أردوغان يُندد بالاعتداءات الجماعية على ممتلكات اللاجئين

«إشاعة» تُشعل غضب الأتراك على السوريين في قيصري

إحراق ممتلكات للاجئين سوريين في قيصري
إحراق ممتلكات للاجئين سوريين في قيصري
تصغير
تكبير

- السوريون شهدوا ليلة مرعبة من الاعتداءات والتدمير والحرق

شهد السوريون في مدينة قيصري التركية، ليلة مرعبة بعد اندلاع أعمال شغب وسلسلة اعتداءات وتدمير وإحراق جماعية استهدفت ممتلكاتهم، وذلك على خلفية انتشار أخبار مغلوطة تتعلق باتهام شاب سوري بالتحرش بطفلة تركية.

وتمكنت قوات الأمن التي انتشرت بكثافة من إعادة الاستقرار للمدينة، ليل الأحد - الإثنين، لكن بعد ساعات من الاعتداءات الجماعية التي أسفرت عن أضرار جسيمة بعشرات السيارات والمحال التجارية.

وأبلغ سوريون في المدينة تلفزيون سورية، أن الرعب يتملكهم خصوصاً بعد انتشار فيديوهات بمحاولة شبان غاضبون اقتحام المنازل. وقال سوري في الحي الذي بدأت منه الاعتداءات وأعمال الشغب، إنه شاهد سيارته من نافذة منزله تحترق أمام عينيه بالكامل، وهي كل ما يملك ليعيل أطفاله الأربعة.

وبدأت أعمال الشغب عندما انتشر مقطع مصور لشاب قيل إنه سوري يتحرش بطفلة تركية في أحد المرافق العامة، ما أثار غضب الأهالي.

وعقب ذلك، أقدمت مجموعات من الأتراك على الاعتداء على لاجئين، وإحراق ممتلكاتهم، وتدمير سياراتهم، مطلقين شعارات تطالب بترحيل جميع السوريين.

وتبيّن لاحقاً أن الطفلة ليست تركية، بل سورية، ومع ذلك، لم تتوقف أعمال العنف.

وبحسب صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي معنية بأخبار السوريين في ولاية قيصري، فإن الشاب المتهم مصاب باضطراب عقلي، وهو من أقارب وجيران الطفلة، والحادثة وقعت بدورة مياه عامة في سوق السبت.

وأفادت ولاية قيصري، في بيان، «في 30 يونيو 2024، في منطقة دانشمنت غازي، أقدم شخص سوري على التحرش بطفلة سورية صغيرة. وجرى اعتقال المتهم من قبل وحدات الأمن لدينا، ووضعت الطفلة تحت الحماية من قبل الجهات المختصة».

وأعلن وزير الداخلية علي يرلي كايا، توقيف 67 شخصاً على خلفية أحداث ليل الأحد.

وأكد «لا يمكن قبول أن يقوم مواطنونا بإلحاق الأذى بالممتلكات العامة والخاصة من دون مراعاة النظام العام والأمن وحقوق الإنسان. ولا يمكننا السماح بعداء الأجانب الذي لا يوجد في عقيدتنا، ولا في قيمنا الحضارية، ولا في تاريخ أمتنا العظيمة».

وندد الرئيس رجب طيب أردوغان بالاعتداءات الجماعية.

وقال خلال اجتماع التشاور والتقييم لإدارات حزب العدالة والتنمية المحلي إن الوضع الذي نشأ في قيصري جاء بسبب «الخطاب السام للمعارضة».

وأضاف: «لا يمكن قبول التخريب. اللجوء إلى خطاب الكراهية من أجل مكاسب سياسية هو ضعف. التمييز والتهميش وإثارة العداوة لن يكون لها مكان في سياسة حزب العدالة والتنمية. نحن نسعى لخدمة تركيا سواء كنا في السلطة أو في المعارضة».

وأشار إلى أنه يتوقع «من الفاعلين العقلاء داخل المعارضة بذل الجهد لمنع إحياء الذكريات السيئة من تركيا القديمة».

وأظهرت صور وتسجيلات مرئية صباح أمس، حجم الدمار والأضرار التي لحقت بممتلكات السوريين.

وقال قائد شرطة قيصري أتانور أيدين، في تسجيل مصور، لسكان الحي الذي شهد أعمال شغب: «أعدكم بأنه سيتم اتخاذ جميع الإجراءات ضد المتهم، بما في ذلك ترحيله هو عائلته».

وطالب السكان بعودة المواطنين إلى منازلهم، مضيفاً «سنفعل ما هو ضروري».

وفجرت حادثة قيصري موجة من التصريحات العنصرية ضد السوريين، حيث استغلت أطراف سياسية الحادثة للمطالبة بترحيل جميع اللاجئين، وتبرير أعمال العنف ضدهم.

وطالب نائب زعيم حزب الحركة القومية التركية إسماعيل أوزدمير بترحيل السوريين.

وصرح النائب عن حزب الشعب الجمهوري في قيصري أشكين جينج، في موقع الحادث بأنه «يجب على تركيا وضع سياسة هجرة تهتم بالسلام الاجتماعي على الفور».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي