يُقدم «شهادة إبداعية» في مهرجان «جرش للثقافة والفنون»

طالب الرفاعي لـ «الراي»: سأظل بحّاراً عنيداً... إلى جزائر الفتنة والدهشة !




طالب الرفاعي
طالب الرفاعي
تصغير
تكبير

- في القراءة شاهدت حيوات ملوّنة لا تشبه حياتي... وأناساً بشراً لا يشبهون منْ حولي
- «جائزة الملتقى» مساهمة دولة الكويت الأهم على ساحة الجوائز الأدبية العربية

يشارك الأديب طالب الرفاعي في الدورة الثامنة والثلاثين لـ«مهرجان جرش للثقافة والفنون»، احتفالاً باليوبيل الفضي (1999-2024)، حيث يقدّم شهادة عن مسيرته القصصية، كاتباً مبدعاً، ومؤسساً لجائزة الملتقى للقصة القصيرة العربية، التي صار يُنظر إليها بأنها الجائزة الأهم للقصة القصيرة العربية، وأن الكويت هي حضن القصة العربية. وتأتي مشاركة الرفاعي ضمن «ملتقى تحولات القصة القصيرة» الذي سيُعقد في الجامعة الأردنية خلال الأسبوع المقبل.

«أسرار العالم»

وأوضح لـ «الراي» أن «ورقة شهادة الرفاعي» التي سيقدمها في المهرجان، تستعرض مراحل قراءاته القصصية والروائية، وكيف أنها أعادت تكوينه بنظرته للعالم الذي يحيط به، وأن تلك القراءات أخذته لعيش ومعايشة عوالم لم تكن تخطر له على بال، وراحت تنتقل به من محطة إلى أخرى، وكأنه يكتشف أسرار العالم عبر القصة والرواية.

«البحّار العنيد»

واعتبر أن القراءة هي الجسر الذي عبر من قوله إلى عالم الكتابة، مضيفاً: «منذ أول قصة قصيرة نشرتها، عاهدتُ نفسي أن أكتب عن وطني الكويت ووطني العربي الأكبر، بلحظاته التي يعيشها، وقضاياه، وأحلام من يسكن أرضه، وأن أكون صوتاً لمن لا صوت له. ساحرةٌ هي القراءة كمياه نهر جارية، وموحشةٌ هي ضفة الكتابة! وكم عصفت بقاربي العواصف، وخضت منحدرات مجنونة، ونعقت من خلفي الغربان والبوم والدسائس، لكنني سأظل بحّاراً عنيداً، مُبحراً أبداً إلى جزائر الفتنة والدهشة، متجاهلاً عن عمدٍ كل لغوٍ يثار على الضفاف وكل دخان حقدٍ أسود، فلا شيء يعدل جمال القراءة وروعتها، ولا شيء يعبّر عن أوجاعي وأحلامي وآمالي كما الكتابة».

«تقهقر فن القصة»

وكشف الرفاعي عن أنه سيُعرج في شهادته، على الأسباب التي دفعته لتأسيس جائزة الملتقى للقصة القصيرة العربية العام 2015، مبيناً أن الفكرة جاءت بعدما أدرك تقهقر فن القصة القصيرة العربية، واستشعر الحاجة لوجود جائزة أدبية عربية تكافئ القصة وكاتبها، «وهكذا ولِدت في الكويت جائزة الملتقى للقصة القصيرة العربية، وبالنظر إلى الخبرات التي توفّرت لها، استطاعت خلال سنواتٍ قليلة أن تحتل مكان الصدارة، وما لبثت أن صار يُشار إليها بأنها أهم جائزة عربية للقصة القصيرة، حيث كان حضورها الكبير في منتدى الجوائز العربية، نائبا للرئيس، لتكون مساهمة دولة الكويت الأهم على ساحة الجوائز العربية الأدبية».

«مغامرة جديدة»

ومضى يقول: «بحّار كَلمةٍ كنتُ وسأبقى. القراءةُ نهرٌ جارٍ، والكتابةُ ضفافٌ في قارب القراءة الأجمل والكتابة الأصعب، أمنّي النفس في كل يوم وكل لحظة بوصولي لميناء أجمل، ومغامرة كتابة جديدة. وأبداً سأبقى أرفع شراع مركبي الصغير، فالإبحار غدا حياتي وبه صرتُ أحيا».

وختم الرفاعي تصريحه بالإشارة إلى بداية مسيرته القصصية في منتصف السبعينات في الصحف الكويتية، «إذ قدّمت أكثر من عشر مجاميع قصصية، حظيت بالكثير من النقد والدراسات الأدبية، توزّعت في نشرها بين بيروت والقاهرة ودمشق والكويت والإمارات».

وزاد «حين قرأت أول روايةٍ في عمري وكنتُ في الصف الثاني متوسط، لم أكن أعلم، ولا تصوّرت أن هذه القراءة، هذا الطُعمْ اللذيذ سيغيّر حياتي، ويأخذها للوجهة التي يريد. يومها تفتّحت في قلبي الدهشةُ، شاهدتُ حيوات ملوّنة لا تشبه حياتي، وأناساً بشراً لا يشبهون منْ حولي!»

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي