يعاني قطاع غزة من أزمة إنسانية خانقة نتيجة الإبادة الجماعية التي يشنها الكيان الصهيوني في فلسطين.
فقد فرضت إسرائيل حصاراً شاملاً على القطاع، ما أدى إلى نقص كبير في الوقود والغذاء والأدوية والمياه والإمدادات الطبية الأساسية، ويترافق ذلك مع عدم قدرة بلديات قطاع غزة على إيصال كميات القمامة التي يجري جمعها من المناطق إلى المكبات الرئيسة الموجودة شرق مدينة غزة.
ولم ينجُ الأطفال من تداعيات هذه المأساة الدامية، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من بترت أطرافه... أما من نجا فيتربص به فيروس شلل الأطفال، هذا الداء العضال الذي أعادته إلى المشهد ممارساتُ الكيان المحتل الذي يدمّر البنى التحتية بشكل كارثي في قطاع غزة.
فقد أعلنت وزارة الصحة في فلسطين أن الفحوصات بالتنسيق مع منظمة اليونيسيف قد بيّنت وجود الفيروس المُسبب لشلل الأطفال في عينات عدة من مياه الصرف الصحي في القطاع، منددة بـ«كارثة صحية» وأزمات لا تنتهي في القطاع في تجمعات خيم النازحين نتيجة لتدمير البنى التحتية الوحشي مطالبةً بوقف الحرب الإسرائيلية فوراً، وتوفير المياه الصالحة للاستخدام، وإصلاح خطوط الصرف الصحي.
وقال مدير مستشفى كمال عدوان في شمال قطاع غزة الدكتور حسام أبوصفية، إن الاحتلال الإسرائيلي متورط في انتشار فيروس شلل الأطفال في ظل منعه إدخال التطعيمات اللازمة والمعدات المطلوبة لحل أزمة برك الصرف الصحي.
وبدوره، قال مدير مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في فلسطين، أجيث سونغاي، إن القتل خارج نطاق القانون يرتبط بـتفكيك إسرائيل للقدرة المحلية على الحفاظ على النظام العام والأمن في غزة، مؤكداً توثيق مقتل العاملين في المجال الإنساني.
وفي السياق ذاته، حذّر العديد من المنظمات الدولية من تفشي الأمراض بسبب عدم القدرة على ضخ مياه الصرف الصحي بعد معالجتها، وبسبب برك مياه الصرف الصحي وسط الأماكن السكنية، جراء استهدافات قوات الاحتلال لشبكات البنى التحتية وتدميرها.
ولا تزال المناشدات العربية والإسلامية تعلو يوماً بعد يوم لوقف النزيف الذي أصاب أهلنا في غزة بردع الكيان المحتل سواءً بممارسات سياسية أو بقوى ردع دولية تشارك فيها قوات عربية.