من الخميس إلى الخميس
نحتاج إلى حلول عملية
الصيف في الكويت يُشعل الأعصاب، الحرارة تفوق تحمّل الإنسان؛ لاسيما بعد أن لعبت المدنية فعلها في زيادة المساحة الخرسانية.
من الأفكار الجيدة التي وضِعَت كحلول لعملية اللهيب الصيفي هي التوسع في الزراعة، وإدخال البحر في خلجان متفرقة.
ليس عيباً أن تكون الحلول المُقترحة تحتاج إلى سنوات، بل إن كل الحلول الكبيرة تحتاج إلى وقت طويل، وأيضاً ليس عيباً أن يُستشار القطاع الأهلي المُختص، وأن يُشارك القطاع الخاص في مثل هذه الحلول العملية، في النهاية الحكومة والقطاع الأهلي والقطاع الخاص كلها في خدمة الكويت.
فكرة حجب الشمس، وتغطية ساحات بالغطاء الأخضر والماء حتى تشعر أنك في الهواء الطلق مع تيارات هواء متحركة ومرطّبة، لا شك سيؤدي إلى انخفاض في درجات الحرارة مع توافر مساحات تُستغل للترفيه، حدائق، ملاعب، مطاعم، متاجر، وحتى فنادق، تلك الأفكار هي لتطويع الطبيعة لمصلحة الإنسان، ويمكن اعتبار ذلك أفضل حلّ لحرارة الصيف في الكويت.
الإنسان بالأساس هو تلميذ الطبيعة تعلّم منها، ومازال يحتاج دروسها، تعلّم الإنسان أول درس من طائر الغراب، تعلّم كيف يدفن الإنسان بعد الموت، وتعلّم من البرق النار، وتعلّم من حركة المياه الطاقة، وتعلّم كيف يدفن الماء ليصبح يابسة، ويحفر اليابسة ليمرّ الماء.
إذاً التعلّم من الطبيعة وتطويعها ليس بِدعة بل هي عادة قديمة تأخرنا نحن كثيراً في الاستفادة منها.
من يقول إن تكلفة هذه المشاريع عالية فعليه أن يسأل المختصين، فهذه التكلفة، تكلفة مُستحقّة للتخفيف من معاناة الشعب في الكويت طوال أشهر الصيف الطويل، أما تكلفة الإنشاء والصيانة فتوفيرها ليس مستحيلاً إذا شاركنا قطاعات مختلفة واضعين في اعتبارنا إيجابيات تلك المساحات الخضراء والزرقاء على المزاج العام وتقليص تكاليف الهروب للخارج.
أتمنى على الحكومة الاستعانة بالمختصين الوطنيين لدراسة جدوى تلك المقترحات التي نسمع عنها منذ عقود، دراسة جادّة هذه المرة، وربما تبدأ بتخصيص نموذج صغير تبدأ منه، ويمكنها معرفة كل الإيجابيات أو السلبيات قبل التوسع بذلك، هناك في الساحات الخضراء والخلجان يتمشى الناس ويجلسون في الحديقة، ويتسوّقون ويلعب أطفالهم ويشعرون أنهم خارج صيف الكويت الحارق الطويل؛ لا سيما إذا تمت تغطية تلك المساحات بنظام حجب الشمس والمراوح ذات المرشات المائية.
الصيف في الكويت لا يحتاج إلى تحذيرات فقط ولا إلى هروب، يحتاج إلى حلول عملية.
