ألوان

الدكتور أحمد الطيبي

تصغير
تكبير

يُحارب الشعب الفلسطيني الأبيّ في جبهات عدة داخل وخارج الأرض المحتلة دون الاكتراث للقلة المتخاذلة، انطلاقاً من ضرورة محاربة الاحتلال الأكثر بشاعة في تاريخ البشرية.

وهناك مجاهدون بالسلاح وهناك مجاهدون بالفكر وبالإبداع الفلسطيني الذي وصل إلى الوطن العربي وبقية دول العالم منهم الفنان التشكيلي نبيل عناني، ورسام الكاريكاتير ناجي العلي، والمفكر ادوارد سعيد، والشعراء إبراهيم طوقان، وفدوى طوقان ومحمود درويش، وسميح القاسم، ومي زيادة، وتلك الأسماء للذكر وليس للحصر فالقائمة تطول سواء كانوا داخل فلسطين أو في الشتات.

ومن بين هؤلاء المجاهدين الدكتور أحمد كامل الطيبي، وهو طبيب وسياسي فلسطيني وزعيم الحركة العربية للتغيير، عضو البرلمان الإسرائيلي «الكنيست» منذ عام 1999م.

ولم يكن الطيبي، أول طبيب فلسطيني يمارس العمل السياسي فهناك وديع حداد، وجورج حبش وآخرون انخرطوا في تخصصات أخرى كالقانون والهندسة والإعلام وهو يجاهد في قعر المقر الصهيوني كونه عضواً في الكنيست.

ولد أحمد الطيبي، في التاسع عشر من شهر ديسمبر لعام 1958م، ودرس في فلسطين إلى أن حصل على الدكتوراه في الطب من الجامعة العِبرية في القدس ولقب الطيبي نسبة لمدينة «الطيبة» التي لجأت إليها أسرته في عام 1948م أي قبل ولادته.

ورغم معاناته في الحياة مثل بقية الفلسطينيين الذين يعيشون تحت وطأة الاحتلال فإنه يقول بأعلى صوته للجميع بأنه «فلسطيني عربي»، الأمر الذي يثير حفيظة من حوله مَنْ المحتلين.

ومن أشهر تصريحاته المثيرة قوله متهكماً إن «إسرائيل دولة ديموقراطية تجاه اليهود ويهودية تجاه العرب»، وكان اليمين المتشدد يُحاربه باستمرار وينشر فكرة تشككه في إخلاصه لدولة إسرائيل لدرجة أن لجنة الانتخابات شطبت اسمه في عام 2003م، وحرمته من خوض الانتخابات بتهمة تأييد الإرهاب لكنه عاد لترشيح نفسه وحقق النجاح، وطالب حزب الليكود بسحب جوازه الديبلوماسي وطالب آخرون بطرده من البلد، ومازال يعمل مع بقية الأعضاء العرب في صف المعارضة ورغم أنهم أقل تأثيراً إلا أنه يصدح بصوته داخل الكنيست لينغص عليهم وهو يدافع عن حقوق شعبه الإنسانية والقانونية، كما أنه كان ومازال يعمل على فضح العنصرية والتمييز ضد أبناء شعبه الباسل وهو يُحارب العنصرية والتمييز ضد الفلسطينيين.

ومَنْ يتابع مشاركاته داخل الكنيست خاصة عبر اليوتيوب وهي منتشرة فإنه يقف شامخاً في وجه الصهاينة، رغم أنه مثل أي عربي لا يرفض اليهودية ويعتبرها ديانة سماوية.

ولعل أشهر مواقفه داخل الكنيست رده على نائبة إسرائيلية قالت إنها ليست آسفة على مقتل شيرين أبوعاقلة، فوصفها بأنها «حثالة» بل إنه قاطع رئيس الكنيست قائلاً له إن «شيرين قتلت بأيدي الاحتلال وأنت تُحرّض ضد الشعب الفلسطيني وهذا هو الإرهاب»، وخاطب نتنياهو «إن دولة فلسطين سوف تُقام رغماً عنك»، فما كان منهم إلا أنه أرغم على الخروج من القاعة.

وكان الطيبي أول مَنْ دخل مخيم جنين عام 2002م، بعد المذبحة التي اقترفتها قوات الاحتلال كما أصيب في الانتفاضة الثانية في باحة المسجد الأقصى.

ومازال الطيبي ماضياً في طريقه مؤمناً بما يقول ويفعل في ظروف سيئة جداً، كونه يعيش تحت الاحتلال الذي كان ومازال يحاول إزعاجه والنيل من عزيمته وإيمانه بشعبه.

ومازالت كلماته التي يكررها باستمرار وهي «أنا فلسطيني ولن تثنيني هذه الحملات عن نضالاتي ومواقفي ومواطنتي لا يمكن أن تكون مشروطة بموقف سياسي مهادن للاحتلال فنحن في مقدمة المناهضين والمناضلين ضد الاحتلال والعنصرية الإسرائيلية».

همسة:

يُثبت الشعب الفلسطيني كل يوم أنه شعب جبار.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي