«درامتنا»... على المحك

صالح الدويخ
صالح الدويخ
تصغير
تكبير

التوجّه نحو التركيز على النوادر من القضايا الاجتماعية في الدراما الكويتية وإهمال الظواهر الشائعة، يثيران تساؤلات حول تأثير ذلك على الجمهور والمجتمع ككل، وقد يؤديان إلى تقديم صورة مشوّهة عن الواقع الاجتماعي. فعندما يتم تسليط الضوء على حالات فردية واستثنائية، قد يظن الجمهور أنها هي القاعدة وليست الاستثناء، ما يؤدي إلى فهم مغلوط عن المجتمع ومشاكله.

قد يلجأ صُنّاع الدراما إلى التركيز على القضايا النادرة لتحقيق الإثارة وجذب الانتباه. القضايا الاستثنائية غالباً ما تحمل عناصر درامية قوية ومثيرة للاهتمام تجذب المشاهدين، بالمقابل عندما يشعر الجمهور أن الدراما لا تعكس واقعهم ومشاكلهم الحقيقية، قد يفقدون الثقة فيها كوسيلة تعبير عنهم، وهذا الفقدان للثقة يمكن أن يقلّل من تأثير الدراما كمحرك للتغيير الاجتماعي.

على مر السنوات، قدمت الدراما الكويتية العديد من الأعمال التي ركزت على القضايا النادرة، على سبيل المثال قضايا الجنون الموقت، والزواج القسري. ورغم أهميتها، إلا أنها تبقى نادرة مقارنة بالقضايا الشائعة المعروفة، وطرق أبواب من هذا النوع في «درامتنا اللي صارت على المحك»، في الحقيقة هو دق المسمار الأخير في نعشها.

«عُقَد أهل الفن»

كثير من الفنانين الشباب الذين أصبحوا نجوماً في المسرح والدراما، عندما تعرفنا عليهم في البدايات بادروا في إضافتنا على كل وسائل «السوشيال ميديا»، وبمجرد أنهم تلمسوا سطح النجومية، سارعوا في إلغاء الإضافة كونهم أسماء مهمة لا يمكن أن يتابعوا أي شخصية وإن كانت إعلامية!... أمراض هؤلاء ممن يعتقدون بأنهم أبطال نصوص شكسبير أو مسلسلات «The Sopranos» و«The West Wing» و«The X-Files» وغيرها، يجب أن يَصحوا من أحلام اليقظة ويعيشوا واقعهم المرير ما بين عروض مسرحياتهم في جمعيات أو أندية أو مراكز التنمية أو دور سينما متهالكة، أو يصوروا أعمالهم التلفزيونية بأقل التكاليف وبإنتاجات «تفشّل». لا تتكبروا على الناس خصوصاً مَن كان لهم الفضل بعد الله في وصولكم إلى ما أنتم عليه اليوم...هدوا شوي شباب.

الوضع مُزرٍ

كيف نعرف أن وضع الدراما لدينا مزرٍ وفي انحدار؟... عندما تجد منتجاً يطلب من الكاتب من خلال أحداث المسلسل وتحديداً في حلقة مبكرة أن يفاجئ المشاهد بموت أحد أبطال المسلسل فقط لأن أجره كبير!... الله المستعان.

آخر المطاف: الاستذكاء أقبح من الغباء أحياناً

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي