ربيع الكلمات

تكاليف تهدّد استقرار الأُسرة الكويتية!

تصغير
تكبير

قرأت بيانات الدخل والإنفاق الأُسري الصادرة عن الإدارة المركزية للإحصاء أن متوسط إنفاق الأسرة الكويتية على الرفاه والترفيه يبلغ نحو 1625 ديناراً شهرياً تشكل نحو 49 % من إنفاق الأسر شهرياً دون احتساب الإيجار الشهري للأسر الكويتية المالكة لمنازلها من إجمالي إنفاق يبلغ 3296.6 دينار. وتنفق على ذات أوجه الإنفاق التي تضم العناية الشخصية والمطاعم والترفيه والرياضة والنقل والملابس والأقمشة والأحذية.

ومتوسط إنفاق المواطنين والمقيمين على الرفاه والترفيه يختلف إذا تم قياسه إلى المتوسط الإجمالي للدخل البالغ 3995 ديناراً شهرياً للأسرة الكويتية و1131.5 دينار شهرياً للأسرة الوافدة، ما يعني أن الكويتيين ينفقون نحو 41 % من دخولهم على الرفاه والترفيه، والوافدين ينفقون نحو 32 % من دخولهم على الأمر ذاته.

وإنفاق الأسر الكويتية على المواد الغذائية والمشروبات يبلغ 371.4 ديناراً شهرياً تمثل 11.3 % من إنفاقهم، بينما يبلغ إنفاق الأسر غير الكويتية على البند ذاته نحو 159.8 دينار تشكل 14.9 % من إجمالي الإنفاق الشهري، ولاشك أن هذه الأرقام تحتاج إلى إعادة تقييم لإيقاف الهدر المالي للأسر.

وأظهرت البيانات أن أعلى أوجه إنفاق لدى المواطنين وفقاً لنسبتها من متوسط الإنفاق الشهري للأسر الكويتية من غير السكن تتركز في 5 أوجه كالتالي: الملابس والأحذية 15 %، ووسائل النقل 12 %، والعناية الشخصية 11 %، والمواد الغذائية 11 %، والتأثيث وتجهيز المسكن 11 %.

وأعتقد بأن مظاهر الإسراف والبذخ أصبحت واضحة للكبير والصغير، وأصبح لكل شيء حفلة ومصاريف خاصة فيه، وحالياً نجد عزوف كثير من الشباب عن الزواج بسبب المصاريف الاجتماعية مع كل أسف، والعادات الاستهلاكية بدأت تظهر خاصة في وسائل التواصل الاجتماعي صور الدزات والهدايا والماركات، لدرجة أن حتى المهر أصبح جزءاً بسيطاً من إجمالي التكاليف الخاصة بالزواج، والذي يتحمل كل هذه التكاليف هم الآباء، وهذه القضية تحتاج تحركاً جماعياً لحلها.

وبعد الزواج تدخل مصاريف أخرى مثل تكلفة الولادة، ويجب أن تكون في مستشفى خاص، ومصاريف الجناح والاستقبال والملابس والمطاعم، ويجب أن يكون الحلو من محل معين وبسعر عالٍ، وبوكيهات الورد والضيافة، ومصاريف لا يتخيلها عقل إنسان واع طبيعي يفكر بشكل صحيح.

وفي العادة تكون هناك حفلات تخرج للطلبة من الثانوية، ولكن الغريب هو الحفلات التي تكون عند المدارس ومصاريف غريبة، سيارات لوموزين وبالونات ومصاريف أصبحت فعلاً مرهقة للعديد من الأسر، وأصبحنا نسمع عن مبالغ فلكية لهذه الحفلات.

هذه المصاريف أصبحت مزعجة وهي في الوقت نفسه حديثة على المجتمع، ولا تساعد على التكافل الاجتماعي لأنها تسبب كراهية بعض الفئات، لأنه ليس الجميع قادراً على كل هذه المصاريف، وهل هذا من شكر النعمة؟، نحن لا نقول لا تحتفلون ولكن بالمعقول، ويروى عن سعد بن أبي وقاص، عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه نهى عن الإسراف ولو كان على نهر جارٍ، قال تعالى:

«وَلا تُسْرِفُوا...» (الأعراف:31).

رب الأسرة يعرف قيمة المصاريف بسبب الجهد الذي يبذله، ولكن بعض الأبناء مع الأسف لا يقدر جهد الآباء، فقط يريد دون تفكير وتغليب العواطف ما يتسبّب في ثقل كبير على كاهل الأب وقد يذهبون للبنوك للاستدانة من أجل توفير الكماليات، والبعض ليس لديه حِكمة في الإنفاق.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي