ما أحوجنا للتسامح

تصغير
تكبير

في العام 2014، عرضت شاشات السينما العالمية مسيرة حياة أحد أبطال الأولمبياد 1941 من القرن الماضي هو لويس سيلفي زامبريني، 1917 - 2014، الذي مثّل الولايات المتحدة الأميركية بهذه الأولمبياد في برلين عام 1936 كعدّاء المسافات الطويلة، حيث حقّق لبلاده في تلك الرياضة المرتبة الثامنة.

لويس، كان تعرّض للأسرِ من قِبل الجيش الياباني في الحرب العالمية الثانية وظل مسجوناً إلى أن وضعت الحرب أوزارها بعد أن سقطت طائرته في البحر بسبب عطل فني، فتلقى على يد من أسره أقسى أنواع العذاب كما عرض تفاصيله في هذا الفيلم الذي حقق إيراداً كبيراً يدل على نجاحه بعنوان لن أنكسر أو (غير مكسور) بحسب الترجمة الحرفية لاسم الفيلم الذي صور الواقع المر والتعذيب الهمجي غير القانوني الذي يفتقر للإنسانية والرحمة.

لويس، بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وعودته إلى أميركا تغلّب على جراحه وألم قساوة التعذيب الذي انصب عليه دون زملائه الأسرى من الجيش الأميركي، فقرّر نسيان الماضي وفتح صفحة جديدة للحياة مع العالم من حوله بشيء من الأمل والحب والتسامح، فسافر إلى اليابان ليلاقي سجانه ويبلغه بأنه متسامح معه ولا رغبة لديه للانتقام أو مقاضاته مع أن كل القوانين الدولية تعطيه حق التقاضي ومحاكمة ذاك الجندي الذي خالف الأعراف والتقاليد والقانون الدولي الذي أعطى لأسرى الحروب حقوقاً وواجبات، فقضى لويس زامبريني حياته في أعلى درجات السعادة والطمأنينة فقط لأنه فضّل التسامح على الانتقام رغم قدرته على ذلك.

هذه الروح التي تمتّع بها زامبريني، نحن بحاجة ماسة إليها حتى نخرج مما يحيط بنا من حروب وخلافات وتناحر سببه رغبة البعض وبإصرار النظر إلى الخلف واجترار الماضي بأجندة انتقامية لن تنتهي حروبها ولن توصلنا ومستقبل الأجيال إلى ما نريده من محبة وسلام يكمن سر بلوغنا له في إفشاء روح مبدأ التسامح.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي