من بَذَخ المتوكل

تصغير
تكبير

المتوكل، بنى لنفسه قصوراً خيالية هي:

باركوارا، والشاه، والعروس والبركة، والمختار، والجوسق، والجعفري حتى فاقت 30 قصراً.

جلب من بلاد فارس المهندسين، والبنائين وأصحاب النقوش والنحت والرسامين، وأُقيمت ورش لنحت الصخور والرخام.

وله قصر القلاية جوار الديارات الذي يطل على البساتين والرياض والغدران.

بعد عهد الخلفاء الراشدين الذين عاشوا بشظف العيش، وسكنوا بيوتاً من الطين وفروع الأشجار والنخيل وناموا على التراب... حتى جاء العهد الأموي وتلاه العباسي بالبذخ والنفقات العالية، كل من بيت المال في قصورهم...

وشق المتوكل القنوات النهرية لقصوره.

وقال عبيدالله بن أحمد بن (خرداذبّة) مقابل هذا البذخ عاشت الشعوب الإسلامية في (فقر مدقع) وكثير منهم كان يعيش بالعمل، بالسخرة على فتات الخبز... مراجع عديدة تحدثت عن البذخ الخيالي، (جمهرة أنساب الفرس، والمسالك والممالك واللهو والملاهي).

وأنفق الخليفة على قصوره من الأموال لو وزّعت على الشعوب لأغنتهم.

ذكر (خرداذبّة) قصور المتوكل التي بلغت حوالي عشرين قصراً بلغت تكاليفها مئتي ألف، ألف وأربعة وسبعين ألف ألف درهم، قولهم ألف ألف بمعنى المليون.

وكان يدعو قادته ووزراءه لمجلس الشراب في بركة (باركوارا) وارتدى المتوكل (شاه كلاه) وهو تاج فارسي من الذهب والحُلي والجواهر.

ودعا يوماً عبيد الله بن يحيى بن خافان، وطلب منه أن يضرب له دراهم زنة كل درهم حبتان وسأل المتوكل كم المقدار من الدراهم، فقال له (خمسة ألف ألف درهم)... أي خمسة ملايين، وكان خدم المتوكل سبعمئة، وكل واحد منهم يرتدي قباء وقلنسوة، كل مجموعة بلون من الأزياء... ونصب له بناء له أربعون باباً... ومجلس الشراب احتوى على البذخ في المال ونثر الدراهم بين جلسائه والخدم.

وحوله برج مرصّع بالصور على طرق ملوك الفرس... وتوسطت البناء شجرة من الذهب وحولها أشجار من الفضة... وله غابة من أشجار الفضة.

وحوله تماثيل للسباع والنسور والطيور... وكان هذا يوم أنسه سنة تسع وثلاثين ومئتين، وأمر بفرق للغناء والرقص.

بعد هذا البذخ والزينة من الذهب والفضة جاء الليل ولم يجئه النوم، فدعا بدهن البنفسج الذي يزيد ثمنه على الذهب، وبات أسبوعاً استعصى عليه النوم، وأدركته الحمى الشديدة.

هذا الموضوع احتوى على مقالات عدة في مجلة (الرسالة) لأحمد حسن الزيات، سنة 1940... كتب فيه صلاح الدين المنجد، والنشاشيبي.

وكتبتُ من قبل عن صورة أخرى للبذخ في غابة من الفضة فيها تماثيل كل الحيوانات والطيور... كل هذا من بيت مال المسلمين الفقراء.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي