أما بعد...

كوليرا رفح

تصغير
تكبير

لا نهايةَ في الأُفق للعدوان الصهيوني المروّع الذي يستهدف البشر والحَجر في فلسطين المحتلة، فقد استشهد ما لا يقل عن 38,000 فلسطيني معظمهم من الأطفال والنساء وكبار السن، كما جرح ما يقارب 87,000 آخرين. أما من نجا من آلة التدمير هذه، فقد كان هدفاً مباشراً للأمراض والأوبئة نتيجة لتفاقم الأزمة الإنسانية والصحية، لا سيما في مدينة رفح وسط تحذيرات من انتشار مرض الكوليرا البكتيري المعدي بين السكان، والذي يسبب اضطرابات صحية شديدة مع انخفاض ضغط الدم ويكون قاتلاً في غضون ساعات قليلة بسبب انعدام الخدمات الصحية في مدينة رفح المنكوبة، ونقص الغذاء والدواء الذي يساهم بانتشار أمراض وبائية مثل الكوليرا وغيرها.

وقد حذّرت لجنة الطوارئ التابعة لوزارة الصحة الفلسطينية من استهداف الوحدات الصحية في رفح في بيان لها مؤكدة عدم قدرة سيارات الإسعاف والإنقاذ الدخول إلى المنطقة، ما يضطرهم لنقل المصابين بعربات تجّرها حيوانات بسبب استهداف البنى التحتية. وفي السياق ذاته، أوضحت اللجنة انتشار مياه الصرف الصحي في محيط مستشفى شهداء الأقصى ما يشكّل خطراً صحياً وبيئياً جسيماً في رفح.

وكانت «الأونروا» على لسان المفوض العام فيليب لازاريني، قد تحدّثت في تقرير عن انتشار مرض الكوليرا نتيجة لتناول النازحين المياه غير الصالحة للشرب بعد تدمير الاحتلال معظم آبار المياه هناك مع توقف محطات تحلية مياه الشرب المزوّدة لتلك المنطقة.

وبدوره، أوضح المستشار الاعلامي للأونروا عدنان أبو حسنة: «أن المنظومة الصحية انهارت، وأن مياه الصرف الصحي وأكثر من 300 ألف طن من النفايات الصلبة تلوث المياه الجوفية في قطاع غزة».

مع جهود الوساطة المستمرة لإيقاف عجلة الموت الدامية في القطاع، تناشد الدول العربية والإسلامية المجتمع الدولي برمته للمسارعة في إغاثة الأهالي الذين دفعوا مقابل حياتهم نزوحاً مستمراً حاملين معهم ما تيّسر من حاجات أساسية من مكان لآخر، كما يعلو صوت المسؤولين العرب بشكل متزايد للتأكيد على منع استخدام المجاعة كسلاح ضد المدنيين، كما يحظر المساس بالمناطق الزراعية والماشية ومرافق الشرب وشبكات الري بهدف تجويع المدنيين أو إجبارهم على تهجيرهم القصري.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي