«بعض المُنْتجين يستغلون الأوضاع من أجل خفض الأجور»

أيمن رضا لـ «الراي»: الكثيرون اعتبروا النسخة العربية من «لعبة الحب»... الأفضل

أيمن رضا
أيمن رضا
تصغير
تكبير

انضم الممثل القدير صاحب التجربة الفنية الكبيرة أيمن رضا إلى الممثلين السوريين الذين يشاركون في الدراما التركية المعرَّبة من خلال مسلسل «لعبة حب».

رضا تحدث في حوار مع «الراي» عن هذا العمل ومواضيع فنية مختلفة، تأتي تفاصيلها في هذه السطور.

* كيف تتحدث عن تجربتك الأولى في الدراما التركية المعرّبة، خصوصاً أنه بدا واضحاً عدم ارتياح الممثلين في الحلقات العشر الأولى، ربما بسبب اختلاف ظروف التصوير بين تركيا وسورية؟

- عادة، نحن نشتغل على مواضيع ثقيلة بينما المواضيع التي تتناولها الدراما التركية المعرَّبة خفيفة على مستوى النصوص. ونحن احتجنا إلى بعض الوقت للتأقلم مع فريق العمل التركي المؤلّف من المخرج والمصوّرين وبقية طاقم العمل، ولكن الجمهور العادي لم يلحظ هذا الأمر.

* ما مضمون العمل بشكل عام؟

- «لعبة حب» عمل خفيف يستهوي الصبايا والشباب الذين يحبون مشاهدة الجمال في الملابس والديكورات، ومتابعة مواضيع الحب التي أصبحت شبه مفقودة في المنطقة. وعلى ما يبدو فإن الناس متعطشون للحب ولذلك يحظى المسلسل بنجاح كبير ونحن تبنيناه كممثلين كي نتمكن من إيصاله إلى الناس، ولذلك لاحظ الكثيرون الفارق الكبير بين النسختين التركية والعربية، وأشاد الكثيرون بالنسخة العربية واعتبروا أنها الأفضل.

* ولكن المسلسل الثاني «في الداخل» ليس عملاً خفيفاً؟

- نعم هو ليس عملاً خفيفاً، ونحن أنجزنا تصويره قبل مسلسل «لعبة حب» لكنه سيُبث بعد الانتهاء من عرضه، ويتمحور موضوعه حول عالم المافيا والعصابات، واستمرّ تصويره عاماً كاملاً. المسلسلان مختلفان تماماً وكل منهما له جمهوره، ونحن عندما نعمل مع «MBC» نعتبر أننا نعمل لكل العالم العربي دون استثناء.

* يبدو أن العالم متعطش للحب وللإثارة أيضاً؟

- وهو متعطش أيضاً لمشاهدة المناظر الجميلة، بسبب مشاهد الخراب من حولنا فضلاً عن تعطشه للاستقرار.

* هل بدأ الممثل السوري الذي لم يغادر سورية يتنفس الصعداء؟

- المشكلة هي أن بعض المُنْتِجين يستغلّون الأوضاع من أجل تخفيض الأجور. المشكلة ليست في عدد الأعمال التي تُنتج بل في تَراجُع الأجور، حيث يتذرع المُنْتِجون بالأزمة الاقتصادية العالمية. ومن هنا فإن غالبية الممثلين المهمين يحاولون عدم التواجد في الدراما السورية.

* وهذا يعني أن الأجر المادي يأتي أولاً بالنسبة للممثل، مع أن غالبية الممثلين يقولون كلاماً معاكساً ويؤكدون أن الأساس عندهم هو النص الجيد؟

- هناك حق. الممثل المبتدئ يحتاج إلى فرصة وهو يمكن أن يقبل بأجر ضئيل، أما الممثل الذي لديه الخبرة والمكانة وجمهور عريض، فمن الصعب أن يقبل بأجر قليل.

* وهل هذا يعني أن هناك محاولة لـ«تطفيش» نجوم سورية من خلال عدم دفع الأجور التي يستحقونها؟

- يجب توجيه هذا السؤال إلى المسؤولين عن هذا الموضوع لأنني لم أتواجد في سورية منذ أكثر من عام ونصف العام، ولا أعرف ماذا يحصل. ولكن بعض المنتجين ممن دخلوا المهنة يحاولون تطفيش الممثلين من خلال الاستعانة بنجوم الصف الثالث في الأدوار الأولى ولكن بالأجور نفسها، ويتم التسويق للعمل ويصبحون هم الأساسيون مع أنهم لم ينجحوا في الوصول إلى الصف الأول، والعمل الغثّ يمكن أن «يطحش» على العمل الجيد.

* في رأيك، ألا يحق لنجم الصف الثالث أن يصبح نجم صف أول في حال أثبت نفسه؟

- طبعا في حال أثبتوا أنفسهم، ولكن عندما يستمرّون لسنوات طويلة وهم يقدّمون هذه الأدوار يتحوّل الأمر إلى نوع من فرض للممثل على الجمهور، وهذا الأمر يحصل في كل المجالات كالغناء والتمثيل وحتى في السياسة.

* أشرتَ إلى عروض من الأردن ودبي وسورية. هل تبقى الأفضلية عندك للدراما السورية المحلية؟

- بل الأفضلية هي للنص الجيد وشركة الإنتاج التي تقدم الفن من أجل الفن.

* وإذا تلقيتَ عرضين بنفس المواصفات، الأول سوري والثاني عربي؟

- أختار العمل الذي يسمح لي بأن أعود إلى بيتي، وأمضي وقتي مع عائلتي عندما أنتهي من التصوير.

* هل تابعتَ مسلسل «ولاد بديعة» خصوصاً أن ابنك وسام كان بين الممثلين المشاركين فيه، وكيف لمستَ أصداءه علماً أنه أثار الجدل بين الفنانين السوريين؟

- هو عمل ناجح ما دام حقق عنصر المُشاهَدة بصرف النظر عن موضوعه واتجاهه. وبما أنه تمكّن من منافسة كل الأعمال التي عُرضت في الموسم الرمضاني فهذا يعني أنه نجح تمثيلاً واخراجاً. المتابعة عنصر أساسي في التلفزيون، وهي يمكن أن تتحقق مرة واحدة كل 10 سنوات.

* ولا شك أنه كان هناك إجماع حول مشاهدته؟

- طبعاً حتى أنه أثّر على كل الأعمال التي صُرف عليها ملايين الدولارات.

* هل تتوقع أن تحقق الدراما السورية مزيداً من التقدم خلال الفترة المقبلة؟

- الدراما هي دائماً في تحسن ولكن تحتاج إلى فرص مناسبة. ومسلسل «مال القبان» كان جيداً أيضاً.

* ولكنه لم يحقق النجاح المتوقع منه؟

- لأنه غاب عن الساحة أكثر مما يجب وكان يفترض أن يُعرض العام الماضي، عدا عن أنه يوجد بعض التشابه بينه وبين مسلسل «ولاد بديعة»، وبعض الممثلين شاركوا في كلا العملين.

* ما رأيك بالأعمال التي يبدأ بتصويرها دون أن يكون النص مكتملاً، وما تأثير ذلك على الممثل؟

- هذا الأمر موجود دائماً، ونحن عانينا منه في تركيا أثناء تصوير مسلسل «لعبة حب» لأننا باشرنا بالتصوير ولم يكن يوجد بين أيدينا سوى 15 حلقة مترجَمة، ولم تصلنا الحلقة الأخيرة إلا قبل يومين من انتهاء التصوير. ولكن فريق العمل لديه «الكروكيه» ويعرف كيف يتصرف عدا عن أن المعطيات يمكن أن تتغير أحياناً بحسب الرقابة.

* وهل الأمر يكون أسهل على الممثل عندما يكون العمل كوميدياً؟

- عندما يكون النص كاملاً يَعرف الممثل خط سير الشخصية ويقدم أداءه على مقاس معين، وأنا لم أشاهد شخصية «سلطان» في النسخة التركية، لأنني لا أحب أن أعيد تقديم شخصية سبق أن شاهدتُها. وعندما كانت تصلني النصوص بعد الحلقة 40 أو 50 كنت أقول ليتني تصرّفت بهذه الطريقة وليس بتلك الطريقة لأنه حصلت انعطافات كبيرة في الشخصية. والممثل يبني أفعال الشخصية بناء على كل صيرورتها، وعندما يكون لديه عدد قليل من الحلقات يصبح الأمر صعباً عليه إذا لم يكن لديه احترافية عالية.

* وكيف كانت التجربة الإخراجية في تركيا؟

- المخرجون الأتراك لديهم طريقتهم الخاصة والإخراج عندهم لديه إضافات، ومخرج مسلسل «لعبة حب» كان متميزاً لأنه حوّل الصورة إلى كوميديا، ونحن استفدنا كثيراً من التجربة، فليس الممثل وحده هو مَن قدم الكوميديا بل الكاميرا أيضاً.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي