حديث القلم

الصراحة موجعة في بعض الأحيان!

تصغير
تكبير

الرسالة الأولى ... موجهة إلى الإخوة أصحاب القرار والمسؤولين في وزارة الكهرباء. في كل عام وقبل دخول فصل الصيف تطمئنون الناس «إعلامياً»، بأن الأمور على ما يُرام ووزارة الكهرباء مستعدة لتحدي فصل الصيف وتضاعف استهلاك الكهرباء، وقد دخلنا فصل الصيف وبدأتم بخطة الإنقاذ السريعة المتمثلة بالقطع المبرمج، ولكن السؤال الذي أوجهه لكم، لماذا لم تكن هناك خطط لتفادي مثل هذا الأمر بشكل احترازي ومسبق؟

كل هذه السنوات الماضية وحكومات تعاقبت ومسؤولون وخبراء وطواقم فنية وإدارية، والكل يعلم أن الكويت بلد ذو مناخ صحراوي حار صيفاً، بالإضافة إلى الزيادة المطردة في أعداد السكان التي سوف يترتب عليها تلقائياً زيادة في استهلاك الكهرباء، لماذا لم يتم تطوير القدرات الإنتاجية للطاقة الكهربائية؟

القطع المبرمج وإن كانت مدته قصيرة، يمكن أن يؤدي إلى مشكلات كثيرة منها تعطل المصاعد مثلاً، أو تضرر بعض المرضى أو كبار السن الذين يعيشون على بعض الأجهزة الطبية، وتعطل إشارات المرور، وغيرها من الأمور التي يمكن أن تدخلنا في متاهات كثيرة كان بالإمكان تفاديها وعدم الدخول في تفاصيلها.

الرسالة الثانية... أبعثها لكل شخص حصل على أرض وقرض إسكاني من الدولة، فحوّل سكنه الخاص إلى سكن استثماري، وضاعف من أعداد القاطنين في بيته، على سبيل إعانة نفسه وزيادة دخله الشهري، دون النظر إلى الخلل الذي سوف يُسببه في منطقته السكنية من حيث التركيبة السكانية والضغط الكبير على الخدمات بأنواعها، بل إن البعض بالغ كثيراً في عدد الشقق الاستثمارية التي أقامها في بيته (ولو يحصل له يؤجر حتى الحوش)!

الرسالة الثالثة... إلى مَنْ يهمه الأمر حيال هذه المشكلات المتشعبة والمتراكمة، حينما تتكرر المشكلة ذاتها وفي التوقيت نفسه من كل عام، فالخلل يكمُن بشكل رئيسي في الجهاز التنفيذي، الذي ظل لسنوات إما عاجزاً أو متقاعساً عن أداء مهامه المطلوبة، وإلا ما هي الفائدة من التعداد السكاني الذي تجريه الدولة بشكل دوري لإحصاء المباني وأعداد السكان؟!

في النهاية... هناك اجتماعات مكثفة تعقد حالياً للخروج من هذه الأزمة، وأتمنى أن يتم اتخاذ قرارات موقتة لإنقاذ الوضع خلال فترة صيف 2024، على أن تكون هناك إجراءات تنفيذية ملموسة لتفادي هذه المشكلة في السنوات المقبلة وبشكل دائم. صحيح أننا نطمح للتقدم وطي صفحات الماضي وننظر للأمام بتفاؤل، الكويت بلد خير وعز ولله الحمد، ومن غير المنطقي أننا نعاني من مشكلة متكررة تمس قطاع خدمي رئيسي كقطاع الطاقة دون إيجاد حلول جذرية.

** وخزة القلم:

أعلم ويعلم كل مواطن كويتي، بأن أزمة الاستثمار في السكن الخاص سببها الرئيسي البطء الكبير في إنشاء المدن السكنية الجديدة، وكثرة الطلب على السكن، ولكن هذا الأمر قد حوّل الإيجارات في بعض المنازل الخاصة إلى مشاريع (جشع) و(استغلال)، وأصبح بعض أصحاب تلك المنازل جزءاً من المشكلة لا جزءاً من الحل.

X: @dalshereda

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي