قيم ومبادئ

أخاف على أحفادي!

تصغير
تكبير

إذا كنا غير قادرين على منع تسريب الاختبارات ممن يقوم بالتعليم؟

كانت هذه مخرجات التعليم في كل عام بهذا المستوى المتدني... وإذا كان المجتمع مادياً لا يقيم وزناً للقيم... وإذا تغيّرت المفاهيم وانتكست المبادئ العامة وفسد الذوق العام فأصبحت المادة هي المعيار بين الناس... ووسائل التواصل الاجتماعي تصدّق ذلك أو تكذبه.

ومع أنني لا أكره أن ينشأ ولدي غنياً ولا أحب أن أعرّضه لآفات الفقر المدقع... في ظل غلاء الأسعار ولكنني أخاف عليه الغنى أكثر ما أخاف عليه من الفقر!

فأخاف عليه أن يفتخر بالمال ويعتدّ به اعتداداً زائداً ويقدره فوق قدره بحيث يعتبره كمالاً إنسانياً فلا يهتم بالمقابل بإصلاح نفسه وتهذيب أخلاقه، فلا يرحم بائساً ولا يعطف على مصاب ولا يكترث بنكبات الوطن ولا يشارك في الشأن العام لأنه مهتم بالمصالح الخاصة!

أخاف عليه أن يحتقر الثقافة والآداب ويزدري المواهب والفضائل فيصبح عاراً على أُمته، ومن أُشرب في قلبه حب الدنيا وعبادة الدينار والدرهم... لا يحترم غيره ولا يقيم وزناً إلّا لأهل الدثور ويُخيّل إليه أن من سواهم من الناس لا قيمة لهم في الحياة... بل لا حقّ لهم حتى في الوجود!

أخاف عليه إن وُلِدَ له الولد ألّا يجد في أوقاته ساعة فراغ يتولّى فيها النظر في تربيته، بل يتركه صغيراً في أيدي الخدم وكبيراً في زُمرة أصدقاء السوء الذين يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يُؤمرون؟

أخاف عليه أن يقضي أيامه ولياليه مع طول السُهاد يطير نومه مع هبوط الأسعار ونزول البورصة وتقلبات الأسواق وقضايا الخصوم في المحاكم...

أخاف عليه أن يصبح أحد الوارثين المستهترين – وما أكثرهم – الذين لا عمل لهم في حياتهم سوى هدم حياتهم بأيديهم وهدم ما ترك لهم آباؤهم وأجدادُهم من مال وشرف وجاه ...

الخلاصة:

لا أريد أن أنهي بهذه الفكرة بأن الثراء علّة فساد الأخلاق وأن الفقر علّة صلاحها ولكني بالتأكيد أستطيع أن أقول عن تجربة واستقراء مرّ بها عموم الناس وهي أن كثيراً من أبناء الفقراء ناجحون ولم أر إلا قليلاً من أبناء الأغنياء عاملين!

والعلاج الوحيد لهذه الحالة المخيفة أن نفهم جميعاً حقيقة بأنه لا صلة بين المال والسعادة، وبالمثل الكويتي القديم (الزود نقص) وليس لنا طريق في هذه الحياة سوى طريق الاعتدال!

فهل وصلت الرسالة؟!

واليوم نشهد ميلاد كويت جديدة.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي