أضواء

بين المناظرة الرئاسية الأميركية والانتخابات التشريعية الفرنسية

تصغير
تكبير

شهدت الأيام السابقة حدثين لافتين للانتباه، الحدث الأول المناظرة الرئاسية بين الرئيس الحالي بايدن والرئيس السابق ترامب، ثم الانتخابات البرلمانية الفرنسية. كانت نتائج الانتخابات البرلمانية الفرنسية في جولتها الأولى صدمة للرئيس ماكرون، بعد فوز «التجمّع الوطني» اليميني بالمرتبة الأولى «33.2 في المئة»، تلته «الجبهة الشعبية» التي تمثل اليسار «28.5 في المئة»، وجاء في المرتبة الثالثة «معسكر الرئيس ماكرون» بنسبة «22.1 في المئة» أي بفارق كبير عن الأول.

المثير للدهشة أن فرنسا التي تتباهى بليبراليتها بين شعوب العالم، انقسم شعبها بين طرفين نقيضين، يمين فاشٍ متطرّف متهم بالعنصرية، ويسار في مواجهة الفاشية اليمينية، ليعلن في ذلك عن وفاة الليبرالية الفرنسية بعد سنوات طويلة منذ الثورة الفرنسية لم يستوعب الشعب الفرنسي فيها حقيقة ليبراليته التي لم تكن سوى شعارات زائفة للاستهلاك المحلي والعالمي.

وفي الولايات المتحدة الأميركية، شهد العالم مناظرة لم تكن بالمستوى الذي يليق بدولة عظمى مثل أميركا. فالرئيس الحالي بايدن تبدو عليه معالم الشيخوخة واضحة في تلعثمه عند الكلام وبطء إجابته، وشروده الذهني. وقد اعترف بذلك لكنه يصرّ على أنه يتمتع بسلامة عقله وقدرته على اتخاذ القرار الصحيح. وقد سخر منه ترامب وتحداه بعمل اختبار معرفي لمعرفة مستوى قدراته العقلية، وأنه لا يستطيع بضربة واحدة دفع كرة الغولف 50 ياردة.

أما بايدن فقد اتهم ترامب بالكذب، وبأنه متورّط بعلاقات جنسية غير مشروعة، وأنه خطر على الديموقراطية.

كما وجه ترامب اتهامه لبايدن بأنه تسبب بتعريض الأميركيين لخطر المخدرات والاعتداءات الجنسية واستهلاك الخدمات المتاحة للأميركيين عندما سمح للاجئين الأجانب بدخول أميركا. وأنه أي ترامب لو كان رئيساً لما سمح بالحرب الأوكرانية، أو هجوم «حماس» في السابع من أكتوبر «طوفان الأقصى».

وقد حاول ترامب إظهار نفسه أنه أكثر تعاطفاً ودعماً للصهاينة عندما اتهم بايدن بأنه منحاز للفلسطينيين وضعيف تجاه «حماس».

وبمعنى آخر فإن ترامب لا يعتد بما قام به بايدن من دعم عسكري وسياسي وإعلامي للصهاينة وحرب إبادة متعمدة وما تسببته من عشرات آلاف الضحايا الفلسطينيين من قتلى ومصابين ناهيك عن مئات آلاف المشردين ودمار غزة الواسع.

وبشكل عام لم تكن مناظرة بالمفهوم الصحيح، وإن تخلّلها بعض المواضيع التي تهم المواطن الأميركي مثل التضخم، وتوفير فرص العمل، وخفض العجز في الميزانية، بل عبارة عن هجوم وهجوم مضاد من الطرفين، ومحاولة لإحراج الآخر، واستعراض بطولي شعبوي واضح من قبل ترامب أمام العجوز بايدن.

باختصار، وصل الأمر بالحزبين الديموقراطي والجمهوري إلى مرحلة العجز عن توفير بديلين لهذين المرشحين المجربين، رئيس يعاني من شيخوخة، وآخر عنصري مثير للجدل، يهدّد الديموقراطية، ويتبعه غوغاء متطرّفون، ليضعا الشعب الأميركي أمام خيار صعب!

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي