الحياة ليست بتلك السهولة التي يتخيّلها الإنسان في صغره، ولا تتحقّق الأحلام الوردية في معظم الأحيان إلّا بعد جهاد وتضحيات.
لم يعد الإنسان المعاصر يقنع بالقليل، بل تحول في بعض الأحيان إلى آلة مدمرة لذاته ولمن هم من حوله بسبب عدم القناعة والرضا بالمقسوم سواءً كان حلواً أو مُراً، وبسبب الجشع الذي يتمكن من بعض النفوس الضعيفة، والتي تكون قد جلبت الدمار لها ولمحيطها.
ماذا لو سلّم الإنسان أموره كافة إلى الله عزوجل؟!، التسليم بما كتب الله لا يعني أن على الإنسان ألا يطور من ذاته ويحقق النجاحات ولكن أيضاً عليه أن يدرك خطورة التجاوز على حقوق الآخرين، وإطلاق شيطان نفسه لأذى من لا يستحق الأذى، خصوصاً عندما يكون باتجاه مَن أحسن إليه في يومٍ ما، هنا ندخل في متاهة أطلقها شيطان هواها لتدمير ذاتها وشحنها بعدم القناعة وأن النجاح هو السعي لتدمير المحيط بمن هم فيه.
وهنا تكمن الخطورة، ماذا لو تم التسليم لله عزوجل؟ ستكون هناك قناعة ينتج عنها نجاحات بتوفيق من الله سبحانه وتعالى «ومَن يتق الله يجعل له مَخرجا»، التسليم لله عز وجل لا يعني الركون إلى الجمود وانتظار ماذا يجلب القدر، بل هو في السعي واليقين بالله بأن النجاح سيكون حليف تلك الخطوات المرتبطة بإيماننا بالله الرحمن الرحيم، (ولكل امرئٍ ما نوى)، يسعى الإنسان في الشر وعدم الرضا بما كتب الله له، فيقع في بئر النهاية أياً كان شكلها ونوعها ولكنها نهاية مؤسفة.
القناعة كنز لا يفنى، والإخلاص في أي عمل فيه الخير الكثير ومردوده هو البركة في رزقه، التسليم لله عز وجل هو من جعل أبطال المقاومة في غزة يمرغون أنوف الصهاينة في الوحل... سلّموا الأمرَ لله، فرحمته وسعت كلَّ شيء... دُمتم بخير.
jaberalhajri8@