بوحبيب «يهاجم» الدول لتحذيرها رعاياها من زيارة لبنان

ميقاتي يقرّ «نعم نحن في حال حرب»

ميقاتي خلال جولته الجنوبية (أ ف ب)
ميقاتي خلال جولته الجنوبية (أ ف ب)
تصغير
تكبير

- بوحبيب اعتبر تحذيرات الدول «زَرْعاً للقلق بين المواطنين والزائرين للبنان» ودعاها لـ «الاستعاضة عنها بمواقف تَضامُن»

في الوقت الذي تُقرع طبول حربٍ واسعةٍ بين «حزب الله» وإسرائيل يحذّر المجتمع الدولي من احتمالات الانزلاق إليها وتنخرط واشنطن في مساعٍ لا تهدأ لكبْحها، انبرى وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية عبدالله بوحبيب إلى موقفٍ اتسم بـ«الغرابة»، واتّهم فيه الدول العربية والغربية التي حذّرت رعاياها من السفر إلى لبنان ودعت الموجودين فيه للمغادرة بأنها تزرع في بياناتها «القلقَ بين المواطنين والزائرين»، ومطالباً إياها بالاستعاضة عن هذه البيانات «بمواقف تَضامُن مع لبنان تعبّر عن الوقوف إلى جانبه في وجه الحملة الممنهجة من الضغط النفسي».

وجاء موقفُ بوحبيب الذي أجْرى في اليومين الماضييْن في بروكسيل مباحثات مع مسؤولين في الاتحاد الأوروبي، من ضمن جولةٍ له وُضعت في سياق «متابعة مساعي لبنان لخفض التصعيد وتجنّب حرب واسعة في الجنوب تنذر بحرب إقليمية مفتوحة»، في الوقت الذي كرّت في الأيام الأخيرة سبحة التحذيرات من دول عربية وغربية، حضّت مواطنيها على تجنُّب السفر إلى لبنان ومغادرته ما دامت الرحلات التجارية متوافرة، وذلك ربطاً بالأوضاع التي تنذر بتصعيد المواجهات بين إسرائيل و«حزب الله» الذي كان فتح في 8 أكتوبر «حرب مشاغَلة» إسناداً لغزة.

وبحسب المكتب الإعلامي لبوحبيب، فهو «تابع موضوع بيانات التحذير من السفر إلى لبنان الصادرة عن بعض الدول الشقيقة والصديقة، نتيجة ما يتعرّض له لبنان من تهديدات إسرائيلية متواصلة»، داعياً إلى «أن يُستعاض عن تلك البيانات التي تزرع القلق بين المواطنين والزائرين بمواقف تَضامُنٍ مع لبنان تعبّر عن الوقوف إلى جانبه في وجه تلك الحملة الممنهجة من الضغط النفسي، والسعي الدؤوب من خلال تكثيف الجهود والضغوط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها العسكرية والحرص على أمن لبنان واستقراره وسلامة أراضيه».

وكان بوحبيب تلقى اتصالاً من وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، استعرضا فيه التطورات الأخيرة، لا سيما التهديدات الإسرائيلية المتلاحقة بشن حرب على لبنان.

وجرى التداول في «مضمون البيان الصادر عن الخارجية الأردنية الخاص بدعوة الرعايا الأردنيين إلى تجنب السفر إلى لبنان».

وعبّر بوحبيب لنظيره الأردني عن «تعويل لبنان على ما عهده من الأردن الشقيق من مواقف داعمة تعزز الموقف اللبناني وترفع من معنويات مواطنيه في هذا الظرف الدقيق».

واستوقف أوساطاً مطلعة أنه صودف «إنكار» بوحبيب لمخاطر الواقع اللبناني وخروجه عن «الأصول الديبلوماسية» في مخاطبة دول عربية وغربية حريصة على رعاياها وصولاً إلى «إملائه» كيفية تعاطيها مع لبنان، مع إقرار رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بـ «نعم نحن في حالة حرب وهناك عدد كبير من الشهداء من مدنيين وغير مدنيين والعديد من القرى المدمّرة بسبب العدوان الإسرائيلي»، آملاً «عدم توسع الحرب في جنوب لبنان».

وأتت مواقف ميقاتي خلال جولة له أمس في الجنوب، تضمنت ثلاث محطات أساسية في مدينة صور، الأولى في مقر قيادة قطاع جنوب الليطاني في الجيش، والثانية مراكز الامتحانات الرسمية في المدينة، والثالثة في غرفة الطوارئ الصحية في مركز اتحاد بلديات صور.

وقال من مقر قيادة قطاع جنوب الليطاني في الجيش: «أهنئ شجاعتكم وتضحيتكم ونحن كسلطة سياسية الى جانبكم بكل ما للكلمة من معنى، وسنظل كذلك. التهديدات التي نشهدها هي نوع من الحرب النفسية، والسؤال الذي يتردد على كل الألسن هل هناك حرب؟ نعم نحن في حالة حرب وهناك عدد كبير من الشهداء من مدنيين وغير مدنيين والعديد من القرى المدمّرة بسبب العدوان الإسرائيلي».

وأضاف: «عندما بدأت الامتحانات الرسمية للتعليم المهني، وصلتنا عبر مواقع التواصل الاجتماعي تهديدات بقصف مراكز الامتحانات، وأظهرت التحقيقات التي قامت بها مديرية المخابرات أنه ربما يقف خلف هذه التهديدات طلاب متضررون. والأمر ذاته يتكرر على مستوى الوطن، حيث تتصاعد حدة الحرب النفسية، ولكن بإذن الله فإن وطننا سيتجاوز هذه المرحلة لنصل الى نوع من الاستقرار الدائم على الحدود بشجاعتكم وبسالتكم وبتضحياتكم. حمى الله هذا الوطن وشعبه».

ولفت إلى «أن هناك حاجة حتماً لزيادة عتاد الجيش اللبناني والجنود لتطبيق كامل للقرار 1701 الذي نتمسك ونلتزم به، لأنه باب لإرساء نوع من الاستقرار الدائم في جنوب لبنان».

وقال: «نتمنى في هذا الظرف الصعب أن تمرّ الأمور بخير على هذا البلد وإن يبتسم الجنوب وكل لبنان وبإذن الله سيبتسم. يقولون لنا حرب... نحن نرى ... لدينا دمار وشهداء ونتمنى ألا تتوسع الحرب وبإذن الله لن تتوسع وننظر إلى استقرار طويل الأمد في جنوبنا الحبيب».

وأكد «نحن دائماً دعاة سلم وخيارنا خيار السلام وتطبيق القرار 1701، وعلى إسرائيل أن توقف اعتداءاتها المتكررة على لبنان وتوقف الحرب في غزة وان يطبق الجميع القرار الدولي رقم 2735».

وتابع رداً على سؤال: «لا ننتظر هذه الزيارة للتضامن مع الجنوب وأهله، فنحن متضامنون معهم بالكامل ونتابع أوضاعهم دائما. نحن إلى جانب أهلنا. المقاومة تقوم بواجبها، والحكومة اللبنانية تقوم بواجبها وهدفنا أن نحمي البلد بكل ما للكلمة من معنى».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي