قيم ومبادئ

فضائل الثقافة الغربية ورذائلها؟

تصغير
تكبير

في عصر النهضة والتنوير في القرن الثامن عشر الميلادي استيقظ الشرق من غفوته وفتح عينيه على بهارج وضوضاء وشعارات التطور والرقي والمدنية... التي تلقّفتها عقول النخب السياسية والأكاديمية والعسكرية فتشربتها القلوب وسرت في الأبدان سريان الماء في ساق النبات فأصبحت هي صبغة الأرواح والأجساد... وعاش الشرق بها وفيها حيناََ من الدهر ولكنها كانت مبتسرة ومشوهة بل معكوسة، ظاهرها يخالف باطنها لا يُعرف لها معنى سوى التقليد لمجرد التقليد... ولو دخلوا جُحر ضب لدخلتموه... فينتحر العربي كما ينتحر الغربي ويلحد كما يلحد ويستهتر في المجون استهتاره... ويرسم على جسده وشم عَبدة الشيطان! كما يرسمه الغربي! بل أفضل منه؟

وهكذا سلك الشرق هذا الطريق شيباً وشباباً رجالاً ونساءً عرباً وعجماً فأصبحنا لهم تبعاً... وها نحن اليوم نستيقظ مرة أخرى لنجد أنفسنا ومتاعنا مُلقاة على قارعة الطريق وقد تخلّى عنا القريب والبعيد وسارت مراكب العالم من حولنا تبحث عن مصالحها في بقاع الأرض الواسعة وتركتنا لوحدنا في العالم!

فقد ذهبت عنا الهيمنة الغربية وتجلّت الغشاوة التي غُلفت بها عقولنا للحديث عن الانتصار الموهوم للهيمنة بما تتضمنه من تناقضات تناقلتها التحليلات السياسية ومراكز الدراسات الإستراتيجية عن فكرة الأحادية القطبية والنهاية الخادعة للأيديولوجيات والأحزاب... والتمدد الوهمي للعلوم والمشتركات الإنسانية! فتلاشى كل ذلك أدراج الرياح.

وها نحن جلوساً نتلفت ذات اليمين وذات الشمال لنرى بصورة واضحة لا لبسَ فيها عالماً مُشظّى من دون معالم واضحة سوى شعار (أميركا أولاً) حتى لو كانت هذه السياسة الحمقاء تصيب بأفعالها الطائشة العولمة التي طالما تشدقت بها أوروبا الشمطاء وتعددية الأطراف التي طالما جعجع به السياسيون والقادة العسكريون في كل مناسبة. والتعاون الدولي الذي لا نسمع له صدى سوى في مناسبات جمع التبرعات للأمم المتحدة؟

حقاً، لقد تداخلت الفضائل والرذائل ففقد أكثرنا التميز، لدرجة أن المعروف أصبح منكراً والمنكر معروفاً... فهل وعينا حجم التحديات؟!

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي