أما بعد...

حرب المياه في غزة

تصغير
تكبير

في ظل الحصار الخانق الذي تفرضه قبضة المحتل تدخل الإمدادات إلى قطاع غزة قطرة فقطرة... وما يزيد معاناة الأهالي هو شُح مياه الشرب بعد الدمار الهائل الذي يلحقه الاحتلال بموارد وشبكات المياه عمداً، معلناً بذلك «حرب المياه» متجاهلاً جميع القوانين والقواعد الدولية التي تحظر المساس بموارد الحياة وسبل العيش أثناء الحروب.

فقد تسبب الهجوم الإسرائيلي بتدمير 83 % من آبار المياه الجوفية بالإضافة إلى تدمير 9 خزانات مياه من أصل 10 في غزة، كما دمر 350 كم من أصل 700 كم من شبكات المياه بالقطاع.

وبهذا، تضيف أزمة مياه الشرب بُعداً كارثياً جديداً للأزمة الإنسانية المروعة في غزة وسط مخاوف أممية من انتشار الأوبئة بسبب قلة المياه لاسيما بعد انتشار فيروس شلل الأطفال الأسبوع الماضي، كذلك لا تعمل سوى 16 مشفى من أصل 36 مشفى في غزة.

وما يزيد الطين بلة، هو فرض الجيش الإسرائيلي إجراءات بيروقراطية شديدة تمنع استيراد الإمدادات الأساسية، مثل خطوط الأنابيب ومعدات البناء والذي يشكّل تحدياً كبيراً أمام الأمن المائي في غزة.

بدوره، قال رئيس سُلطة المياه الفلسطينية، الوزير مازن غنيم، إن «أكثر من 70 % من مرافق وأنظمة المياه والصرف الصحي في قطاع غزة خرجت عن الخدمة إما بشكل كامل أو بشكل جزئي، وتحتاج إلى صيانة عاجلة وطارئة،خصوصاً في المناطق المأهولة بالسكان وأماكن النزوح».

وفي هذا السياق، حذّرت بلدية غزة من أزمة المياه الحادة بعد الانخفاض الكبير في كميات المياه التي تغذيها بسبب توقف خط مياه شركة «ميكوروت» الذي يمدُ المدينة من الداخل نتيجة اجتياح جيش الاحتلال الإسرائيلي للمناطق الشرقية للمدينة.

كما أعلنت المنظمات الإنسانية أن 15 ليتراً من المياه هي الحد الأدنى اللازم في حالات الطوارئ، والتي تشمل مياه الشرب والطهو والنظافة، في حين يعطي أهالي غزة الأولوية للحاجات الأساسية على حساب الصرف الصحي والاستحمام وغسيل الملابس، ما ينذر بانتشار أمراض جلدية والتهابات فيروسية بعد وقوفهم لساعات طويلة في الحر الشديد للحصول على كمية قليلة من الماء.

وبعد مخاض قد دخل شهره العاشر... فقد فشلت جميع المساعي الدولية لإيجاد معبراً للنجاة يخلص الأهالي في قطاع غزة من سطوة الإجرام وبشاعة الممارسات المدمرة التي تنتهك القوانين الإنسانية والدولية. وتستمر النداءات العربية والمناشدات الإسلامية للضغط على المجتمع الدولي لوضع حد لهذه الانتهاكات المزرية.

X: @Fahad_aljabri

Email: AL-JBRI@hotmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي