النساء نوعان!

تصغير
تكبير

كانت المجتمعات العربية والإسلامية بصفة عامة والخليجية بصفة خاصة تعتبر النساء أساس المجتمع وعماد المستقبل، فهي الأم والأخت والابنة تصلح طباعها كما علّمها أبواها، فهي نتاج تربية الأم والأب فإن صلحوا وأعدوها إعداداً صحيحاً وافياً كافياً لتؤسس أسرتها وتربي أجيالها كما قد ربّاها أبواها، وقد قال البعض من أصحاب الرأي والفكر أن النساء نوعان واحدة تدبر الأمور وتحسن التصرف في حياتها الجديدة مع الزوج الذي ظن بها الخير والصلاح، وواحدة أخرى تدمر وتقلب النهار ليلاً والليل جحيم سهر وخلاف وانشقاق بين أفراد أسرتها.

كما أن هناك من تتحمل تنوع ظروف الحياة وتنحني للعواصف بحب وتواضع وصبر لتجعل من البيئة المحيطة بأسرتها واحة سعادة وبهجة وسرور، بعكس تلك التي لا تحتمل وتريد ممن حولها من زوج وأفراد الأسرة تحمل قصر بصيرتها وتركيزها على مغيرات الدنيا المادية فتشغل نفسها بما يفيض على أسرتها الشيء الكثير من الإهمال ويعكر صفو حياة أبنائها، فيصبح ناتج عملية (واحد ضرب واحد خمسمية) مشكلة ويتحول اللون الأبيض إلى رمادي، فيتخيل من حوّلها أن العشاء أذّن وهو لم يصلِ الظهر بعد.

اليوم فمعظم النساء من حولنا لاهيات منشغلات بما لا نفع فيه ولا خير ولا صلاح حتى وهن يجالسن بعضهن في جلسة نسائية تجد أكثرهن اهتماماً بمن حولها تلك التي تنشغل بهاتفها المحمول الذكي كل خمس دقائق ترد على بعض الاتصالات أو الرسائل، هذا إذا كانت مع صديقتها في جمع نسائي فكيف إذا كانت مع فلذة كبدها الصغير والصغيرة اللذين يعتمدان لكسب مهارتهما الحياتية على الأم وعلى الأب الذي يقضي ثلثي يومه بين ساعات العمل والمسامرة في الديوانية، ويترك ثلث يومه لبيته ويقسمه بين الأكل والشرب والنوم، فكم بقي عندهما من الوقت والحديث للأم والأب ليمنحا أولادهما حقهم في تكسب الخبرة والمهارة والإرشاد؟

هذه الظاهرة السلبية تشكو منها كل المجتمعات في العالم إلا من رحم ربي يخالف ما طرحت من وجهة نظر وهم للأسف الشديد القلة القليلة التي يصفهم البعض بالتخلف وعدم التحضر لأنه لا يستعمل «الفيس» ولا «الانستغرام» وهاتفه من نوع نوكيا القديم... هذا هو واقع الحضارة التي كم تمنيت ألا أراها ولكن وقعت الفأس برأسي وانشق نصفين للأسف الشديد!

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي