إياك ورفاق السوء!

تصغير
تكبير

كنتُ معتقداً في بداية الأمر أن السّكوتَ أفضل من الكلام، وأخذت قراري بعدم التطرق أو طرح هذا الموضوع الذي عنونته (برفقة السوء) المبني على المصالح المادية والمكاسب الشخصية وأخذك إلى طريق الهاوية والخطأ لا سمح الله، ولكن غيّرت رأيي عندما رأيت صور الأبناء والأجيال تُعرض أمامي تحمّلني مسؤولية عدم النصيحة بصفتي الجد والأب والأخ والصديق فقرّرت طرح موضوع اختيار الصديق وتحاشي رفقة السوء.

الحديث بعد أن تخطيت عقدي السابع ولي تجاربي وخبرتي في الدنيا التي تخرّجت منها بعد صراع وتعب وعناء في الكثير من مناحي الحياة، فرأيت أن النصيحة هنا واجب ملح للعمل على حماية أبنائنا أجيال المستقبل والتقليل من مخاطر وأضرار تلك العلاقات المبنية على المصالح الدنيوية والمادية وسوء التصرفات، خاصة لأن الأمر المبني على الطمع والأنانية نهايته خطرة يزيدنا زعلاً وخصاماً وفراقاً مع احتمال التشهير.

وانتشار الخبر بشكل غير صحيح يضر بسمعة الطرفين أو الرفيقين، فمن رافق بهدف الكسب والانتفاع فتجاربه خاسرة ومن اعتمد على كسب قوته بالخداع والتضليل واتخذ الطريق الأعوج خاسر دون شك، فاختر الأخ والصديق الصالح لتكون في مأمن من النهايات المحزنة، فلا مال يدوم ولا جاه ولا يأخذ أحد من الدنيا إذا غادرها غير العمل الصالح والسمعة الطيبة.

فالحرص كل الحرص على اختيار الرفيق الصالح الصادق الغني عن كل ملذات الدنيا. الصديق النافع هو الذي إذا غبت حفظك، وإذا حضرت أسرك، وإذا تحدث أمتعك، وإياك من الذي يأخذ ولا يعطي ولا يسد غيبتك ولا يحفظ سرك ولا يصون معك وعداً ولا عهداً ويقضي يومه يقرض في سير الناس وأسرارهم زوراً وكذباً، فذاك والله هو رفيق سوء فاحذره واجعل بينك وبينه سد (يأجوج ومأجوج) أساسه قِطر ونُحاس وحديد يجمع بين الصّدفين، واستعذ بالله على أن يعينك على ما ابتليت ويبعدك ويحميك إذا كنت ممن وقع في الفخ وسقطت الفأس في الرأس.

هنا، ما لك غير الله ندعوه مُخلصين أن ينجيك من شرها ويقيك بأسها هذه الصحبة السيئة، ويخفف عليك ويقويك على تحمل عواقب هذه الرفقة التي لا ولن تجني منها غير خسارة الدنيا والآخرة.

اللهمّ احفظنا وذريتنا من رفاق السوء وشياطين الإنس...

اللهمّ آمين.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي