تحليلات سياسية تستبعد حدوثها وتؤكد أنها ستكون نووية إذا اندلعت شرارتها

حرب عالمية ثالثة... في أكتوبر؟

تصغير
تكبير

في وقت أعلن فيه الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، أنّ «العالم يستعد لحالة التأهب القصوى لبداية الحرب العالمية الثالثة»، مؤكداً أن «العالم ليس بعيداً عن الحرب، التي ستندلع في غضون من ثلاثة إلى أربعة أشهر تقريباً»، وذلك خلال لقاء له بمجلة «Weltwoche» السويسرية، أكدت تحليلات سياسية لعدد من أساتذة العلوم السياسية والخبراء الأمنيين، الذين تحدّثوا لـ «الراي»، أن «العالم يعيش صراع نفوذ، وتطاحناً على المصالح الاقتصادية، لكن الأمر لن يصل لحافة حرب عالمية ثالثة، لأنها إذا اندلعت فستكون نووية، ولا أحد لديه القدرة على تلك المقامرة».

وتعليقاً على تصريحات الرئيس الصربي، الذي يتمتع بعلاقات جيدة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ما يمكنه من معرفة العديد من الكواليس في شأن التوترات بين موسكو وواشنطن وحلف شمال الأطلسي «ناتو»، أكدت تلك التحليلات أن التصريحات الصربية هي في حقيقتها رسالة تحذيرية من روسيا، لكن هذه التحذيرات لن ترقى لحرب لا يتحمّلها الاقتصاد الدولي الآن.

استبعاد الحرب النووية لأنها ستقتل الجميع




عبدالله سهر

عبدالله سهر: المواجهة بين الدول العظمى انتحار جماعي... لا يرغب فيه أحد

المواجهة الأميركية - الروسية ربما تصل إلى حافة الهاوية لكنها لن تنحرف إلى وادي الموت

اعتبر أستاذ العلوم السياسية الدكتور عبدالله سهر لـ «الراي»، أن ما دفع الرئيس الصربي لهذا التصريح هو مشاهدته القريبة للأحداث بين روسيا والصين من جهة، والولايات المتحدة وبعض حلف دول «ناتو»، من جهة أخرى، مشيراً إلى أنه «بغض النظر عن تلك السخونة في جميع الجبهات المفتوحة، في أوكرانيا وتايوان وقطاع غزة ووسط آسيا وغيرها، إلا انه من الصعب التخيل بأن حرباً عالمية بشكلها التقليدي محتملة، والسبب في ذلك أن المواجهة المباشرة بين الدول العظمي تعني الانتحار الجماعي، الذي لا يرغب به أحد».

حال فناء

وبين أن «خيار المواجهة العسكرية بين الدول العظمي، التي تمتلك الأسلحة النووية وأخواتها من النيتروجينية والنيترونية والهيدروجينية، وسواها من أسلحة دمار شامل فتاكة، لن تقف عند حدود المنشآت العسكرية والاقتصادية أو الحدود الإقليمية للدول بل ستلحق الدمار بجميع دول العالم قد يصل الى حال الفناء».

وأضاف «يكفي أن نتخيل أن القنبلة النووية التي استخدمت في هيروشيما كانت منتجة لـ 15 ألف طن من الطاقة، بينما أقل قنبلة نيتروجينية متوافرة حالياً تنتج 10 ملايين طن من الطاقة، ويقدر المختصون بأن الولايات المتحدة الأميركية والصين وروسيا، تمتلك أكثر من 12 ألف رأس نووي»، مضيفاً أنه «وفقا لتقديرات سيناريو الحرب النووية في العام 1962 في أوج الحرب الباردة، أن الذين سيلاقون حتفهم من البشر في كل من الصين والاتحاد السوفياتي وأميركا يتجاوز 400 مليون نسمة، ولنا أن نتصور ماذا سيحدث الآن لو حدثت مثل هكذا حرب في الوقت الراهن؟ فهي حرب سيختفي معها الصيف وأشعة الشمس والمطر لسنوات، بل إن احتمال نجاة أي كائن بشري ستكون ضعيفة جداً، وإذا قدر لأحد بأن ينجو، فسيضطر للقبول بحياة قريبة من قرينتها في العصر الحجري».

الانتحار الجماعي

وشدد على أن «أكثر من يدرك تلك الحقائق هي الدول التي تمتلك القوة النووية، وعلى رأسها الصين وروسيا والولايات المتحدة الأميركية، فهذه الدول تعلم جيدا بأن لكل منها القدرة على توجيه الضربة الثانية، ما يؤكد الموت الجماعي أو بالأحرى خيار الانتحار الجماعي الذي يشكّل قناعة الردع لجميع الأطراف، بما يكفل عدم الانجرار إلى حافة هاوية هذه الحرب»، مضيفاً «نعم هناك صراع ساخن بين الصين وروسيا والولايات المتحدة، والحرب بينها لربما ستستعر في القادم من الأشهر، ولكنها ستنحصر في الحروب الاقتصادية والمعلوماتية والتقنية والفضائية وحرب الوكلاء».

المواجهة

وذكر سهر أنه «على صعيد المواجهة الأميركية الروسية، فهي لن تخرج عن محاكاة الديبلوماسية الساخنة التي لربما تصل بالطرفين إلى حافة الهاوية، لكنها لن تنحرف إلى وادي الموت»، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن «المشكلة الأكثر صعوبة في تقديري، تتمثل في المواجهة في الشرق الأوسط بين الكيان الصهيوني الذي تدعمه أميركا وبعض الدول الأوربية، وما يطلق عليه بمحور المقاومة الذي تدعمه إيران، التي يقف خلفها كل من الصين وروسيا. هذه المعادلة الأكثر صعوبة لكونها تحمل معادلة صفرية يصعب حلها ديبلوماسياً، ولا شك في أنها ستستمر بالتصعيد العسكري، إلى أن يقتنع الكيان الصهيوني بأن الحل العسكري للوصول إلى فكرة إسرائيل العظمي، ليس إلا سراباً لاهوتياً تتبناه الصهيونية العالمية».

جورج عيراني: لا أحد لديه القدرة على المقامرة بنوع من الحرب النووية

جورج عيراني

• بوتين يريد الظهور بصورة قائد أعاد الإمبراطورية الروسية ويحظى بدعم من الكنيسة

وصف أستاذ العلوم السياسية جورج عيراني العالم، بأنه يعيش حالة من الالتزام النسبي بقواعد تم ضبطها بعد الحرب العالمية الثانية، وهذه الضوابط وضعتها المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة ومجلس الأمن والبنك الدولي، وساهمت الولايات المتحدة في تكريسها.

وبيّن عيراني لـ«الراي»، أن «تموضع روسيا والصين في حلف قد يبدو أنه منافس للمصالح الأميركية والأوروبية، ولكن ما زالت هذه الدول أقل تأثيراً من ناحية الوزن الدولي، مقارنة بالولايات المتحدة والاتحاد الأوربي».

وأضاف«أستبعد قيام حرب عالمية ثالثة، لكنها إذا قامت فستكون حرباً نووية ولا أحد لديه القدرة على المقامرة بهكذا نوع من الحروب»، متوقعاً استمرار«الحرب على الجبهة الروسية - الأوكرانية ولكن بوتيرة تكون تحت السيطرة».

ولفت إلى أن «ثمة تفاهم دولي بعدم تغيير حدود الدول، لأنه إذا دخلنا في هذه المعمعة فهنا ستزيد بالفعل احتمالية الحرب العالمية الثالثة»، مشيراً إلى أن «بوتين يريد أن يظهر بصورة القائد الذي أعاد الامبراطورية الروسية، وخلق روسيا الكبرى في وقت يحظى فيه بدعم من الكنيسة الأرثوذكسية».

وخلص عيراني إلى القول «أستبعد قيام حرب عالمية ثالثة، ولدي شكوك حولها، لأن الصين لديها ما يكفي من المشاكل، وتحتاج لعقود حتى تصل لقوة العملاق الاقتصاي والعسكري الأميركي».

خالد الصلال: رسالة تحذيرية دعائية... والعالم منهك لا يتحمّل حروباً




خالد إبراهيم الصلال

اعتبر الخبير الأمني والإستراتيجي خالد ابراهيم الصلال لـ «الراي»، أن «ما صدر عن الرئيس الصربي، هو مجرد رسالة تحذيرية أراد إيصالها نيابة عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بحكم اطلاعه على هذا الملف بفعل الصداقة التي تجمع الرئيسين».

وشدد على أنه «لم يعد هناك حرب عالمية ثالثة، ولن تحدث بشكل تقليدي كما الحربين الأولى والثانية، لأن العالم منهك ولا يتحمّل اقتصادياً حروباً واسعة»، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن «الأسلحة النووية لا يمكن استخدامها، والأمر دعائي أكثر منه خطراً حقيقياً على أرض الواقع».

وشدّد الصلال في الوقت نفسه، على أن «الرئيس الروسي بوتين لن يقبل بهزيمة سهلة، وهذه الخطوات تأتي من باب المكابرة السياسية».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي