من الخميس إلى الخميس

الحرب المُسْتَتِرة

تصغير
تكبير

تلعب صناعة التبغ دوراً مهماً في تعطيل التنمية الحقيقية لاسيما في الدول الأقل نمواً في العالم، فالتبغ ومشتقاته عدو حقيقي لصحة الإنسان، وما تقدمه صناعة التبغ من أموال للدول، تنفقه تلك الدول من أجل علاج مواطنيها، وهذا التناقض يؤثر بشكل كبير على دول العالم الثالث ويبدو أن تأثيراته أقل في الدول المتقدمة.

الدول المتقدمة هي التي تملك شركات التبغ وصناعاتها، وهي التي تنفق الأموال الهائلة من أجل تطوير هذه الصناعة وترويجها وكسب الأنصار لها، وفي الوقت نفسه تضع هذه الشركات على علب التبغ تحذيرات صحية وأن هذه المادة تفتك بالإنسان وتدمّر حياته، أي سخرية هذه، أن تُنمّي مواردك وتروّج لبضاعتك على حساب صحة الإنسان وسعادته!

المشكلة الأكبر أن أصحاب القرار في الدول المتقدمة هم الذين يدعمون صناعات التبغ، ويروّجون لها، لأنهم يهتمون فقط بالاقتصاد الظاهر دون النظر إلى صحة الإنسان لاسيما إذا كان هذا الإنسان من الدول النامية التي لا يهتم له أحد.

لقد كشفت الدراسات أن أكثر من 7 ملايين شخص سنوياً يتوفون من الاستخدام المباشر للتبغ، وهناك حوالي 1.3 مليون من غير المدخنين يموتون بسبب التعرض للتدخين السلبي، معظم هؤلاء المتوفين في سن الإنتاج، وأغلبهم في الدول النامية، إذاً هناك حرب مستترة بين صناع التبغ وبين صناع التنمية ولهذا لا نستغرب أن تتأخر التنمية في معظم دول العالم النامية، فالتدخين أصبح من الوسائل التي يستخدمها العالم المتقدم من أجل إبقاء العالم الثالث مريضاً ومستهلكاً لمنتجاته وعلى رأسها التبغ.

في الكويت وفي نهاية شهر أكتوبر المقبل سوف يعقد مؤتمر مهم حول صناعات التبغ وتضارب المصالح في هذه التجارة الخاسرة، هذا المؤتمر الذي يرعاه وزير الصحة، ربما يكون له كما نتمنى نتائج مثمرة في كشف الأساليب الخفية التي تتبعها دوائر صنع القرار في شركات التبغ لخداع الناس والترويج لصناعات التبغ.

أي دولة نامية تتطلع إلى تحسين اقتصادياتها وتنمية خدماتها عليها في البداية أن تعلن الحرب ضد التدخين، فمن دون هذه الحرب سوف تفشل كل مخططات التنمية بسبب بسيط جداً هو أن التنمية مرتبطة بالإنسان والإنسان مرتبط بصحته ومن دون الصحة لن يكون هناك إنسان فاعل ولن تكون هناك تنمية.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي