رسالتي

فراعنة العصر!

تصغير
تكبير

من نماذج الجبروت والطغيان والاستكبار والظلم التي تحدّث عنها القرآن الكريم «النموذج الفرعوني».

فلقد بلغَ التجبّر والظلم والبطش بفرعون إلى الأمر بقتل المواليد الذكور من بني إسرائيل، لرؤيا رآها في منامه، فُسّرت له بأنّ غلاماً من بني إسرائيل سيهدّد مُلكه ويكون سبباً في زواله!

وذُكِر في السنة النبوية صورة أخرى من صور بطشه وهي قصة ماشطة بنت فرعون، والتي أجابت فرعون عندما سألها: مَن ربك؟ بقولها: ربي وربُّك الله!

فما كان منه إلّا الأمر بأن يؤتى بقِدر كبير من نحاس وأن تشعل النار من تحته، ثم يُلقى أطفالها في القدر واحداً تلو الآخر أمام عينيها!

حتى وصل إلى طفلها الرضيع فأشفقت عليه، لكن الله تعالى أنطقه، فقال: «يا أماه اقتحمي فإنك على الحق» فألقت بنفسها وولدها فماتت، رحمها الله.

ما نشاهده اليوم من جرائم وبطش وإبادة جماعية لأهل غزة، على يد نتنياهو وجيشه هو نموذج للفرعونية المعاصرة!

فالكيان الصهيوني برئيسه المعتوه، يمارس أبشع وأشنع الجرائم ضد المدنيين العزل في غزة، قتل آلاف الأطفال والنساء والشيوخ بحجة القضاء على المقاومة!

هدم البيوت على أصحابها، قصف مراكز الإيواء، حرق خيام اللاجئين، تدمير المستشفيات وقطع الماء والكهرباء عنها فيموت الأطفال الرضع في الحاضنات!

محاصرة الناس ومنع وصول المساعدات الغذائية والطبية لهم، فمن لم يمت بالقصف مات بالجوع!

منع إسعاف الجرحى فيظل الجريح ينزف - ولا يستطيع أحد الوصول إليه - حتى يموت!

كما أظهرت الصور استخدام جيشه للمدنيين دروعا بشرية!

ساعده على هذا الطغيان دول استعمارية تمده بالمال والسلاح والإعلام، وأجهزة الاستخبارات، وتمنع إدانته في المحافل الدولية!

كما شجعه على جرائمه الصمت المطبق، والذي أقصى إنجازاته إصدار البيانات، دون تحرك عملي ملموس وواضح، يوقف هذه المجازر!

نحن على يقين بأن الله تعالى سينتقم من فراعنة العصر، كما انتقم من فرعون موسى، حين أهلكه بالغرق وهو في قمة جبروته وطغيانه، فلكل ظالم نهاية.

ثم اقتضت حكمة الله تعالى نجاة جثة فرعون لتكون لكل طاغوت - عبر الزمان - عِبرة وآية «فاليَومَ نُنَجّيك بِبَدَنك لتكون لِمَن خَلْفَك آية».

إنّ اللهَ يُمهِل ولا يُهمِل، وهو سبحانه يُملي للظالم فإذا أخذه لم يفلته.

X: @abdulaziz2002

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي