ألوان

أولمبياد باريس

تصغير
تكبير

لم يجد منظمو أولمبياد باريس أيّ مبرّر للعرض المشين المسيء إلى الدين والقيم والفطرة البشرية، متكئين على العلمانية والليبرالية التي كانت ضمن عناصر الثورة الفرنسية، اعتقاداً منهم أنها ما زالت تضرب جذورها في المجتمع الفرنسي المتعدد الثقافات. وكانت المفاجأة في رفض الكثير من الناس داخل فرنسا وخارجها لعرض الافتتاح، وقد تدرجت درجة الرفض بين الاستغراب والاستهجان والامتعاض والرفض سواءً من رجال الدين المسيحي والمتدينين من الشعوب الغربية وكذلك بين رجل الشارع الغربي البسيط.

وقال رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان، بأن حفل افتتاح أولمبياد باريس يظهر عدم وجود أخلاق بالغرب كما نشرت أساقفة الفرنسيين بياناً على حساب الكنيسة الكاثولوكية الفرنسية بمنصة «إكس» وقالت «للأسف احتوى الحفل على مشاهد تسخر من المسيحية ونحن نقابل هذا الوضع بحزن عميق».

وكانت المحاولة فاشلة لاستخدام لوحة العشاء الأخير للفنان الإيطالي الشهير ليوناردو دافنشي، لتمرير بعض السلوكيات السيئة التي ابتلينا بها جميعاً في هذا العالم المتعدد الثقافات والذي لا يعرف الركود بسبب تأثير غير منطقي من قبل قوى تحاول أن تكون غير مرئية لكنها تبث السموم في فطرة النفس البشرية، خصوصاً في ما يتعلق بالمثلية وتحطيم القيم الأخلاقية، فكان حفل افتتاح الألعاب الأولمبية فرصة ذهبية لتقديم العراة وأشباه الرجال اعتقاداً منهم أنه أمر قد يكون مقبولاً في مجتمع أوروبي يحمل صفة العلمانية، لكنه ليس بالضرورة أن كل الشعب الفرنسي وبقية الشعوب الغربية تتسم بالانسلاخ من الديانة المسيحية التي تلقت خنجراً مسموماً من قبل القائمين رغم أنهم حاولوا تبرير ما حدث فنياً.

إنّ فكرة استلهام استعراض الأولمبياد من لوحة عالمية رغم جمالية اللوحة فنياً، لكنها انعكست سلباً بشرخ المقدسات ليس لدى الناس في فرنسا وحسب بل في العالم المسيحي كافة، ليصل إلى بقية الناس من غير المسيحيين لأنهم يرفضون رفضاً تاماً الإساءة للمسيح، عليه السلام، رغم الاختلاف العقائدي خصوصاً مع المسلمين.

لقد أنفقت فرنسا الأموال الطائلة لتنظيم هذا الأولمبياد بيد أنها لم تنجح في جعل هذا التجمع الرياضي ناجحاً بسبب محتويات حفل الافتتاح الذي سيظل عالقاً في ذاكرة الكثير من الناس على مستوى العالم.

وجاء بعض الظروف الخارجة عن الإرادة مثل تعطل أنظمة القطارات في العاصمة الفرنسية باريس وخارجها، إضافة الى سوء التنظيم.

ورغم اعتذار أكثر من مسؤول فرنسي عما حدث إلا أن ذلك يشير بقوة إلى الازدواجية في المعايير فقد كان الاعتذار رسمياً وبصوت مرتفع، لكنه لم يكن كذلك عندما قامت صحيفة فرنسية بالإساءة إلى رسولنا الكريم حيث كان الرد أن فرنسا مُصرّة على حرية التعبير!

إن تلك الانتقادات تأتي انطلاقاً من حب العالم لفرنسا بأضوائها المبهرة وفنها الجميل وأزيائها الفاخرة وأطباقها اللذيذة وهناك الفن التشكيلي والآداب حيث رسامين مبدعين أمثال جان ليون جيروم، الذي تناول العالم العربي والإسلامي في أعماله الفنية من رسم ونحت، وبول غوغان، المتمرد بإبداعاته إضافة الى الأعمال الأدبية الخالدة أمثال فيكتور هوغو وموليير وفولتير وشارل بودلير واخرين، إضافة الى الريف الفرنسي وعالمه الساحر والصناعات الفرنسية.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي