون تقديم أي تنازلات مهما كانت الضغوط والظروف.

ولد إسماعيل هنية في عام 1962م، في غزة العزة، وقد درس في الجامعة الإسلامية بغزة وانضم إلى «حماس» لإيمانه بالجهاد ضد العدو الصهيوني حتى وصل إلى منصب رئيس مكتبها في عام 1997م، وبعد فوز «حماس» في الانتخابات التشريعية في عام 2006م أصبح رئيساً للوزراء، وسُجن قبل ذلك في سجون الصهاينة لمدة ثلاث سنوات، ونفي إلى الحدود اللبنانية - الفلسطينية.

وقد عرفه الشعب منذ شبابه بأنه دمث الخلق والمناضل الصلب، لم يخضع إلى الكثير من الضغوط التي مورست عليه لتقديم بعض التنازلات للكيان الصهيوني، وقال بصوت قوي لست مثل غيري ولن أرضخ، وكان راضياً بقضاء الخالق محتسباً عند ربه ما مر به من أحداث مؤلمة بفقدان الكثير من أفراد أسرته وأقربائه، وكان يقول إن دماءهم ليست أغلى من دم أي فلسطيني.

ولم يكن هنيّة الأول الذي تم اغتياله من كوادر «حماس»، بل جاء ضمن سلسلة من الأسماء منهم الشيخ أحمد ياسين ومحمود الزهار وصالح العاروري، والقائمة تطول لأسماء عرفنا بعضها ويعرف الخالق البقية، وهو ما يهمهم وهذا الأمر الذي يدفع بالشعب الفلسطيني الذي نذر نفسه للجهاد فهم يشترون الآخرة على هذه الدنيا الفانية.

ولم ننس في الكويت أن «حماس» بكل كوادرها وقفت مع الحق الكويتي ابان الاحتلال العراقي الغاشم، عكس منظمة التحرير وأن بعض منتسبيها ولدوا وترعرعوا ودرسوا في الكويت، وهم يذكرون في أدبياتهم الدعم الكويتي غير المنتهي للقضية الفلسطينية.

إن عمليات الاغتيال تلك لم تضعف صلابة الشعب الفلسطيني ولا إصرار «حماس» على الاستمرار في النضال من أجل الحرية لهذا الشعب الذي ما زال يكتب التاريخ، لشعب لا ينكسر وبات يحارب العالم لوحده إلّا من الشرفاء.

وتأتي تلك الاغتيالات للنساء والأطفال وللأبرياء لتؤكد ما آمنت به «حماس» من حيث رفض التفاوض، لأنها أدركت أن الصهاينة لا يريدون إلا القتل والتوسع في الاحتلال حتى إلى خارج حدود فلسطين فكانت الانتهاكات للقدس وللضفة الغربية ولجنين ولبقية المناطق.

إن نتنياهو المجرم لا يريد إيقاف أي حرب بل يسعى إلى توسيع نطاقها في أكثر من منطقة لأنه يدرك أن نهاية الحرب والتأزيم إنما هي نهايته سياسياً، كما أنها الخطوة الأولى لمحاكمته ولدخوله السجن لفترة طويلة، بل إنه يريد كما صرح في خطابه في الكونغرس الأميركي تكوين حلف مقره الكيان بقيادة أميركا ضد شعوب المنطقة.

إن ما قام به الاحتلال الصهيوني إنما يشير إلى طبيعة الحكومة الفاشية التي كانت وما زالت تسعى لتفجير المنطقة، وهي أسوأ من أي احتلال متجاهلة القانون الدولي وحقوق الإنسان لطالما أن هناك من يؤيدها في السر والعلن، وكل من يعتقد أن العيش بسلام مع الكيان ممكن إنما هو يعيش في وهم كبير.

ولم يتعلم العالم بما فيه الكيان الصهيوني الدرس من قبل الشعب الفلسطيني إذ ان أمور القتل والتفجير كافة منذ النكبة الأولى في عام 1948م إلى يومنا هذا لم تنجح في كسر إرادة الشعوب في المنطقة بشكل عام والشعب الفلسطيني بشكل خاص، وما حدث في السابع من أكتوبر من العام الماضي إلى يومنا هذا ما هو إلا دليل راسخ على صلابة الشعب الفلسطيني.

إن القوى الفلسطينية مطالبة اليوم أكثر من ذي قبل في توحيد الصفوف رغم كثرة نقاط الاختلاف في الرؤية وفي الأيديولوجيات التي ينتمون إليها وإلا فإن أي إنجاز لن يتحقق دون الوحدة الوطنية.

ومن يستشف الأمور يدرك أن مستقبل إسرائيل مهدد وكلما زادت الأعمال الإجرامية تأثر مستقبلها، وما زلنا بانتظار الرد الإيراني ضد الكيان الهش المتكئ على الغير سواء بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر، ضد الحكومة الصهيونية الفاشية.

همسة:

سيخلد التاريخ أسطورة الشعب الفلسطيني.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي