مناظرة الخميس «الكارثية» تُنهي حالة الإنكار في صفوف الديموقراطيين

بايدن يواجه تمرّداً علنياً... فهل يتكرّر سيناريو 1968؟

بايدن وترامب في مناظرة «سي إن إن» (رويترز)
بايدن وترامب في مناظرة «سي إن إن» (رويترز)
تصغير
تكبير

- بايدن فقد سلسلة أفكاره وأدلى بتعليقات محيّرة بدلاً من إبراز هالة السلطة والقوة
- اختيار بديل قد يقود إلى «اضطرابات سياسية» ما لم يقرر بايدن بنفسه التنحي

مع نهاية المناظرة الأولى بين المرشحين للرئاسة في الانتخابات الأميركية المقررة في الخامس من نوفمبر المقبل، يبدو أن «حالة الإنكار» انتهت في البيت الأبيض، إذ لم يعد بإمكان المقربين من الرئيس الديموقراطي جو بايدن أن يتجاهلوا ببساطة المخاوف في شأن قدرته بعد أدائه غير المستقر في مواجهة مساء الخميس مع الرئيس السابق الجمهوري دونالد ترامب، ما أثار تساؤلات بشأن إمكانية اختيار مرشح بديل.

وبصوت أجش بسبب إصابته بنزلة برد، بدا بايدن في واحدة من أكثر المناظرات الرئاسية إثارة للجدل في الولايات المتحدة، سريعاً في حديثه عن بعض النقاط خلال المناظرة وتعثر في بعض الإجابات، فيما بدا أقل ثقة في البعض الآخر.

والجمعة، اعترف بايدن، (81 عاماً)، بأنه لم يعد شاباً، وبأنه فقد خطوة في مناظرة الساعة ونصف الساعة، حتى عندما قدم حجة أكثر قوة لنفسه في تجمع حاشد في كارولينا الشمالية.

وقال «لم أعد أسير بسهولة كما كنت أفعل سابقاً. لم أعد أتكلم بطلاقة كما كنت أفعل سابقاً. لم أعد أناظر بالجودة السابقة نفسها، لكنني أعلم كيفية قول الحقيقة».

وأضاف: «أعلم الصواب من الخطأ. أعلم كيفية القيام بهذه المهمة. أعلم كيفية إنجاز الأمور. أعلم، كما يعلم ملايين الأميركيين، أنك حين تسقط فإنك تنهض مجدداً».

وفي المناظرة كان بايدن المقيد على خشبة المسرح في أتلانتا، هو الشخص الذي لا يحب مستشاروه رؤيته، حيث يخلط كلماته ويفقد سلسلة أفكاره، ويدلي بتعليقات محيرة ويحدق وفمه مفتوحاً بدلاً من إبراز هالة السلطة والقوة المتوقعة من القائد الأعلى.

«أداء سيئ»

ووصف الرئيس السابق باراك أوباما، الجمعة، أداء بايدن بأنه كان «سيئاً»، إلا أنه أكد أنه مستمر في دعمه.

وكتب على منصة «إكس»: «الأداء السيئ في المناظرات وارد. ثقوا بي، فأنا أعرف».

لكن العديد من الديموقراطيين المستائين، بما في ذلك البعض في إدارته، يتساءلون كيف وصل الأمر إلى هذا الحد، وانتقدوا فريق الرئيس، لأنه سمح بحدوث ذلك.

وأقرت مديرة العلاقات العامة السابقة لبايدن، كايت بيدينغفيلد، بأن «أداء (الرئيس) خلال المناظرة كان مخيباً للأمل حقاً، ليست هناك طريقة أخرى لقول ذلك».

وقال ديفيد أكسلرود، الذي كان أحد كبار مستشاري أوباما، صباح الجمعة «كانت ليلة صادمة نوعاً ما لأننا سمعنا أنهم كانوا يستعدون وما إلى ذلك. كانت الدقائق العشر الأولى كارثية، ومن الصعب أن نفهم كيف حدث ذلك».

لكن الطلب من بايدن عدم الترشح سيكون صعباً للغاية بالنسبة لمساعدي الرئيس، رغم أن استطلاعاً للرأي كشف أن غالبية الأميركيين ترى أن من الضروري استبدال بايدن بمرشح آخر عن الحزب الديموقراطي.

والأشخاص الوحيدون الذين يعتقد المستشارون أن لهم تأثيراً عليه بشأن مثل هذا القرار العميق هم أفراد الأسرة، خصوصاً السيدة الأولى جيل بايدن، التي تردد انها شجعت بقوة حملة إعادة انتخابه، وشقيقته فاليري بايدن أوينز، التي كانت مستشارته السياسية خلال السنوات التي قضاها في مجلس الشيوخ.

كما دعت صحيفة «نيويورك تايمز»، بايدن إلى العدول عن الترشح للانتخابات، معتبرة ذلك «أكبر خدمة يمكن أن يقدمها لبلاده»، وشنت في الوقت نفسه هجوماً حاداً على ترامب، واعتبرته «شخصية غريبة الأطوار ومهتمة بمصالحها الذاتية ولا تستحق ثقة الجمهور».

وذكرت في تقرير أن الديموقراطيين بإمكانهم بالفعل اختيار بديل، لكن من المرجح أن يقود ذلك إلى «اضطرابات سياسية» في الحزب، ما لم يقرر بايدن بنفسه التنحي، وفق شروطه الخاصة.

وأشار تقرير لصحيفة «وول ستريت جورنال»، إلى أن المناظرة أثارت حالة من القلق في أوساط حلفاء بايدن، مما دفع مشرعين ومانحين أثرياء للتفكير «في ما إذا كان يجب أن يظل بايدن» مرشحاً.

كما لفت تقرير لـ «فرانس برس» إلى حديث وسائل الإعلام الأميركية عن «ذعر» حقيقي خلفته المناظرة في صفوف الديمقراطيين، قبل 4 أشهر من الانتخابات، وقبل نحو 6 أسابيع من المؤتمر المفترض أن ينصب فيه الرئيس الأميركي مرشحاً رسمياً للحزب.

هل يمكن استبدال بايدن؟

وأوضح تقرير «نيويورك تايمز»، أن الإجابة المختصرة عن سؤال إمكانية اختيار مرشح بديل لبايدن هي «نعم»، لكن مع افتراض أنه اتخذ قرار التنحي بنفسه، مضيفة أنه لو قرر الاستمرار في السباق، فإن الإجابة المختصرة «ربما تكون لا».

وأشار التقرير إلى أنه سيكون هناك «قتال» حول المرشح البديل في ظل «الانقسامات الأيديولوجية المتفاقمة» في الحزب بالفعل، مما سيضعف المرشح المستقبلي.

وإذا قرر بايدن الانسحاب، سيجتمع الديموقراطيون، في أغسطس المقبل، في شيكاغو في ما يعرف بالمؤتمر «المفتوح»، حيث سيعاد خلط الأوراق، ولا سيما أصوات المندوبين الذي صوتوا للرئيس.

سيناريو غير مسبوق

وسيكون هذا السيناريو، إن حصل بالفعل، غير مسبوق منذ عام 1968، حين تعيّن على الحزب إيجاد بديل عن الرئيس ليندون جونسون، بعد أن سحب الأخير ترشحه في خضم حرب فيتنام.

وتم ترشيح نائب الرئيس حينها هوبرت همفري، الذي خسر الانتخابات أمام الجمهوري ريتشارد نيكسون.

جيل لجو: لن ندع 90 دقيقة تُحدّد السنوات الرئاسية الأربع

كشفت السيدة الأميركية الأولى جيل بايدن، الجمعة، عما قاله زوجها الرئيس جو بايدن، لها عقب انتهاء مناظرة الخميس الرئاسية.ولفتت في حفل لجمع التبرعات في نيويورك: «قال بايدن لي، تعلمين يا جيل، لا أعرف ما حدث لم أشعر أنني بحالة جيدة».وأضافت أنها ردت عليه «انظر يا جو، لن ندع 90 دقيقة تحدد السنوات الأربع التي قضيتها كرئيس».وفور انتهاء المناظرة التي استمرت 90 دقيقة، احتضنت جيل بايدن زوجها في استوديو شبكة «سي إن إن».

بدلاء محتملون

ظل الحزب الديموقراطي يدافع بشكل متواصل خلال الأشهر الأخيرة عن الانتقادات التي تطول الرئيس الأميركي بسبب تقدمه في العمر، لكن هذا الأمر تغيّر بعد المناظرة الأولى بين جو بايدن وسلفه دونالد ترامب، وفق تقرير لصحيفة «واشنطن بوست».

وسلط التقرير الضوء على أسماء شخصيات يمكن أن تكون بديلة لبايدن في الانتخابات المقبلة، ورصد 10 أسماء، على رأسها نائبة الرئيس كامالا هاريس.

وأشارت الصحيفة إلى أن من الصعب ألا تكون هاريس هي البديل لبايدن، «ما لم تقرّر بنفسها عدم الترشح».لكن التقرير أوضح أن المشكلة تتمثل في أنها «لا تحظى بشعبية كبيرة» مثل بايدن، حيث أظهرت استطلاعات أخيرة أن «نسبة عدم قبولها تتجاوز معدل قبولها، ما بين 18 و16 نقطة».

الاسم الثاني المطروح هي حاكمة ولاية ميتشيغن غريتشن ويتمر، التي أشارت «واشنطن بوست» إلى أنها المرشحة الثانية بعد هاريس.كما أن وزير النقل بيت بوتيغيغ، من بين الأسماء المحتملة، وهو الذي كاد يفوز في منافسات الترشيح الرئاسي في ولايتي أيوا ونيو هامبشاير في الانتخابات التمهيدية السابقة عام 2020.

وأشارت الصحيفة إلى أن مشكلته تتمثل في أنه «لا يحظى بدعم بعض الأطياف، خصوصاً الناخبين السود، حيث حصل على القليل من الدعم من تلك المجموعات في انتخابات 2020 التمهيدية».

وظهرت من بين المرشحين المحتملين أيضاً، أسماء حاكم بنسلفانيا جوش شابيرو، حاكم كولورادو جاريد بوليس، حاكم كاليفورنيا جافين نيوسوم، والسيناتور عن ولاية جورجيا رافاييل وارنوك.

كما أن هناك خيارات «خيالية»، وفق وصف «واشنطن بوست»، مثل السيدة الأولى السابقة ميشيل أوباما. ويبرز أيضاً اسم كل من المشرعة من مينيسوتا إيمي كلوبوشار، وحاكم ولاية كنتاكي آندي بشير.

نحو 48 مليون مشاهد

أظهرت بيانات أولية من شركة «نيلسن» أن نحو 48 مليون شخص شاهدوا مناظرة ليل الخميس الرئاسية، بين الرئيسين الحالي جو بايدن والسابق دونالد ترامب.

ويشير الرقم إلى أن العدد النهائي للجمهور سيكون أقل بنحو الثلث من 73 مليون شخص تابعوا أول مناظرة بين المرشحين في 2020، وفق «رويترز».

وستكون هذه من بين 3 مناظرات رئاسية نالت أقل نسب مشاهدة منذ العام 1976.

وقد يكون العدد الضئيل نسبياً مقارنة بمناظرات سابقة في دورات انتخابية مؤشراً إلى ضعف حماس الناخبين لكلا المرشحين. ولا يشمل العدد النطاق الكامل للمشاهدين عبر الإنترنت، وتزايدت شعبية المشاهدة عبر الإنترنت مع انكماش جمهور التلفزيون التقليدي، وفق «رويترز» أيضاً.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي