رحل عن 79 عاماً وترك للكويت أجمل الكلمات
يعقوب السبيعي... وطن الشعر
في سرير ترابك النفيس يتدثّر جثمان من خطت مشاعره «كلنا للكويت والكويت لنا»، وعلى وقع كلماته ترنمت الآذان صغاراً مع حليب الأمومة وغرساً في مناهج التعليم حباً، والكبار انتماء وصلابة في الذود عن كل حبة تراب منها.
في ذلك التراب، الذي يفخر بكويتيتك تحل بين طبقاته جسداً لكن كلمات قصائدك مصونة في عنق كل أبناء الوطن.
يعقوب السبيعي... مع الشهقات والزفرات طرزت للكويت أجمل الكلمات، وألبستها من أحاسيسك ثوب الحب والولاء.
ويراعك الذي لم يكل فاض على الصفحات ترجمة لقريحتك الشعرية، حتى قدمت «هلي على الكويت يا شمس الأعياد».
الهلال على الكويت سيهل، والشمس ستشرق بجهود أهلها البررة، وإن غابت شمسك جسداً، لكن كلمات أشعارك محفوظة عن ظهر قلب.
من التراب وإلى ترابك يا كويت كلنا سنعود. ألف رحمة عليك.
سيرة الراحل
ولد الفقيد يعقوب يوسف السبيعي في حي المرقاب، جنوب ساحة الصفاة، عام 1945، وفي هذا الحي ترعرع، وتلقى العلم في مدارس الكويت حتى أنهى الثانوية العامة، ومكتبة المدرسة الثانوية، اكتسب ثقافة كبيرة مَكّنته من الكتابة الصحافية، فعمل في بداية حياته بوزارة الداخلية، لكن حب الاطلاع والقراءة جعله ينتقل بعمله إلى جامعة الكويت، لينهل من معين العلم ويكون قريباً من مصادر المعرفة، فعمل في مكتب الأمين العام، وكان قريباً من مكتبة الجامعة، لذا قرأ كثيراً من دواوين الشعر العربي.
ومن أبرز قصائده «كلنا للكويت والكويت لنا»، وقصيدة «هلي على الكويت يا شمس الأعياد»، وغيرها من القصائد العذبة.
وللراحل دواوين شعرية منها: «السقوط إلى الأعلى»، و«مسافات الروح»، و«الصمت مزرعة الظنون»، و«إضاءات الشيب الأسود»، إضافة إلى عدد من القصائد التي لم تجمع في ديوان.
و«الراي» التي آلمها المصاب تتقدم إلى أُسرة الفقيد بخالص التعازي والمواساة، داعين الله عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته.
«الوطني للثقافة»: قامة كبيرة
نعت الأمانة العامة للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المغفور له بإذن الله تعالى الشاعر الكويتي يعقوب السبيعي الذي وافته المنية، أمس، عن عمر يناهز 79 عاماً.
ونقلت الأمانة العامة في بيان لها تعازي وزير الإعلام والثقافة رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب عبدالرحمن المطيري والقياديين والعاملين في المجلس لذوي الفقيد ومحبيه على هذا المصاب، سائلين المولى عز وجل أن يلهمهم الصبر والسلوان وأن يتغمد الفقيد بواسع رحمته.
ويعد الشاعر الراحل قامة ثقافية كبيرة بإسهاماته البارزة في الحركة الثقافية بالكويت والوطن العربي إلى جانب أعماله الرائدة في الأغنية الوطنية وله العديد من القصائد الشعرية التي اتسمت بالجمال والمعاني الإنسانية الراقية ولقد درست نماذج من شعره في المناهج التعليمية.