أما بعد...

غزة... وانهيار المنظومة

تصغير
تكبير

منذ السابع من أكتوبر 2023، ما زلنا نوثّق المأساة المفجعة التي خطّتها همجيةُ العدوان الصهيوني وشظاياه التي اخترقت الحصون والبطون في أحياء قطاع غزة بأساليب ممنهجةٍ بتدمير البنى التحتية وقتل الشعب الفلسطينيّ بدمٍ بارد متجاهلاً النداءات العربية والإسلامية والدولية لوقف هذا النزيف الحاد والمؤلم.

فعلى مدى تسعة أشهر متواصلة شنّ الكيان الصهيوني حرباً إباديّة مدمّرة على الأحياء الفلسطينية في غزة خلّفت ما يزيد على 37765 شخصاً نحسبهم عند الله شهداء وقرابة 86429 جريحاً بتقارير رسمية صادرة عن المنظمات الدولية، كما أن معظم الضحايا المُسجلين من الأطفال والنساء وكبار السن.

وكان وكيل الأمين العام للأمم المتحدة مارتن غريفيت، قد صرّح في وقت سابق في مقر الأمم المتحدة في جنيف بأن وضع الأمن الغذائي في غزة «لا يُحتمل» داعياً الأطرافَ بفتح جميع المعابر والسماح بدخول المساعدات بشكل كافٍ مؤكداً على ضرورة أمن وسلامة قوافل المساعدات وخفض التصعيد، ومحذراً من استهداف القوافل الإغاثية.

كما نلاحظ منذ بداية الحرب العام الماضي، ينهج العدو حرب المستشفيات باستهدافه المنظومة الصحية والنقاط الطبية التي انهارت بشكل كبير ومأسوي وسط انتشار الأمراض والنقص الحاد بالأدوية بعد خروج المستشفيات عن نطاق الخدمة، بالإضافة لفقدان الغذاء الذي أذن لشبح المجاعة أن يدخل قطاع غزة، والذي ساهم بانتشار الأوبئة مهدداً حياة أكثر من مليون طفل في غزة، توازياً مع شبح الموت الذي يحصد الأرواح بلا هوادة. وقد أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن فقدان 70 % من الأدوية الأساسية محذّرةً من نفاد وشيك للأدوية الخاصة بالأمراض التخصصية مثل السرطان والفشل الكلوي.

كما صرّحت أيضاً أنّ المستشفيات كافة في غزة مدمرةٌ ومستهدفة، وأن هناك ما يقارب 26 ألفاً من المرضى قد قدّموا طلبات لتلقي العلاج في الخارج ومازالت طلباتهم معلقة.

وقد قدمت هيئة الأمم المتحدة تقريراً يوثق التصنيف المرحلي في قطاع غزة مفاده أن قرابة مليون ونصف المليون من سكان قطاع غزة يواجهون «جوعاً كارثياً»، كما حذّرت في تقاريرَ سابقة من انعدام الأمن الغذائي العام.

كما أطلق المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني، صرخة استغاثة وذلك خلال المنتدى العالمي للاجئين معلناً من خلال ذلك المنتدى أن عدد الأطفال المحاصرين في رفح يزيد على 600 ألف طفل ليس لديهم مكان آمن.

وعلى الصعيد السياسي فما زالت أبواب الساسة موصدة، حيث إن المفاوضات الدولية تحقّق فشلاً جليّاً لوقف إطلاق النار بسبب تملّص قادة الاحتلال الإسرائيلي من تقديم التزامات تساعد المساعي الدولية لوقف أعمال العنف مع تأكيدهم على مواصلة هذه الحرب الهمجية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل.

X: @Fahad_aljabri

Email: Al-jbri@hotmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي