ما في خاطري

لمن فقد «عزيزاً»

تصغير
تكبير

لا يوجد أحد على هذه الأرض لم يفقد عزيزاً فتألم لفقدانه، فنمر بمشاعر كثيرة صعب تفسيرها وحالة نفسية مرهقة قد تمتد لسنوات عديدة لنتخطاها، وقد تلاحظ أن أنفس البعض تغيرت للأبد وضحكات كانت تملأ محياهم قد اختفت، فكل هذا يحدث عندما نفقد عزيزاً فلماذا يحصل ذلك؟

يقول الكاتب ديفيد هاوكنز، في كتابه السماح بالرحيل «إن الأساس النفسي لكل الأحزان واحد وهو التعلق»، ولذلك عندما نفقد عزيزاً نجد صعوبة في الخروج من مشاعر الحزن، فارتباطنا بصفات هذا الإنسان وتأثيره على حياتنا قبل رحيله يجعلنا لا نتقبل ولا نتصور هذه الحياة من دونه وعندما يشاء الله ونفقده ننغمس بمشاعر الأسى، ولذلك يجب أن نتفكر بهذا الأساس النفسي ونحاول أن نتخلص منه في جميع علاقاتنا القريبة والعزيزة، فنحن كمسلمين يجب أن نعلم أننا لن نعمر وأحبابنا لن يعمروا والفقدان قادم عاجلاً غير اجل، فهذه هي الحياة مرحلة سوف نعيشها وننتقل لمرحلة ثانية وهي الآخرة التي نسأل الله تعالى أن نكون فيها من العتقاء من النار وأن نكون نحن وأهلنا في جنات الفردوس الأعلى.

فلذلك، إذا فهمنا هذه العلاقة جيداً والأساس النفسي وراء المشاعر السلبية التي تصاحب الفقد، فسوف نعيش حياتنا بشكل مختلف، فنقدر أحبابنا أكثر ونحاول أن نستغل هذه المرحلة بأفضل طريقة ممكنة ونرتب أولياتنا ونجتهد في الاعتماد على ذواتنا، ونحاول أن نقهر شعورنا بالعجز في حال غياب أحد أحبابنا، فالحياة لن تتوقف على أحد وهذا الحدث هو واقع يجب أن نتقبله.

فعزيزي القارئ أحبابك الذين يتواجدون حولك اليوم ستفقدهم وسوف يفقدونك في يوماً ما، فاحذر من التعلق بهم فهذا أمر الله الذي كتبه على كل البشرية، وحوّل هذا التعلق إلى سلوك سليم يجعلك تقدر هذه اللحظات التي ممكن أن تعيشها معهم واسعدهم وتغافل عن ما يحزنك ويهدد حياتك النفسية والجسدية.

رثاء في جدتي فاطمة:

إلى جدتي الغالية فاطمة العمار التي رحلت عن هذه الدنيا قبل فترة، احتجت لأيام كثيرة كي أتقبل فقدانك واستحضاري لما تعلمته في هذه الحياة خفف عليّ وطأة الفقدان، فاعلمي أن فقدانك قد ترك فراغاً عند كل أحبابك وتذكري للحظات الجميلة التي كانت معكِ آلمتني فلم أجد ما يهون هذا الفقد إلا يقيني أن الموت حق ونحن راضون بما كتب الله، فرحمك الله بواسع رحمته وأسكنك فسيح جناته.

X account: @alessa_815

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي