هل بات غريزمان مُشكلة فرنسا؟

أنطوان غريزمان
أنطوان غريزمان
تصغير
تكبير

كان المهاجم أنطوان غريزمان مذهلاً في كأس العالم 2022 في قطر، لكن معاناته الحالية تعكس حالة منتخب فرنسا الذي يُعاني من عقمٍ هجومي وندرة في تسجيل الأهداف خلال كأس أوروبا 2024 لكرة القدم في ألمانيا، وذلك قبيل مواجهة بلجيكا، اليوم الاثنين، في ثُمن النهائي في دوسلدورف.

وتأهلت فرنسا وصيفةً من مجموعتها من دون خسارة، لكنها اكتفت بتسجيل هدفين فقط في 3 مباريات، الأوّل عكسيّ كان كافياً للفوز على النمسا في المرحلة الأولى، والثاني من ركلة جزاء سجلها كيليان مبابي في التعادل مع بولندا 1-1 ضمن المرحلة الثالثة، بعد التعادل السلبي مع هولندا.

في ذلك التعادل تحديداً، أهدر غريزمان العديد من الفرص السانحة للتسجيل، ما دفع مدربه ديدييه ديشان إلى إبعاده من التشكيلة الأساسية بمواجهة بولندا.

أداء «الديوك» والنتائج التي سمحت للنمسا بتصدّر المجموعة، وضعتهم في الجانب الصعب من القرعة في الأدوار الإقصائية، ولو أن الخصم المقبل لم يُقدّم هو الآخر المستوى المأمول منه.

ويخوض غريزمان (33 عاماً) بطولته السادسة الكبرى، وهو الذي ساهم بشكلٍ كبيرٍ في وصول منتخب بلاده إلى نهائي مونديال قطر، الذي خسره أمام الأرجنتين بركلات الترجيح.

وغيّر ديشان آنذاك مركزه من مهاجمٍ إلى صانع ألعاب في الوسط لتعويض غياب بول بوغبا ونغولو كانتي بسبب الإصابة.

وجمع غريزمان بين الابتكار واللعب من دون كلل وكان الأفضل في منتخب بلاده حتّى الوصول إلى المباراة النهائية، حيث سرق مبابي الأضواء بتسجيله ثلاثية «هاتريك» في الخسارة أمام ليونيل ميسي ورفاقه.

لكن فارق الأداء بين البطولة القارية والمونديال يبدو شاسعاً، لغريزمان وللمنتخب.

وعانى غريزمان في اللعب خلف المهاجم الصريح في المباراة الودية الأخيرة لفرنسا خلال التعادل السلبي مع كندا قبل المشاركة في البطولة.

وشارك نجم أتلتيكو مدريد الإسباني على الجهة اليسرى في خط وسطٍ من 3 لاعبين في الفوز على النمسا، لكن طُلب منه العودة إلى مركز صانع الألعاب في المباراة الثانية التي غاب عنها مبابي بسبب كسر في أنفه.

ولم يُقدّم المطلوب منه مع المهاجم ماركوس تورام، فوضعه ديشان على مقاعد الاحتياط ثم أشركه لنصف ساعةٍ أمام بولندا.

ونفى ديشان أن يكون هناك مشكلات، بل أشار إلى أن غريزمان الذي لعب مباراته الدولية الأولى بقيادة ديشان تحديداً قبل نحو عقد ووصل إلى 132 مباراة مع «الديوك»، تعامل مع قرار وضعه على مقاعد الاحتياط «مثل لاعبٍ محترف، وبابتسامة».

وكانت تلك المرّة الأولى التي لا يشارك فيها غريزمان أساسياً في بطولة كبرى منذ نهائي كأس أوروبا 2016.

والسؤال المطروح اليوم، ما هو الدور الذي سيلعبه غريزمان أمام بلجيكا، الفريق الذي خسر أمام فرنسا 0-1 في نصف نهائي كأس العالم 2018 في الطريق إلى التتويج باللقب.

وتشير التوقعات إلى أنه سيعود إلى التشكيلة الأساسية لمساندة مبابي العائد بدوره من الإصابة والذي لعب أساسياً أمام بولندا.

ومع وجود مهاجم ريال مدريد الإسباني المنتقل من باريس سان جرمان، تخفّ الضغوطات على غريزمان في مسألة التهديف، ولو أنه يبقى مطالباً بتقديم أفضل مما سبق.

ولم يُسجّل مهاجم برشلونة الإسباني السابق سوى مرّتين في آخر 31 مباراة لمنتخب بلاده.

لكن بالنظر إلى إحصاءات «أوبتا»، فإن معدّل الأهداف المتوقعة له في كأس أوروبا 2024 وصلت إلى 1.84.

وحده مبابي (2.12 من مباراتين) والهدّاف الجورجي جورج ميكوتادزه صاحب 3 أهداف (2.26) لديهما معدّل أهداف متوقعة أكثر.

بكل الأحوال، يبقى تأثير غريزمان في المنتخب الفرنسي كبيراً، وربما الأهداف ستأتي عاجلاً أم آجلاً.

الآن، يعود الأمر إلى ديشان ليُقرّر أين سيلعب غريزمان أمام بلجيكا.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي