هناك أقوام حازوا الشرف والرفعة والمكانة العالية، أثنى الله تعالى عليهم في كتابه، وأوصى بهم الرسول، صلى الله عليه وسلم، في سُنته، لذلك وجب كل مسلم احترامهم وتوقيرهم، وكف لسانه عن الإساءة إليهم.
ومن أولهم آل بيت النبي، عليه الصلاة والسلام، والذين أذهب الله تعالى عنهم الرجسَ وطهّرهم تطهيراً.
أوصى بهم رسولنا فقال: (أذكّركم الله في أهل بيتي).
وكان أبو بكر الصديق، رضي الله عنه، يقول: (ارقبوا محمداً صلى الله عليه وسلم في آل بيته).
يقول الشافعي، رحمه الله،:
يا آل بيت رسول الله حُبّكم
فرضٌ من الله بالقرآن أنزله
كفاكم من عظيم الشأن أنكم
من لم يصلِّ عليكم لا صلاة له
والصحابة، رضوان الله عليهم، ممن أُمِرنا باحترامهم وتقديرهم، أخبر الله تعالى في كتابه عن رضاه عنهم فقال «لقد رَضِيَ اللهُ عن المُؤمنين إذ يُبايعونك تحتَ الشّجرة»، وحذّر رسولنا الكريم من الإساءة إليهم فقال: (من سبّ أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين).
والعلماء ورثة الأنبياء، رفعَ اللهُ منزلتهم فقال «يرفَعِ اللهُ الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العِلمَ درجات»، وبين رسولنا الكريم أن الله تعالى وملائكته وأهل السماوات والأرض ليصلّون على مُعلّم الناس الخير.
لذلك، نهينا عن الإساءة إليهم أو تتبع عثراتهم - خصوصاً الربانيين العاملين منهم - يقول ابن عساكر: (إنّ لحوم العلماء مسمومة، وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة، فمن أطلق لسانه في العلماء بالثّلْب، ابتلاه الله تعالى قبل موته بموت القلب).
والمجاهدون في سبيل الله من أعلى الناس منزلة، فهم الذين يقدمون أرواحهم فداءً ودفاعاً عن الدين والأرض والعِرض.
اشترى الله تعالى من المجاهدين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة، وأخبر النبي، عليه الصلاة والسلام، أن ساعة رباط في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها.
لذلك من المحزن والمؤسف الطعن في المجاهدين والتشكيك في مشروعية جهادهم، وتخذيل الناس عن نصرتهم!
أساء أحدهم إلى أحد المجاهدين عند إياس بن معاوية، فقال له إياس: أغزوت الروم؟ قال: لا، قال: فالسند والهند؟ قال: لا، قال: أفَسَلِم منك الروم والسند والهند، ولم يسلم منك أخوك المسلم؟!
X: @abdulaziz2002