ألوان

رسالة إلى معالي وزير الكهرباء والماء

تصغير
تكبير

أوجه رسالتي تلك إلى معالي وزير الكهرباء والماء والطاقة المتجددة الدكتور محمود بوشهري، الذي تسلّم حقيبة مهمة كما أنه يبذل جهداً كبيراً مع فريق عمله الإداري والفني من أجل البلاد والعباد بعد أن نال ثقة سمو رئيس الوزراء.

أثبت بنجامين فرانكلين، عام 1752م أن البرق طاقة كهربائية، ثم تبع ذلك ابتكار توماس اديسون، المصباح الكهربائي في عام 1847م، وهناك نيكولا تسلا، الذي ابتكر الملف لنقل الكهرباء لاسلكياً في عام 1891م، وربما هناك جهود علمية أخرى أجهلها، فالعِلم بحر لا ينتهي وهو خبرة تراكمية، وقد بدأت الكهرباء في الكويت بالانتشار في عام 1934م.

لم يكن الأمر مفاجئاً بالنسبة لي في أن تعاني الكويت نقصاً أو قصوراً في توافر الكهرباء، خصوصاً في فصل الصيف مع ازدياد عدد سكان الكويت من مواطنين وضيوف عرب وأجانب، ومع وجود مناطق سكنية جديدة وبنايات سكنية ومجمعات تجارية وغيرها من المحلات.

وفي منتصف الثمانينات حذّر وزير الكهرباء السابق الراحل المغفور له الدكتور حمود بورقبة، من أن الكويت إن لم تعمل على تطوير محطات الكهرباء فإنها ستقبل على مشارف مشاكل في توفير الكهرباء والماء، فتم تجاهل الموضوع الحيوي باتجاه التركيز على أمور ثانوية أو أقل أهمية.

وبعد انتهاء فترة الاحتلال العراقي تم التفكير ببناء محطة جديدة لتوليد الطاقة الكهربائية، إضافة إلى تطوير المحطات الموجودة، فكانت هناك قفزة محدودة استطاعت الاستجابة إلى متطلبات الكهرباء والماء معاً، إلا أننا مررنا بمرحلة القطع المبرمج في التسعينات وفي بداية الألفية وتمت الاستعانة بالمولدات المتحركة بصورة موقتة.

وبالتالي، فانك يا معالي وزير الكهرباء لست المسؤول عن أحوال تلك الوزارة لطالما أنك تسلّمت حقيبتها أخيراً، إلا أنه عليك أن تفكر بصوت مرتفع يصل إلى رجل الشارع الكويتي لتشرح بالتفاصيل المملة وضعنا الكهربائي والخطة التي وضعتها مع فريق عملك المختص لتذليل تلك الصعاب التي تقف أمام عدم انقطاع الكهرباء في الكويت.

ولا بأس في أن تظهر عبر وسائل الإعلام في لقاء مفتوح مع تلفزيون الكويت أو مع بقية القنوات الفضائية لشرح أمراضنا الكهربائية ووصفة العلاج الناجعة.

ولأننا بلد نفطي فعليك أن تشرح للناس ما إذا كان يناسبنا أن تكون لدينا محطات كهربائية تعمل على مشتقات النفط، أو أنه يناسبنا أن نعتمد على إنتاج الكهرباء من خلال تحويل الطاقة الشمسية إلى طاقة كهربائية وهي طاقة نظيفة خصوصاً أن شمسنا «حنانية» ولا أعلم إن كانت عملية الصيانة للألواح الشمسية مجدية اقتصادياً أم لا، مع أن المناخ العام للكويت مغبر طوال العام تقريباً.

ولا بأس في أن يكون هناك تنسيق مع بقية الوزارات لترشيد الاستهلاك الكهربائي، فعلى سبيل المثال فإن مجمع الوزارات يعمل صباحاً إلى الثانية من بعد الظهر فلا بأس في ان يتم وضع درجة التكييف على درجة منخفضة بقية اليوم إلى صباح اليوم التالي، اذ يتم رفع تلك الدرجة، والأمر نفسه ينطبق على مباني الوزارات التي يقع مقرها في الدائري السادس مثل البطاقة المدنية وكذلك بيت الزكاة والمساجد وجمعيات النفع العام والكثير من الإدارات الرسمية والخاص، عندها سوف تتوافر لدينا كمية لا بأس بها يمكن استعمالها في النهار.

وتأتي عملية بناء البنايات والمنازل، فقد أخبرني مهندس معماري أن الزجاج الخارجي وبمساحات كبيرة في البناية أو المنزل فانه يتطلب كمية أكبر من التبريد، لان الشمس تكون قوية وقد لا تفيد الستائر كثيراً، لذا وأهل الاختصاص يدركون أكثر من غيرهم أن مواصفات البناء في البلاد الباردة تختلف كثيراً عنها في البلاد الحارة مثل الكويت، ولتكن هناك لجنة من قبل مختصين تبحث وتترك توصيات عن مواصفات البناء في الكويت، فالبناء في البلاد الباردة ليس مثل البناء في البلاد الحارة.

ولا يخفى عليك أن العمل الدؤوب على إنتاج وتوفير الكهرباء مستمر وسيكون علينا إنتاجها أكثر مما هي عليه الآن، لان عدد السكان في ازدياد مضطرد وهو أمر طبيعي ولا بد من وجود خطة متكاملة لإيجاد حلول منطقية قادرين على تنفيذها مع ضرورة شرح الأمر للناس عبر مختلف وسائل الإعلام المختلفة.

وكم أعجبت بقانون كهربائي الذي ينص على أن سعر التعريفة الكهربائية لأول منزل بسعر مخفض، وترتفع مع المنزل الثاني أو الثالث، لكنني لست معجباً ولا أؤيد قطع الكهرباء عن سكان أي منزل أو شقة، خصوصاً أن طبيعة المناخ في الكويت حارة جداً طوال العام تقريباً وهناك كبار في السن وأطفال ومرضى لكن يمكن أن تكون هناك إجراءات أخرى مثل منع السفر أو تجميد المعاملات إلى حين الدفع.

وهناك معضلة المياه التي كانت أول وأهم تحدٍ في حياة الشعب الكويتي منذ القدم، وتم وضع الحلول لكننا ما زلنا نعاني من سوء التعامل مع المياه عبر الهدر غير المبرّر... فعلى سبيل المثال فإن عملية غسل السيارات بإفراط، ولا أعلم بما ينطبق على النباتات والأشجار أو إن كانت هناك حلول أخرى يعرفها أهل الاختصاص، ويبدو أن الحملة لترشيد الاستهلاك لم تؤتِ أُكلها... الأمر الذي يجعلنا في وضع صعب.

همسة:

باتت الكهرباء ضمن متطلبات الحياة المهمة لذا يجب الاعتناء بها.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي