المرشحان للرئاسة الأميركية لم يتصافحا وتبادلا الهجوم والاتهامات

قضايا غزة وأوكرانيا والاقتصاد تصدرت مناظرة بايدن وترامب

تصغير
تكبير

انطلقت المناظرة التاريخية بين الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس السابق دونالد ترامب في أول مواجهة مباشرة بينهما قد تكون حاسمة في السباق المحتدم إلى البيت الأبيض.

ولم يتصافح الرئيس جو بايدن والرئيس السابق دونالد ترامب عندما دخلا مرحلة المناظرة.

والتقى المرشحان آخر مرة في مناظرة في عام 2020، حيث لم يتصافحا أيضًا بسبب بروتوكولات كوفيد-19.

بايدن.. متردد

وخلال نصف الساعة الأولى من المناظرة بدا بايدن أجشأ ومترددا في بعض الأحيان وتعثر في الحديث أكثر من مرة، في حين كان ترامب يشن هجوما تلو الآخر يتضمن العديد من المعلومات المغلوطة المتكررة على غرار الادعاء بأن المهاجرين ينفذون موجة جرائم وأن الديمقراطيين يدعمون قتل الأطفال.

حرب غزة

وانتقد ترامب سياسات بايدن التي زعم أنها تسببت في حدوث هجوم السابع من أكتوبر، وذكر أن إدارته السابقة جففت كل الإيرادات لطهران، ما جعلها غير قادرة على دعم حماس أو أي جماعات مسلحة في المنطقة.

من جانبه، قال بايدن إنه في عهد ترامب هاجمت إيران مئات الجنود الأميركيين وتسببت في إصاباتهم.

وأضاف أن «مجلس الأمن ومجموعة السبع وحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وافقوا على خطة مقترحة بثلاث مراحل. وحماس تريد استمرار الحرب».

وأشار إلى أنه «يضغط بشدة لجعل حماس توافق على الخطة»، ودافع عن قراره بتعليق إرسال قنابل تزن 2000 طن (أكثر من 900 كيلوغرام)، لأنه من الصعب أن تستخدم في مناطق مأهولة.

وأكد أن الولايات المتحدة أكبر داعم لإسرائيل، مضيفا أنه «تم إضعاف حماس، وعلينا القضاء عليها».

ورد ترامب بدوره بالقول إن «بايدن يقول إن حماس هي التي لا تريد وقف إطلاق النار، ولكن إسرائيل هي التي لا تريد وقف إطلاق النار، عليهم إنهاء الأمر»، ووصف بايدن بـ«الفلسطيني السيء».

ولم يجب الرئيس السابق دونالد ترامب بشكل مباشر عما إذا كان سيدعم قيام دولة فلسطينية مستقلة لإنهاء الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة. مجيبا: «يجب أن أرى»، قبل أن ينتقل للحديث عن الصفقات التجارية مع الدول الأوروبية.

روسيا وأوكرانيا

وانتقد ترامب سياسات بايدن تجاه حرب أوكرانيا، قائلا: «لو كان هناك رئيس حقيقي يحترمه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لما غزا أوكرانيا».

وأضاف «كان بايدن سيئا في أفغانستان، وبوتين راقب هذا وراقب عدم الكفاءة، وعندما شاهد ذلك، قال إنه سيذهب ليغزو أوكرانيا فهذا حلمه».

وأكد أن «شروط بوتين غير مقبولة، ولكن الحرب كان يجب ألا تبدأ».

وأضاف «بايدن أعطى 200 مليار دولار لأوكرانيا»، واصفا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي بـ«أفضل بائع» لأنه «كلما يأتي لواشنطن يحصل على المليارات».

وقال موجها حديثه لبايدن: «ما كان يجب أن تنفق هذه المليارات»، مؤكدا أن الحرب «ستنتهي قبل استلامه لمنصبه».

من جانبه، رد بايدن بأن إدارته أخرجت «أكثر من 100 ألف وغيرهم من أفغانستان جوا، وما يحصل في أوكرانيا كان بتشجيع ترامب لبوتين ليفعل كل ما يريد».

وقال إن «بوتين أراد السيطرة على كييف في أيام، ولكنه لم يتمكن من ذلك وخسر الآلاف».

ووصف بايدن بوتين بـ«مجرم حرب قتل الآلاف، ويريد إعادة الإمبراطورية السوفيتية ولن يتوقف عند أوكرانيا لو نجح في الحرب سيستمر إلى دول أخرى».

وأكد ترامب أن شروط بوتين لحل القضية الأوكرانية «غير مقبولة».

الانسحاب من أفغانستان

ووصف ترامب سحب الرئيس جو بايدن للقوات من أفغانستان بأنه «اليوم الأكثر إحراجًا في تاريخ حياة بلادنا».

وقال ترامب: «كنت أخرج من أفغانستان، لكننا كنا نخرج بكرامة وقوة وقوة».

وجاء تصريح ترامب بعد تعليق من بايدن، الذي قال عن سلفه: «عندما كان رئيسا، كانوا لا يزالون يقتلون الناس في أفغانستان. ولم يفعل شيئا حيال ذلك».

مع العلم أن وزارة الخارجية الأميركية أصدرت تقرير مراجعة ما بعد العمل في أفغانستان الذي طال انتظاره في يونيو 2023، والذي وجد أن قرارات كل من إدارتي ترامب وبايدن بسحب جميع القوات الأميركية من أفغانستان كانت لها عواقب وخيمة، وشرح بالتفصيل أوجه القصور الدامغة من قبل إدارة بايدن مما أدى إلى الانسحاب الأميركي القاتل والفوضوي من ذلك البلد بعد ما يقرب من عقدين من الزمن على الأرض.

وكشف تحقيق أجرته شبكة «سي إن إن» في أبريل الماضي عن دليل فيديو جديد يقوض تحقيقين قام بهما «البنتاغون» في الانسحاب، مما أثار تساؤلات جدية لـ«البنتاغون»، الذي استمر في رفض الأدلة المتزايدة على مقتل مدنيين بالرصاص.

«الحرب العالمية الثالثة»

وقال ترامب: «بايدن سيقودنا إلى الحرب العالمية الثالثة. بوتين وكيم جونغ أون لا يخشونه».

ورد بايدن: «إذا كنت تريد حربًا عالمية ثالثة، فقط قل لبوتين (افعل ما يحلو لك مع الناتو)»، في إشارة إلى تصريح سابق لترامب.

تغير المناخ

وتجاهل ترامب إلى حد كبير سؤالًا حول تغير المناخ ليهاجم الرئيس بايدن في شأن الاقتصاد والهجرة.

وقال بايدن: «لم يفعل ترامب شيئًا على الإطلاق من أجل البيئة».

بايدن يتعثرعند تلقيه سؤالًا حول خيبة أمل الناخبين السود من إدارته، تعثر الرئيس بايدن في الإجابة وأشار إلى قائمة طويلة من السياسات مثل تكاليف رعاية الأطفال.

الهجرة

واتّهم بايدن سلفه دونالد ترامب بـ«المبالغة» و«الكذب» في شأن أزمة الهجرة في الولايات المتحدة، فيما شن ترامب هجومًا على بايدن بخصوص سياسات الحدود.

وأشار ترامب إلى أن إدارة بايدن شهدت أكثر من 7.9 مليون مواجهة على الحدود الأميركية-المكسيكية، وهو ما يقرب من ثلاثة أضعاف العدد الذي حدث في عهد ترامب.

وأشار ترامب إلى أن المهاجرين فروا من منازلهم لأسباب متعددة، بما في ذلك تأثير الجائحة على اقتصادات أميركا الوسطى والكوارث الطبيعية.

وأوضح أنه أجرى مقابلات مع مهاجرين أكدوا أنهم شجعوا على القدوم بسبب توقعهم لإدارة أكثر ترحيبًا.

وتُشكّل الهجرة أحد الموضوعات الرئيسيّة في الحملة الرئاسيّة.

وقال بايدن «لا توجد بيانات تدعم ما يقوله ترامب. إنّه يُبالغ مرّةً أخرى، إنّه يكذب».

"شخص مدان"

وقال الرئيس جو بايدن خلال المناظرة، مخاطبًا دونالد ترامب: «أنا الآن أنظر إلى شخص مدان»، مشيرًا إلى التهم والإدانات التي يواجهها ترامب.

عند سؤاله عن إداناته الجنائية، لم يرد ترامب مباشرة بل أشار إلى الإدانات الجنائية لهانتر بايدن، مستهدفًا المشاكل القانونية لابن الرئيس.

وقال ترامب عن بايدن: «يمكن أن يكون مجرمًا مدانًا بمجرد خروجه من المنصب. هذا الرجل مجرم».

الاقتصاد

وكانت المناظرة انطلقت بأسئلة تخص نظرة المرشحين للرئاسة الأميركية فيما يخص تحسين الأوضاع الاقتصادية.

وقال الرئيس الأميركي بايدن إن إدارته تسلمت «اقتصادا كان على وشك الانهيار» من إدارة ترامب، إذ كانت البطالة مرتفعة، وأعادت «إدارته الأمور إلى نصابها» للاقتصاد إذ أوجدت فرص عمل جديدة خاصة في القطاع الصناعي.

وأكد أن السياسات الاقتصادية لإدارته أكدت على عدم تأثير تحكم الشركات بالمستهلكين، مشيرا إلى أن ما كان يحصل في الإدارة السابقة «فوضى»، وعلى سبيل المثال تم خفض أسعار الأدوية مثل الأنسولين.

واتهم باي دن سياسات ترامب بأنها تركز على الأثرياء، وأنه في عهده زاد العجز والدين لأعلى مستوى في التاريخ الأميركي، منتقدا خفض الضرائب للأثرياء فقط، مشيرا إلى أنه يوجد عدد كبير منهم ويدفعون فقط 8 في المئة من الضرائب.

من جانبه، رد ترامب أن إدارته سلمت إدارة بايدن «أعظم اقتصاد في التاريخ الأميركي رغم جائحة كورونا»، مؤكدا أن التوسع في الإنفاق كان ضروريا لتلافي الكساد.

وزاد أنه خلال إدارته كانت السوق المالية في أفضل حالاتها، والوظائف التي يتغنى بها بايدن خلقها للمهاجرين وليس للأميركيين.

ودافع ترامب عن سياسات وضع رسوم جمركية، مؤكدا أن هذا سيوجد المال لتخفيض العجز ويعطي القوة للاقتصاد الأميركي، وحتى الإعفاءات الضريبية حفزت الشركات.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي